القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 10 كانون الثاني 2025

تقارير إخبارية

موسم الهجرة إلى الغرب (2).. مخيماتٌ تفرُغُ من سكّانها والوجهة أوروبا!

موسم الهجرة إلى الغرب (2).. مخيماتٌ تفرُغُ من سكّانها والوجهة أوروبا!


الإثنين، 22 تشرين الأول، 2018

مرةً، قال الشاعر محمود درويش في قصيدته مديح الظلّ العالي «كم مرةً ستسافرون؟ وإلى متى ستسافرون؟ ولأيّ حلم؟».. كم باتت تلك الكلمات هي الأصدق في التعبير عن حال اللاجئ الفلسطيني الذي تشتّت وتهجّر مرارا، وفقد الحلم مراراً، وبات يترنّح مُثقلاً بالهجرة والعودة!

فالمتابع لواقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يلمس الكثير من أوجه المعاناة والخناق التي باتت تلتفّ حول أعناقهم، لتكون دافعاً قوياً لتركهم المخيم بحثاً عن الحلم المنشود في القارة العجوز.

واقعٌ صعب وهجرة منشودة

فمن الحصار الذي يشهده مخيم عين الحلوة للاجئين في صيدا مع بناء الجدار العازل، إلى البوابات الإلكترونية على مداخل المخيم، وجولات العنف والقتال الداخلي التي شهدها مخيمي عين الحلوة والمية ومية، ومناكفات الفصائل الفلسطينينية المستمرة، إلى الحرمان من الحقوق المدنية والسياسية، ونسبة الفقر والبطالة التي وصلت إلى ١٨,٤٪، وارتفعت إلى 28.5٪ بين الشباب، كل ذلك أجّج لدى الفلسطينيين في لبنان الرغبة في الهجرة، خاصةً مع ظهور سماسرة التهريب، خلال الفترة الجارية، بعضهم مدعومون من جهاتٍ رسميةٍ لبنانية.

ليثير هؤلاء السمارة الشكوك لدى الفلسطينيين حول رغبة البعض في التخلص من أعدادٍ كبيرة من الفلسطينيين ضمن "صفقة القرن"، على اعتبار أنّ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يملكون الحضور السياسيّ الأكبر بين اللاجئين الفلسطينيين في "دول الطوق" حول فلسطين (لبنان، سوريا، الأردن).

وعين الناظر إلى المخيمات الفلسطينية لا تُخطئ حجم التفريغ الذي تشهده تلك المخيمات، فخلال الشهرين الماضيين هاجر نحو 300 شخص من مخيمات الشمال، ومن مخيمات الجنوب هاجر نحو 250 شخص، ونحو 58 منزلاً في مخيم عين الحلوة باتوا غير مشغولين بالسكّان، وعشرات البيوت معروضةً للبيع. كما شهد قطاع غزة هجرة نحو 3000 شخص منذ بداية عام 2018.

ويشير مصدرٌ فلسطيني إلى أنّه منذ شهر تقريباً أطلقت شركة (ك.ل.) خدماتها في استقبال طلبات اللاجئين الفلسطينيين الراغبين قي الهجرة إلى أوروبا وأستراليا. وفي حال استمرّت الهجرة بهذه الوتيرة، فإنّ المخيمات ستفرغ من سكّانها خلال فترةٍ زمنيةٍ لا تتجاوز العامين.

فما يدور وراء الكواليس من أهداف الإحصاء، الذي قامت به لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني ودائرة الإحصاء المركزي الفلسطيني عام 2017، والذي سجّل وجود 174422 لاجئاً فلسطينياً مقيماً في لبنان، تكشف عن مخططاتٍ للتخلّص من أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين من خلال التهجير وهو ما يحصل الآن.. وبوضوح!

المصدر: هبة الجنداوي- شبكة العودة الإخبارية