القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 10 كانون الثاني 2025

تقارير إخبارية

ندوة بعنوان "صفقة القرن وانعكاساتها على لبنان" أوصت بضرورة مواجهتها

ندوة بعنوان "صفقة القرن وانعكاساتها على لبنان" أوصت بضرورة مواجهتها


الخميس، 18 تموز، 2019

عقد مركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات ومركز "الجزيرة" للدراسات، ندوة حوارية مشتركة بالتعاون مع قناة "الجزيرة مباشر"، بعنوان "صفقة القرن وانعكاساتها على لبنان"، وذلك في فندق "رمادا بلازا" - الروشة، شارك فيها مدير عام مركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات الدكتور محسن محمد صالح، ورئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق في بيروت الدكتور عبد الحليم فضل الله، والخبير في قضايا اللاجئين الدكتور جابر سليمان، ورئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام، وعضو المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر" المحامي وديع عقل، بحضور باحثين ومفكرين متخصصين ومهتمين بالقضية الفلسطينية.

وأورد صالح مجموعة من الملاحظات حول "صفقة القرن"، وقال: "إن مصطلح صفقة القرن مخادع غير موجود لم تتحدث عنه الإدارة الأميركية بشكل رسمي، وبالمقابل هناك برنامج واقعي تقوم به الإدارة الأميركية بالتنسيق مع الصهاينة لتطبيقه على الأرض".

وأضاف: "إننا أمام عملية تسوية سياسية سلمية فشلت على الأرض ويجري الآن العمل على تصفية القضية الفلسطينية التي بدأت من خلال الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل".

ولفت الى "محاولة لاستغلال البيئة الفلسطينية والعربية لصالح الطرف الإسرائيلي، فالبنية العربية مشتتة ومنهكة، مقابل حالة إسرائيلية في وضع قوي وإدارة أميركية متماهية مع برنامج حزب الليكود الإسرائيلي، وإن الجانب الأميركي يريد تسويق الصفقة من خلال ما يسمى بـ"السلام الاقتصادي"، لكن لب المشكلة للقضية الفلسطينية هو سياسي ويأتي بعد ذلك الجانب الاقتصادي، كما أنه يريد أن يبدأ بتطبيق التطبيع العربي الإسرائيلي أولا قبل تنفيذ ما يسمى بالتسوية السلمية، مع الطلب الاميركي بتغيير بوصلة الصراع ومحاولة اشغال المنطقة بصراع آخر".

وفي ما يتعلق بالحالة اللبنانية، خصوصاً ما يرتبط بمسألتي التوطين والتطبيع، أشار الى أن "المطمئن أن هناك رفضا لبنانيا شاملا لهذ الموضوع، وكذلك رفضا فلسطينيا"، منهبها الى أن "المطلوب لبنانيا أن يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه، في ما يتعلق بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية، خصوصا ما يخص حق العمل، من خلال ما توصلت إليه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني من تفاهمات وتصورات".

بدوره، قال عقل: "لبنان محصن ويعمل منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وحتى أيامنا هذه على مواجهة مشاريع التوطين، كما يتحضر لمواجهة صفقة القرن من خلال آليات سياسية وقانونية وتاريخية. فصفقة القرن بالنسبة لنا ولدت ميتة، ولن نتحاور مع أحد بخصوصها. هناك مبادرة عربية قابلة للتطبيق التي تم طرحها في قمة بيروت سنة 2002، ويمكن الاتفاق مع أطراف دولية لتطبيق هذه المبادرة. وفي موضوع الديون والضغوط الاقتصادية، يعيش لبنان مرحلة صعبة جدا، لكن لدينا إرادة لتخطي هذه الضغوطات، كما هناك التفاف شعبي على مواجهة هذه الضغوطات".

وعن حق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، قال: "إن الحملة الأخيرة ضد العمالة الأجنبية في لبنان لم يكن العامل الفلسطيني المقصود المباشر منها، بل ما تعرض له هو نتيجة لتطبيق قوانين العمل في لبنان. ولكن مطلوب تفعيل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني للوصول إلى حلول فاعلة وعادلة تأخذ بالاعتبار وضع اللاجىء الفلسطيني، على أساس دعم حق عودة اللاجىء الفلسطيني ورفض التوطين".

من جهته، أكد سلام أن "لبنان ليس جزيرة معزولة فهو يتأثر بما يجري حوله، وهو ليس قادرا لوحده على إفشال صفقة القرن، ولكنه يملك القرار لرفضها، كما حصل في مؤتمر البحرين مؤخرا حيث قاطع المؤتمر، وهذا مؤشر لرفض الصفقة، لكن لبنان بحاجة لمزيد من التنسيق مع الأشقاء العرب لتقوية الموقف الرافض"، لافتا الى أن "الجديد في صفقة القرن أنها ألغت كل مفاعيل القرارات الدولية السابقة من القرار 242 إلى اتفاقية كامب ديفيد إلى اتفاق واشنطن واتفاقيات أوسلو".

وفي ما يتعلق بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أشار إلى أن "إجراءات إغلاق المؤسسات التي يديرها الفلسطينيون في لبنان، كان يجب ألا تتم مباشرة بل كان من الأفضل إعطاء أصحاب هذه المؤسسات الوقت الكافي لتنظيم وضع مؤسساتهم القانوني وإبقائها مفتوحة إلى حين تسوية أوضاعها القانونية".

من جانبه، شدد فضل الله على أن "لبنان يمر بصعوبات اقتصادية وسياسية معروفة، ولكن لديه القدرة أكثر من غيره على مواجهة ورفض صفقة القرن، وبالتالي تخطيها".

وقال: "قوة الموقف اللبناني تعود الى ما راكمته المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وضد المشروع الصهيوني في المنطقة، كذلك من خلال الموقف الشعبي والرسمي الرافض لهذه الصفقة".

وأضاف: "الخطر في صفقة القرن ليس إمكانية تصفية القضية الفلسطينية، بل في التحالف العربي الذي يدعم هذه الصفقة. لبنان كي يستطيع مواجهة صفقة القرن والمشروع الصهيوني عليه أن يندرج في التحالفات والاصطفافات الإقليمية الصحيحة".

سليمان

وقال سليمان: "الشعب الفلسطيني لطالما قاوم مخططات التوطين بغض النظر عن موازين القوى، فقضية اللاجئين هي لب القضية الفلسطينية، والحل الذي يراد للاجئين هو السلام الاقتصادي الذي طرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سنة 2008، وقبله رئيس الحكومة الأسبق شمعون بيريز".

وأضاف: "الطرف الفلسطيني قادر على الرفض، ولكن بالأصل لم يتم دعوة الطرف الفلسطيني الرسمي إلى ورشة البحرين، لذلك هناك مبالغة من قبل الجانب الرسمي الفلسطيني في إظهار الرفض ما لم يقرن بجهد حقيقي لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جامعة".

جابر

وتناول جابر الوضع الفلسطيني في لبنان، قائلا: "إذا كان هناك إجماع لبناني فلسطيني على رفض التوطين، فعلينا أن نتفق على موقف عملي كيف نحصن الساحة اللبنانية والفلسطينية على رفض التوطين في ظل الأزمة الاقتصادية".

شفيق

وقال الأمين العام "للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" منير شفيق: هناك سياسيات صهيونية تمارس على الأرض صارت كفيلة بأن يسمى كل جزء منها صفقة القرن. من هنا يجب أن نواجه السياسة الأميركية الإسرائيلية من خلال التركيز على قضايا واضحة كقضية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وقضية الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، فهذه القضايا واضحة وهي لاقت رفضا من قبل جميع الدول العربية ولم تستطع الإدارة الأميركية أن تحدث اختراقا في هذه القضايا".

سكرية

بدورها، قالت الصحافية منى سكرية: "سواء اختلفنا أو اتفقنا حول تسمية صفقة القرن ومضمونها، فهي أولا وأخيرا تأتي في سياق تصفية الحق الفلسطيني وإنهاء حقوق الشعب الفلسطيني".

أضافت: "هناك بعض المخاوف منها هذا التراخي عند عدد من الدول العربية، إذ أن الموقف العربي الرسمي لم يرق إلى مستوى خطورة هذه الصفقة، وأيضا في عدم ترجمة السلطة الفلسطينية موقفها الرافض الى مستوى إلغاء التنسيق الأمني مع اسرائيل، ولا في ترفع القوى الفلسطينية عن انقساماتها والدخول في مصالحة جدية".

أما بخصوص انعكاس هذه الصفقة على الساحة اللبنانية، فقالت: "المقاومة هي القوة الحقيقية للبنان، وسبق أن أجبرت إسرائيل على الانسحاب منه".

وفي ختام الندوة، قدم المشاركون توصيات منها "ضرورة مواجهة صفقة القرن".