القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

نساء غزة.. عنوان الصمود في دعم المقاومة

نساء غزة.. عنوان الصمود في دعم المقاومة


الأربعاء، 15 تموز، 2015

لا عجب أن تحقق غزة نصرًا متواليًا رغم شراسة الحروب التي مرت بها، وكان أكثرها وجعًا في البشر والشجر والحجر حرب غزة 2014، التي لم يرحم فيها الاحتلال أحدًا بعد أن طوق عناقها بحصار مشدد، ومع ذلك غزة كانت ولا تزال صامدة.

هذا الصمود الأسطوري تمخض حينما وقفت نساء غزة بجوار المقاومة بالدعاء والمساعدة وإعداد الطعام.. ومنهن من جهزت نجلها وزوجها وودّعته بالدعاء، لتمدهم بقوة في المعركة وهي تهمس في مسامعهم: "لا تقلقوا على الأولاد، فقد أرضعتهم حب الدين والوطن".

نساء غزة

لقد توّجت غزة بأسماء الكثير من النساء اللاتي كانت الواحدة منهن هي أم المقاوم، وأخت المقاوم، وبنت المقاوم، وحتى إن لم تنجب فإن كل غزية تنظر بقلبها بأن كل رجال المقاومة هم أبناؤها.

وحينما نستذكر سطور البطولة النسائية الني كانت لها بصمة في المقاومة نجدها تتمثل في خنساء فلسطين، النائب في المجلس التشريعي مريم فرحات (أم نضال) -رحمة الله عليها- التي ودّعت قبل أن تودّع روحُها جسدَها ثلاثةً من أبنائها زفتهم شهداء، ولم يزدها ذلك إلا إصرارًا على استكمال المسيرة.

وبمجرد أن يذكر اسم (أم نضال) تحضر في الأذهان صورة تجهيزها نجلها محمد، أصغر أبنائها، ووداعها له وهي تلهج بالدعاء له أن يثخن في العدو وجعًا في عمليته الاستشهادية.

والموقف ليس ببعيد عن قلب أم رضوان الشيخ خليل، التي زفت خمسة شهداء من أبنائها دون أن تكسر لها هامة.. وتاريخ غزة يحمل الكثير.

ومن البطولات النسائية بصمة مميزة أخرى أكدت من خلالها نساء غزة على دعم للمقاومة، والتي تمثلت في كسر الحصار الذي فرضه العدو الصهيوني على رجال المقاومة في مسجد أم النصر في بيت حانون.

وتمثلت حكاية البطولة حينما اندلعت مواجهات بين جيش الاحتلال ونساء غزة بقيادة النائب الدكتورة جميلة الشنطي من أجل الحفاظ على المقاومة وحمايتها.. وغيرها الكثير من البطولات التي تزين التاريخ بها.

وحينما يخرج المقاوم من البيت رغم صعوبة الأوضاع إلا أن زوجته تودعه بابتسامة دعاء حتى لاينشغل ذهنه في بيته وعائلته، وأن تهدأ نفسه ولا يفكر إلا بالكيفية التي يثخن بها العدو.

والوقت الذي يستشهد فيه الزوج، تزين الزوجة أبناءها رغم طفولتهم بالزي العسكري والبندقية وإن كانت مصنوعة من البلاستيك، فهي تربي أطفالها على نهج والدهم بالمقاومة.

سلاح الدعاء

وقد لا تكون المرأة الغزية تعرف كيف تحمل السلاح وتقاوم المحتل، لكنها بالتأكيد تحمل سلاح الدعاء بأن يثبت الله تعالى المقاومة ويسدد رميهم ويوجع العدو.. فهذا ما كانت تردده الحاجة (أم وليد) مع كل صلاة وخاصة في الحرب.

وقالت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "صحيح أنني لا أستطيع حمل السلاح لمقاومة العدو، لكن أحمل سلاح الدعاء فهو أشد بطشًا بالأعداء".

وبينت، أنها حينما ترفع يديها بالدعاء للمقاومة تشعر بأن كل واحد منهم هو ابنها تنتظر عودته، وأن يحفظه الله تعالى بحفظه.

وأضافت: "رجال المقاومة هم فلذات أكبادنا يدافعون عن الدين والأرض؛ لنعيش بحرية وكرامة.. فهم يستحقون منا الدعاء وكل شيء يعزز به صمودهم وثباتهم".

لأجل المقاومة يرخص...!

ورغم أن النساء يجُدن بالذهب زينة محببة لقلوبهن إلا أن ذلك الحب يزول حينما يكون من أجل رجال المقاومة، وهو ما فعلته الفتاة سماح، التي قالت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "أحب الذهب والتزين به، وكنت أحصل عليه هدية من والدي بمناسبة النجاح بالمدرسة والتخرج في الجامعة والمناسبات الأخرى، ما جعل كل قطعة ذهب تربطني بها الكثير من الذكريات لمناسبات جميلة فذلك جعلها محببة لدي في التزين بها".

وأضافت: "لكن كل ذلك بالنسبة لدي لا معنى له حينما يقدم هدية بسيطة من أجل دعم المقاومة، فكنت خفية أعطي الذهب لشقيقي وأطلب منه أن يكون ذلك من أجل المقاومة وأن يخفي الأمر بيننا".

هم أبنائي

ورغم تحليق الطائرات وتوتر الأوضاع إلا أن ذلك لم يُخِف الحاجة (أم ناصر) بأن توفر الأمان والطعام لأبنائها رجال المقاومة فهي تنظر لكل واحد منهم بأنه نجلها رغم أنها لم تنجبه من أحشائها.

وقالت لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "رجال المقاومة جميعهم أبنائي فكيف لي أن أخاف على نفسي ولا أخاف عليهم؟!!! وكما أحب أبنائي فإنني أحبهم فهم أيضًا أبنائي".

وتابعت: "لقد سمعت صوتًا قريبًا من البيت فوجدت هذا الصوت حركات رجال المقاومة، ففتحت بسرعة باب البيت وحاولت أن أشعرهم بالاطمئنان وأنهم بإمكانهم أن يدخلوا في حديقة المنزل، خاصة أنني وجدتهم في حالة تعب وجوع بالوقت ذاته".

وأضافت: "شعرت أنهم أبنائي، ما جعلني أردد على مسامعهم أنا أمّكم يمه.. لا تخافوا.. أنتم أبنائي.. وما جعل رجال المقاومة يطمئنون لي بأنهم يعرفونني وأنا لا أعرفهم خاصة أنهم من شباب الحي نفسه".

وبينت قائلة: إنهم "كانوا في حالة تعب واضحة عليهم، ويشعرون بالجوع ورغم أنني عرضت أن أحضر لهم طعامًا، لكن كانت إجابتهم (لا)".

وتابعت حديثها: "لم أستطيع أن أقف دون أن أفعل لهم شيئًا، خاصة أنني شعرت بأنهم جائعون، ما جعلني أحاول تحضير ما يمكن تحضيره من طعام وما توفر من طعام البيت.. وأخبرتهم بوجود ماء للوضوء بالقرب منهم".

وأشارت إلى أنهم بعد صلاة الفجر غادروا مباشرة المكان بعد أن قدموا كلمات الشكر، ما جعلها تؤكد لهم أنهم جميعًا أبناؤها وكل ما فعلته هو فعل الأم للابن.

وحينما سألتها مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" حول ما إن كانت شعرت بالخوف، خاصة أن الأوضاع كانت مضطربة، فكانت إجابتها أسرع من البرق "هم أبنائي.. هل يعقل أن أخاف على نفسي ولا أخاف على أبنائي؟!!".

بمائة من الرجال

أما الفتاة نجاح فقد حاولت تكرارًا أن تخفي ما كانت تفعله في مساعدة المقاومة في حديثها لمراسلتنا، إلا أن كل من كانت تجلس في دائرة الحديث كانت تقول: "نجاح بمائة رجل".. "نجاح بترفع الرأس".. لتتضح الصورة التي كان تمثل بطولتها حينما اشتدت الحرب شراسة في منطقة خزاعة.

كانت هنالك محاولات عديدة لمعرفة المزيد أكثر لكن كانت نجاح تصر على موقفها في رفض الحديث عن ذلك، فهي تعد ذلك واجبها، فكانت تكتفي بابتسامة تزينت بها ملامحها رغم أن منزلها تم قصفه بالكامل، كما تم تدمير منازل عائلتها وجيرانها بالكامل، إثر المجزرة التي حدثت في خزاعة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام