القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

نكسة 5 حزيران: الجيش يتعرّض لضغـوط دوليّة

نكسة 5 حزيران: الجيش يتعرّض لضغـوط دوليّة
 
 
الخميس، 02 حزيران، 2011
قاسم س. قاسم

انتهت «مسيرة العودة الأولى» في مارون الراس بسقوط ستّة شهداء. في 26 أيّار بدأ المنظمون الإعداد لـ«مسيرة العودة 2». الخطّة التي وُضعت كانت طموحة جداً، وهدفت الى إرباك العدو، لكنّ التفجير الذي استهدف اليونيفيل غيّر كلّ شيء، حتى إنه قد «يطيّر» النشاط

«الطاسة ضايعة». كلمتان تجسّدان الواقع الذي يعيشه منظّمو «مسيرة العودة - 2». فحتى مساء أمس، كان لم يكن هؤلاء يعلمون ما إذا كانت «مسيرة العودة» في 5 حزيران الجاري ستقام أصلاً أو لا. لكنّ الاجتماعات التنسيقيّة بين منظّمي المسيرة والفصائل الفلسطينيّة كانت قائمة على قاعدة أنّ نهار الأحد المقبل سيشهد تحركاً باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة لا محالة. المنظّمون، نتيجة ضيق الوقت، عقدوا أكثر من اجتماع تنسيقي، لعدم تكرار الأخطاء التي حصلت في ذكرى النكبة. أكدوا عدم رفع الشعارات الحزبية وتوحيد الرايات من خلال رفع العلم الفلسطيني فقط، بالإضافة الى زيادة عدد عناصر الانضباط لعدم منع التظاهرة من تغيير مسارها، ما سيؤدي إلى تكرار ما جرى في مارون الراس.

اما بالنسبة إلى الاستعدادات اللوجستية، فقد جهّز المنظّمون ما يقارب 500 حافلة لنقل اللاجئين من مخيماتهم. وعدد تلك الحافلات غير مرجّح للارتفاع مثلما حصل في 15 أيار. ففي ذكرى النكبة، أجبرت الأعداد الهائلة للمشاركين المنظمين الى استقدام 500 حافلة إضافية. هذه المرة، من المستبعد تكرار ذلك السيناريو، لضيق الوقت المتاح لتوفير تلك الحافلات، وخصوصاً أنه لم يبق للنشاط، بعد المهلة التي طلبتها القوى الميدانية، سوى ثلاثة أيام. لكن بالنسبة إلى منظمي «مسيرة العودة 2»، فإنّ هذه المعوّقات أمرها محلول، والعمل جارٍ على قدم وساق، كأنّ التحرّك سيحصل «اليوم اليوم وليس غداً».

هكذا، ورغم تكثيفهم لنشاطاتهم، كان الجميع امس يعيشون حالة انتظار. انتظار للرد الموعود الذي ستحمله لهم اللجنة المكلفة بالتواصل مع حزب الله في الجنوب ومع الجيش اللبناني. الجهات المعنية بالوضع التنظيمي على الارض هناك، أي في الجنوب، لم تكن، حتى مساء أمس، قد اعطت جوابها النهائي بما يتعلق بقدرتها على توفير الغطاء السياسي لمثل هذه المسيرة جنوبي نهر الليطاني، خصوصاً بعد الانفجار الأخير الذي تعرضت له قوات اليونيفيل على نهر الأولي. «الضغوط كبيرة على حزب الله»، يقول احد المسؤولين الفلسطينيين المتابعين للمسيرة. يضيف «حزب الله مخنوق ومحرج أمام حلفائه الفلسطينيين. فهو يريد ايصالهم الى الحدود، لكن الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي دفعه إلى مراجعة حساباته على الصعيدين الأمني والسياسي». لكن في الأيام التي سبقت استهداف الكتيبة الإيطالية، كان حزب الله قد اعطى الضوء الأخضر لـ«تحرك ما» لم تُكشف طبيعته حينها باتجاه الحدود. الخطة التي «سربت» لاحقاً كانت تهدف الى «القيام بمسيرة للحافلات من منطقة الناقورة غرباً، مع وقفة صغيرة أمام بوابة فاطمة، وإكمال الطريق الى معتقل الخيام شرقاً، حيث ستلقى الكلمات»، كما يقول أحد المنظمين. ففي 27 أيار الماضي، كان بإمكانك أن تشعر بحماسة محدثيك عند تناولهم لتحرك ذكرى النكسة، واعدين بانتظار «شيء كبير» كما وصفوه. فبدأوا بالتحرك داخل المخيمات للعمل على الحشد من أجل مسيرة 5 حزيران. لكن، بعد تعرض الكتيبة الايطالية عصر ذلك اليوم للاستهداف، تغيّر كل شيء.

طلب حزب الله نهار الاثنين من حلفائه الفلسطينيين تجميد التحركات نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية المستجدة، وإمهاله بعض الوقت للتواصل مع الجيش اللبناني والتأكد من القدرة على تأمين مرور المسيرة باتجاه الحدود، على حدّ قول مصدر فلسطيني. أما الجيش اللبناني الذي يتعرّض لضغوط هائلة لمنع هذه المسيرة، فقد أكدت مصادر في قيادته لـ«الأخبار» أن المؤسسة العسكرية «ستلتزم بما ستقرره السلطة السياسية بشأن المسيرة».

عُقد، أوّل من أمس، اجتماع بين مسؤول من حزب الله واللجنة التنظيمية التابعة للمنظمات الفلسطينية. وكان من المنتظر أن تحصل اللجنة على جواب من الحزب بشأن نتيجة اتصالاته مع الجيش، الهادفة إلى نيل موافقة الأخير على السماح بعبور اللاجئين الفلسطنيين إلى ما بعد نهر الليطاني جنوباً. وبينما كان من المفترض إعلان خط التحرك وأماكن التجمع والانطلاق ليل الاثنين، اضطر منظمو «مسيرة العودة 2» الى انتظار يوم آخر، وهو ليل أمس الثلاثاء للحصول على نتيجة ما توصلوا اليه من مفاوضات بشأن شكل التحرك وطبيعته. «طموحنا هو أن نصل الى الحدود»، يقول أحد المنظمين للمسيرة، «لكن هناك عوائق تحول دون ذلك ونحن نتفهّمها»، يضيف. هكذا، كان بإمكانك امس بكل سهولة أن تستشعر أن نبرة الصوت اختلفت، وأن الخيبة حلّت مكان الحماسة التي كانت موجودة لدى محدثيك، إذ إنهم يرون أن ثمّة «شدّ حبال بيننا وبين الإسرائيليين، فهم لا يعلمون مكان تحركنا، وكنا سنفاجئهم ونجبرهم على الاستنفار على طول الحدود اللبنانية ـــــ الفلسطينية». ينتهي الاجتماع ليل أمس بطلب مندوب حزب الله مهلة 48 ساعة «لمعاودة المحاولة مع الجيش، على أن تبقى كافة اللجان تعمل وكأن المسيرة قائمة في موعدها»، يقول أحد منظمي المسيرة، مضيفاً: «أما رفض الجيش المتكرّر، فسببه الموقف الأميركي الأخير والضغوط الخارجية التي تعرّض لها بعد ما جرى في مارون الراس». الضغوط على الجيش لا تنتهي هنا، إذ إن «قيادة اليونيفيل طلبت من الجيش الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 واتفاقية الهدنة لعام 1949، اللذين يمنعان دخول الفلسطينيين الى جنوبي نهر الليطاني». أما الحلول المقترحة لإنجاح مسيرة نهار الأحد، فهي «خفض عدد الباصات الى 300 باص، بالإضافة الى زيادة عناصر الانضباط مما يمنع وقوع أي احداث على الحدود».

المصدر: الأخبار