"هآرتس": أحرى بعباس دفن أوسلو وحلّ السلطة لإنهاء وهم "مسيرة السلام"
الثلاثاء، 05 تموز، 2011
فيما تشير مصادر إسرائيلية إلى أن حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية تبذلان جهودا مكثفة في الأيام الأخيرة للتوصل إلى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، تزداد الدلائل على استحالة التوصل لاتفاق سياسي في المستقبل القريب. ونصح المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عكيفا إلدار السلطة الفلسطينية بعدم التجاوب مع مساعي المبعوث الأميركي دينيس روس لأنها لن تقود نحو تسوية، ونصح بحل السلطة الفلسطينية ردا على الجمود القائم.
وأشار المراسل السياسي لـ«هآرتس» باراك رابيد إلى التوتر القائم بين الإدارة الأميركية وحكومة بنيامين نتنياهو. وأوضح أن المسؤولين الأميركيين يكادون يرفعون أيديهم تسليما بعدم القدرة على التحرك في هذا الميدان بعد فشل المبعوث الأميركي جورج ميتشيل. ويندفع هؤلاء المسؤولين للانشغال في قضايا أخرى كـ«الربيع العربي» أو الوضع في لبنان. ونقل عن مسؤول أميركي قوله: «قررنا الانشغال بقضايا يمكننا أن نحدث تغييرا فيها». وأوضح أنه رغم الأزمة العميقة في العلاقات بين الحكومتين إلا أن البيت الأبيض اتخذ قرارا بعدم التصادم مع نتنياهو علنا. وسبب ذلك أساسا هو المعركة الانتخابية المقبلة في أميركا في العام 2012 وخشية الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة الحزب الديموقراطي من خسارة تأييد اليهود الذين صوتوا لهم بنسبة 80 في المئة في العام 2008.
ربما لهذا السبب سارع رفيق رابيد في «هآرتس» عكيفا إلدار إلى مطالبة الفلسطينيين بدفن أوسلو. وكتب أن دينيس روس الذي يرأس الطواقم الأميركية بشأن المفاوضات مع الفلسطينيين سبق له ونشر قبل أعوام مع ديفيد ماكوفسكي كتاب «الأساطير والأوهام والسلام». وشدد أنه يحاول تسويق الأوهام والأساطير ولذلك حمل عليه. وأشار إلى أن روس «في السنين التي ترأس فيها فريق السلام الاميركي حطم زخم البناء في المستوطنات كل الارقام القياسية. والآن يحاول روس الرئيس السابق لمعهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي، أن يقنع الفلسطينيين بأنهم اذا تخلوا عن التصويت في الامم المتحدة في ايلول القريب واعترفوا بدولة اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي (أي دولته هو المولود في سان فرانسيسكو أكثر من ان تكون دولة محمود عباس المولود في صفد)، فان نتنياهو سيتفضل باجراء تفاوض معهم في التسوية الدائمة. هل سمع أحد في المدة الاخيرة عن تجميد البناء في المستوطنات؟».
ويضيف الدار «يحاول روس ان يبيع وهم ان الحكومة الأشد يمينية في اسرائيل ستستبدل باستراتيجية القضاء على تصور اوسلو، تحقيق الاتفاق الذي تكرهه. يحاول روس لانقاذ سيده الدوري، الاختيار بين الطاعون. أعني التصويت على تأييد الاعتراف بفلسطين والنزاع مع الطائفة اليهودية ـ وبين الكوليرا ـ وأعني التصويت المعارض للاعتراف والمس بمكانة الولايات المتحدة في العالم العربي، ان يجذب الفلسطينيين لاعادتهم الى شرك مسيرة السلام».
وخلص إلدار إلى أنه «لو كنت مكان عباس لقلت لدنيس روس ان يبلغ رئيسه ان ينسى التفاوض من غير اعتراف خطي من نتنياهو بأن الحدود الدائمة ستقوم على خطوط العام 1967 مع تعديلات متفق عليها، وتجميد مطلق للاستيطان خلال التفاوض وبرنامج زمني محدد للانسحاب من المناطق. أتريدون اوسلو؟ لا حاجة اليها. لا توجد بعد سلطة فلسطينية. واقضِ على نظام التقسيم للمناطق أ و ب و ج الذي ضم في واقع الامر 60 في المئة من الارض الى المستوطنين، وانتهت «مسيرة السلام». أعيدوا الادارة العسكرية الى الضفة. وفي تلك الفرصة تستطيعون ان تحتلوا من جديد قطاع غزة من دولة حماس وان تعودوا الى غوش قطيف».
المصدر: جريدة السفير