الجمعة، 15 أيلول، 2023
يتنفس أهالي مخيم عين الحلوة الصعداء، مع مضي
ساعات على حالة الهدوء في المخيم والتزامات الأطراف بوقف إطلاق النار بعد خرقه
المتكرر في المرات السابقة.
وينظر سكان عاصمة الشتات الفلسطيني بالتقدير
البالغ للجهود الحثيثة لجهات لبنانية وفلسطينية في طليعتها حركة حماس التي قادت
حراكًا واسعًا ونفذ نائب رئيسها بالخارج، موسى أبو مرزوق مع آخرين لقاءات مكوكية
لإعلان وقف النار، مع استمرار المساعي لتثبيته وإنجاز ما اتفق عليه.
وتسود حالة من الهدوء التام بعد سريان وقف
إطلاق النار ابتداءً من الساعة السادسة مساء أمس الخميس، بعد سلسلة لقاءات أجراها
وفد قيادة حركة حماس برئاسة أبو مرزوق، مع قيادات لبنانية وفلسطينية، وتوجت بلقاء
مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي التقى أيضًا قيادة حركة فتح قبل
الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار الجديد.
كان أبو مرزوق زف نبأ وقف النار، شاكرا جهود
الرئيس بري على توجيهاته بحقن الدم الفلسطيني، والعمل على عودة اللاجئين للمخيم.
وقال: نحن لن نخذله بالتزاماتنا اتجاه أمن
المخيم وإحقاق العدالة وخدمة شعبنا وبلسمة جراحه، ولا ننسى الشكر للواء البيسري
والعميد الركن قهوجي على جهودهم”.
جهود مكوكية
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي المقيم في لبنان،
محمد أبو ليلى، أن حماس منذ اليوم الأول للاشتباكات سعت بشكل جدي ومضني لاحتواء
الموقف ووقف الاشتباكات العبثية التي كانت تحصل في مخيم عين الحلوة.
وأشار أبو ليلى في حديثه مع المركز الفلسطيني
للإعلام إلى أن حماس قدمت العديد من المبادرات لوقف الاشتباكات وسحب المسلحين
وتعزيز القوى الأمنية المشترك وانسحاب المسلحين من المدارس دخال خطوط التماس بين
البركسات والطوارئ وعودة النازحين من داخل المخيم.
بداية الاشتباكات
وشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في
30 يوليو/تموز الماضي اشتباكات بين عناصر من "حركة فتح” وعناصر من مجموعات إسلامية
على خلفية اغتيالات متبادلة، استمرت أياما عدة وأسفرت عن مقتل 13 شخصا وسقوط أكثر
من 60 جريحا، وتسببت في أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية داخل المخيم، ونزوح
الآلاف.
وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في 22
أغسطس/آب الماضي الاتفاق على آليات متابعة تبدأ بتسليم المشتبه فيهم بحوادث
الاغتيال التي فجرت الاشتباكات بالمخيم.
وسرعان من انهارت التهدئة الخميس قبل الماضي (7
سبتمبر) باشتباكات ضارية خلفت 17 قتيلا وعشرات الجرحى، وآلاف النازحين الجدد،
تخللها اتفاقات وقف إطلاق نار سرعان ما كانت تنهار، قبل الإعلان عن وقف النار
الأخير مساء أمس الخميس.
ويؤكد أبو ليلى أن الجهود بذلت وحاولت في أكثر
من مرة طرح مبادرات لوقف النار والتهدئة ولكن لتعقيد المشهد المرتبط بالمخطط
الأميركي الإسرائيلي لتصفية قضية اللاجئين خاصة أن مخيم عين الحلوة يوصف بأنه
عاصمة الشتات الفلسطيني.
وإثر تجدد الاشتباكات الخميس قبل الماضي، قدم
عضو المكتب السياسي لحماس، ونائب رئيسها في الخارج موسى أبو مرزوق إلى لبنان
الثلاثاء الماضي (12 سبتمبر) ومنذ اليوم الأول بدأ إجراء عدة اتصالات ولقاءات مع
المسؤولين اللبنانيين ولقاءات مع شخصيات وجهات فلسطينية أيضًا.
وقال أبو ليلى: إن لقاءات وزيارات وفد حماس
برئاسة أبو مرزوق توجت بزيارة الرئيس نبيه بري، وشرح له تعقيدات المشهد وحجم
الخطورة البالغة إن استمرت هذه الاشتباكات وأنها ستودي بملف اللاجئين وعليه عمليا
تكون الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني حققوا أهدافهم الخبيثة.
وأوضح أن وقف النار يتضمن التأكيد على ما سبقت
أن توصلت له هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واللقاء الذي جمع حماس وفتح في السفارة
وتمخض عنه 5 نقاط، وهي: وقف التراشق الإعلامي، ووقف الاشتباكات، وتعزيز القوى
الأمنية المشتركة، وانسحاب المسلحين من المدارس، وعودة النازحين مع التأكيد على
مطلب تسليم المطلوبين.
ووفق أبو ليلى؛ هناك 3 مسارات للمشهد المرتقب؛
الأول الضغط لتسليم المطلوبين، والأمر الثاني سحب المظاهرة المسلحة من الشوارع
والمدارس، وأخيرًا عودة النازحين للمخيم.
ويتوق النازحون للعودة لمنازلهم، ويتطلعون مع
مجمل سكان المخيم لتثبيت وقف النار وإنهاء المظاهر المسلحة ويتطلعون بتقدير عالي
في هذا الصدد لحركة حماس للاستمرار بجهودها لتحقيق ذلك بعد جهودها المثمرة في
الوصول لوقف النار.
منطلقات حماس لتثبيت الهدوء
وأوضح القيادي في حماس رأفت مرة في مقال له أن
الحركة تنطلق في جهودها لوقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة من منطلقاتها
الإسلامية والوطنية، والرؤية الاستراتيجية والثوابت والمصالح الفلسطينية اللبنانية
المشتركة.
وشدد على أن حماس تتمسك بحماية الوجود الفلسطيني
في لبنان وبقاء المخيمات وأمن واستقرار المجتمع الفلسطيني في لبنان، كما بدور
المجتمع الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعيش بكرامة وحسن جوار.
وأشار إلى أنه طوال 50 يوما بذلت حركة حماس مع
القوى الفلسطينية والإسلامية والجهات الرسمية والأمنية اللبنانية جهودا لوقف
الاقتتال..
وأوضح أنه لما تصاعدت الاشتباكات وتعددت أساليب
التذاكي والتهرب من المسؤولية، استخدمت حركة حماس لغة مختلفة، ورفعت مستوى تحركها
وحذرت من انهيار مخيم عين الحلوة، الذي سيحدث زلزالا في جميع المخيمات، ويؤثر على
الوضع المحلي والإقليمي، وهو يعني المزيد من التعقيد.
وقال: شرحت حركة حماس رؤيتها لجميع القوى
الفلسطينية والإسلامية واللبنانية، ووجدت تفهما وتحسسا من هذه الأخطار، ووجدت
قناعة لهذه المخاوف.
وشدد على أن حركة حماس تتمسك ببقاء مخيم عين
الحلوة وحماية وتثبيت الوجود الفلسطيني في لبنان، والامن والاستقرار الفلسطيني
اللبناني المشترك، وتتمسك بهيئة العمل الفلسطيني المشترك وبكل القرارات الصادرة
عنها..
وقال: حماس تؤكد على وقف فوري لإطلاق النار
وعودة النازحين والعمل على إنهاء قضية الاغتيالات من خلال تسليم كل المطلوبين
وعودة الحياة إلى كل المخيم.
وقال مرّة: إن الجهود التي بذلتها أركان الدولة
اللبنانية بعد اللقاء مع وفد حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق، وتفاعل وتفهم
وتجاوب الرئيس نبيه بري، يجب أن يكون حاسما ودافعا لحماية عين الحلوة والمحافظة
على القضية الفلسطينية وتثبيت الأمن والاستقرار الفلسطيني اللبناني.
وأضاف: على جميع الجهات مكافحة والتصدي لأي
محاولة للتعطيل والتخريب من أي طرف كان، كما على الجميع العمل لتنفيذ التفاهم
وإعادة الحياة إلى المخيم، حتى لا نعود للانفجار الكبير.