هل تتكرر حادثة إنهيار مبنى الأشرفية في المخيمات الفلسطينية؟!!
الجمعة، 03 شباط، 2012
ثمة خطر حقيقي يهدد مئات العائلات الفلسطينية التي تسكن في منازل متصدعة وآيلة للسقوط. فقد أكدت دراسة ميدانية أجرتها مؤسسة شاهد مؤخرا، حول مخيمي برج الشمالي والرشيدية في صور، أن كارثة حقيقية تنتظر شعبنا الفلسطيني في حال لم يتم التعامل بشكل جدي وسريع مع أوضاع المنازل التي شملتها تلك الدراسة، فضلاً عن باقي المخيمات التي لا تختلف أوضاعها كثيراً. فاللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون في مخيمات وتجمعات كتب لها أن تبقى على حالها منذ العام 48، فلا تزال المساحة المحددة لكل مخيم على حالها، رغم الازدياد الكبير والاكتظاظ الكثيف لأهالي المخيمات، يضاف إليها نزوح أهالي المخيمات المدمرة والتي لم يعد بناؤها حتى اليوم إليها. وغالبية المنازل عبارة عن منازل قديمة عشوائية وغير منظمة ولا تقوم على أساسات سليمة، ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من السلامة العامة. هذا الوضع ينذر بكارثة محتمة في ظل التوسع العامودي في البناء على أسس قديمة لم تبن لتتحمل زيادة عدد الطوابق، في ظل منع ادخال مواد البناء إلى معظم المخيمات.
وفي الوقت الذي تمنع فيه الدولة اللبنانية اللاجئ الفلسطيني من حقه في تملك ولو شقة صغيرة، لا يجد المجتمع الفلسطيني عامة، والشباب خاصة، إلا فرصاً محدودة في المخيمات الآخذة بالتراكم العمراني والسكاني، حيث تجاوزت نسبة المنازل القديمة التي تم بناء طوابق فوقها 90%.
مؤخراً، بدأت الأونروا بعمليات ترميم وإعادة بناء في بعض المخيمات، كمخيم البرج الشمالي، حيث شملت العمليات حوالي 450 منزل، بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، ووفق شروط وضعتها الأونروا. وحالياً تقوم الأونروا بمسح اجتماعي وفني من أجل ترميم وبناء نحو 750 منزلاً في مخيمات لبنان، علماً أن المسح الذي أجرته الأونروا يثبت أن هناك أكثر من 1100 منزل في مخيم الرشيدية وحده، بحاجة الى ترميم وإعادة بناء.
إزاء هذا الواقع الخطير، وبعدما عصفت بلبنان كارثة إنهيار مبنى الاشرفية، والذي ذهب ضحيته عشرات المواطنين اللبنانيين والأجانب، يعبر اللاجئون الفلسطينون عن هواجسهم ومخاوفهم من تكرار هذه الحادثة في المخيمات الفلسطينية. وقبل أن تقع الواقعة، من حق شعبنا أن يسأل: من يتحمل مسؤولية أية كارثة إنسانية تنتج عن انهيار المباني وسقوط الأسطح أو القطع الإسمنتية فوق رؤوس ساكنيها؟؟ وهل سننتظر وقوع الكارثة، لا سمح الله، لكي يصار الى مراجعة القوانين التي تتحكم بحياة الفلسطينيين في هذا البلد، وإعادة النظر في الاجراءات التي تحول مخيماتنا الى معازل؟
إن مسؤولية حماية أهلنا القاطنين في المنازل المهددة بالانهيار تقع على عاتق الجميع: بدءاً من الأونروا - التي يقع على عاتقها مسؤولية ترميم وإعادة بناء المنازل المعرضة للسقوط، والتواصل بشكل رسمي وجدي مع الدولة اللبنانية لشراء أراضٍ محاذية للمخيمات بهدف توسعتها - مروراً بمنظمة التحرير الفلسطينية - المطالبة بالمساهمة بشكل فاعل وجاد في مساعدة سكان هذه المنازل، واستقطاع مبالغ مالية بهدف معالجة الأوضاع السكنية المزرية في المخيمات - وصولاً الى الدولة اللبنانية، التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن حماية أرواح اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون فوق أراضيها، وخصوصاً لجهة تعديل قوانين التملك والعمل وسواهما.
المصدر: نشرة الجهاد