هل تنتزع المقاومة
الشعبية حرية الأسرى؟
الجمعة، 01 آذار، 2013
مواجهات يومية تشتعل بها مدن
الضفة تحت شعار التضامن مع الأسرى الذين يخوض أربعة منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام،
ويندرج ذلك ضمن فعاليات المقاومة الشعبية التي برزت في الضفة منذ عام 2002 بشكل رئيسي
ضد الجدار العنصري والاستيطان.
ويرى القائمون على الأشكال المتعددة
للمقاومة الشعبية بأنها جديرة أن تعيد الحق الفلسطيني المسلوب عبر المسيرات والمواجهات
الأسبوعية، وأنها قادرة على الضغط على الاحتلال لتحرير الأسرى سيما المضربين عن الطعام
منهم، بينما يعتبر آخرون أن المقاومة الشعبية هي مكملة للمقاومة المسلحة التي يجب أن
تواجه الاحتلال في اعتداءاته الوحشية على الفلسطينيين.
ضرورة
ويؤكد منسق لجنة مقاومة الجدار
والاستيطان في الضفة صلاح الخواجا لـ"الرسالة نت" بأن المقاومة الشعبية التي
تنطلق في مدن الضفة وقراها تضامنا مع الأسرى هي ضرورية للمرحلة الحالية التي يتعنت
فيها الاحتلال ويستعمل كل قواه العسكرية ضد شعب أعزل.
ويبين الخواجا بأن أشكال المقاومة
الشعبية تتباين ما بين المسيرات والاعتصامات وزيارة عائلات الأسرى وتفعيل قضيتهم إعلاميا،
لافتا إلى أن المواجهات التي تتجه إلى مناطق الاحتكاك مع جنود الاحتلال من شأنها أن
تظهر للاحتلال مدى أهمية قضية الأسرى لدى الشعب الفلسطيني وعدم رضاه عن مواصلة اعتقالهم.
ويضيف:" يجب مواصلة أشكال
المقاومة الشعبية وتصعيدها ضد الاحتلال في الضفة لأننا نرى أنها الوسيلة الناجحة لإيقاف
اعتداءاته".
ويوضح الناشط بأن اللجان الشعبية
ستكمل فعالياتها التضامنية مع الأسرى على شكل مسيرات ومظاهرات حتى لو واصل الاحتلال
قمعها لأن الأهم هو حريتهم والضغط على الاحتلال للإفراج عنهم.
بداية الشرارة
بدوره يرى المحلل السياسي د.
نشأت الأقطش بأن إنجازات المقاومة الشعبية عادة ما تكون محدودة، ولكنه يتوقع أن المد
الشعبي الحالي باحتوائه الكل الفلسطيني يمكن أن يقود إلى ما هو أكثر من مجرد مواجهات.
ويقول لـ"الرسالة نت"
إن المد الشعبي الحالي في الضفة لا يستطيع أحد أن يعرف إلى أن سيصل لأنه تجاوز كل ما
هو متوقع، مبينا بأن الحراك الشعبي قد يشكل ضغطا على الحكومات للتحرك والتي بدورها
ستضغط على الاحتلال في ملف الأسرى.
ويتابع:" من الممكن أن
يكون هناك فجأة قرار إسرائيلي بالتنازل في ملف الأسرى وإطلاق سراحهم بسبب الضغط المتزايد،
وقد تكون هذه التحركات بداية الشرارة لانتفاضة جديدة".
ويشير الأقطش إلى أن الانتفاضة
الجديدة قد تنطلق من ملف الأسرى وتشمل كل المحاور التي يناضل من أجلها الفلسطينيون
كوقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، مشيرا إلى أن السلطة لن تستطيع مهما حاولت أن توقف
هذه التحركات الشعبية كونها لا تنطلق بأمر من أحد، حسب تعبيره.
من جانبه يقول المحلل السياسي
د. رائد نعيرات لـ"الرسالة نت" بأن المقاومة الشعبية سيكون لها الأثر الكبير
خاصة إذا تقاطعت بها خيوط العلاقات الداخلية والخارجية ، مؤكدا على أنها بحاجة لاستنهاض
كل عناصر القوى الفلسطينية على كل الصعد الداخلية والدولية.
ويعتبر نعيرات بأن ما يمكن أن
تضيفه المقاومة الشعبية هو الضغط على الاحتلال في ملف الأسرى لأنها قضية إنسانية، والمقاومة
الشعبية من أهم المواضيع التي تتناولها هي القضايا المسماة "الرابحة دوليا"
وبالتالي من المهم جدا تفعيل القضية باتجاه تحرير الأسرى.
ويضيف:" أتحدث عن المقاومة
الشعبية التي تتضمن إحياء قضية الأسرى والتضامن معهم في ثقافة الشعب الفلسطيني والضغط
على المؤسسات الدولية والقوى الجماهيرية كي يحل الملف نهائيا".
المصدر: الرسالة نت