القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

هل يتكرر سيناريو مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة؟

هل يتكرر سيناريو مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة؟

السبت، 17 كانون الأول، 2011

تطرح الأحداث الأمنية التي تتكرر في مخيم عين الحلوة في الفترة الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام حول الهدف من توتير الأجواء في هذا المخيم، والجهات التي تقف وراء ذلك وأهدافها وإن كانت مرتبطة بالأوضاع التي تشهدها المنطقة.

مشاهد الأحداث المؤسفة التي شهدها مخيم نهر البارد في العام 2007 تعود الى الواجهة سريعاً عند الحديث عن أي توتر أمني في أي مخيم فلسطيني، فهل يتكرر المشهد في عين الحلوة هذه المرة؟

 

الهدف: ضرب استقرار المخيم ولجهات كثيرة المصلحة بذلك

تجمع القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة على أن الهدف من هذه الاحداث هو ضرب الإستقرار الأمني في المخيم وإشعال فتنة بين أبناء الشعب الواحد. وفي هذا السياق، يشدد قائد "الكفاح الفلسطيني المسلح" في المخيم العميد محمود عيسى "اللينو"، في حديث لـ"النشرة"، على أن هناك استهدافاً لأمن المخيم من وراء هذه العمليات وهذا الأمر بات واضحاً من خلال تسلسل الاحداث التي بدأت من تاريخ 5- 8-2011، وهو ما يؤكده أيضاً رئيس "الحركة الاسلامية المجاهدة" والناطق باسم القوى الاسلامية في المخيم الشيخ جمال الخطاب الذي يوضح لـ"النشرة" أن قوى عديدة لديها مصلحة في توتير الأجواء في المخيم، ويربط بينها وبين قوى لها مصلحة في توتير الأجواء في لبنان.
 
ومن جانبه، يربط المسؤول السياسي في حركة "حماس" داخل المخيم خالد زعيتر بين ما يجري في المخيم وما يجري في المنطقة برمتها، ويعتبر أن كل الأمور تأتي في سياق حلقة مترابطة، ويشير الى أن "عين الحلوة هو أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين
في لبنان، وبالتالي فإن أي نكسة يتعرض لها المخيم ستنعكس على وضع كل اللاجئين في لبنان".
 
بين فتح الاسلام وجند الشام
 
في الفترة الأخيرة، حامت الإتهامات عند كل حادث أمني في المخيم حول "جند الشام" و"فتح الاسلام"، ويشير "اللينو" الى أن "العمليات الأخيرة يقوم بها أفراد ومجموعات باتت معروفة من قبلنا، وهي مرتبطة بفتح الاسلام وجند الشام"، لكنّ الشيخ الخطاب يلفت الى أن "هناك شكوكا حول بعض الأشخاص لكن ليس هناك معلومات دقيقة"، ويرى أن "المتضررين من الإستقرار في المخيم كثر"، فيما يؤكد زعيتر هذا الأمر ويتحدث عن تحقيقات ميدانية تجري داخل المخيم، ويوضح أن "هناك مشبوهين وأسماء سيتم الكشف عنها بعد الإنتهاء من التحقيقات"، ويشدد على أن "هناك تعاونا مع الأجهزة الأمنية التي تتابع على مدار الساعة ما يجري في المخيم".

الاستقرار "خط أحمر" ولن يكون هناك "نهر بارد 2"

الأحداث الأمنية المتكررة في مخيم عين الحلوة تعيد الى الذاكرة الأحداث المؤسفة التي شهدها مخيم نهر البارد في العام 2007، لكن جميع القوى الفلسطينية تؤكد على أن الاستقرار في المخيم "خط أحمر" وأنه "لن يكون هناك نهر بارد 2"، ويؤكد "اللينو" أن "الكفاح الفلسطيني سيأخذ دوره، وهو يتعامل بدقة واحترافية مع هذه الأحداث ولن يسمح بتكرار هذا السيناريو في أي مخيم فلسطيني وبالتحديد في مخيم عين الحلوة وسيفوت الفرصة على المتربصين بأمن المخيم"، ويشير الشيخ الخطاب بدوره الى أن "كل القوى في المخيم حريصة على الاستقرار وعلى عدم تطور أي حادث ومعالجة الأمور بسرعة".
ومن جانبه، يرى المسؤول السياسي لحركة "حماس" في المخيم أن "الكلام عن تكرار سيناريو نهر البارد في عين الحلوة ناتج عن تكرار الحوادث الأمنية"، لكنه يشدد على أن "هناك عملا دؤوبا لمنع ذلك وإن شاء الله لن يحصل، ونحن ندين أي توتر يحصل ونحرص على معالجته".
 
السفارة الفلسطينية حريصة على استقرار لبنان
 
بالحديث عن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، لا بد من أخذ رأي الممثل الرسمي للسلطة الفلسطينية في لبنان أي السفارة الفلسطينية، وفي هذا الإطار يؤكد المستشار الإعلامي في السفارة حسان ششنيه على الموقف الرسمي الذي عبّر عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته الأخيرة الى لبنان، ويشدد على أن "الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف وتحت السيادة اللبنانية"، لكنه يلفت الى أن "هناك من يريد أن يجرّ المخيم الى مربع معين لكن نحن سنمنع ذلك وسنفوّت كل الفرص التي تؤذي الشعبين الفلسطيني واللبناني".
ويشير ششنيه، في سياق حديثه لـ"النشرة"، الى أنه "حتى اللحظة لا نريد أن نتهم أحدا وهناك تحقيقات سننتظر نتائجها"، لكنه يشدد على أنه "في جميع الحالات سنعض على الجرح وسنفوت الفرص أمام أي إنزلاق ولن نسمح بأن يجرونا الى حيث يريدون خاصة في ظل هذه الظروف الإقليمية والمحلية"، ويضيف: "هناك تحقيقات سنتابعها حتى يحاسب من يقف وراء هذه العمليات أمام القضاء اللبناني".
 
ورداً على سؤال عن دعوة عباس السابقة الى سحب السلاح الفلسطيني في لبنان، يعرب عن أمله بحصول ذلك، لافتاً إلى أن "السلاح خارج المخيمات لا علاقة لنا به، أما السلاح داخل المخيمات فنحن نبحث سبل تنظيمه مع السلطات اللبنانية بما يحفظ أمن لبنان واستقراره".
 
الحرص على السلم والإستقرار الذي تجمع عليه القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة والسفارة الفلسطنية في لبنان، يجب أن يكون موضع إجماع لدى جميع القوى اللبنانية لكي لا ينزلق لبنان في أي رقعة من أرضه الى المجهول ولكي يحافظ على الإستقرار النسبي الذي ينعم به حتى الآن، فهل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في ذلك ويمرروا هذه الفترة "الصعبة" من تاريخ لبنان والمنطقة؟

المصدر: ماهر الخطيب - النشرة