نتيجة انقطاع "أسياخ اللحام"
"ورشات الحدادة" بغزة على حافة
الانهيار
الثلاثاء، 10 آذار، 2015
يجلس الفني فؤاد النمنم (45عامًا) أمام باب ورشته،
الفارغة من الحديد و "الزبائن" نتيجة فقدانه "لأسياخ اللحام" التي
تعد ركيزة في عمله، وينتظر بفارغ الصبر السماح بإدخالها عبر المعابر مع الاحتلال لإعادة
الحيوية لمحله الذي بات على حافة الانهيار.
النمنم صاحب إحدى ورشات الحدادة في غزة، يعمل في
هذه المهنة منذ 28 عامًا، لكنه أصبح غير قادر على استكمال عمله كما في السنوات السابقة،
نتيجة الحصار المفروض على غزة، وقلة إدخال الحديد، وخاصة "أسياخ اللحام".
ويشار إلى
أن قوات الاحتلال (الإسرائيلي) منعت إدخال "أسياخ اللحام" عقب الحرب الأخيرة
بزعم أن المقاومة الفلسطينية تستخدمها في تصنيع الصواريخ.
أوضاع صعبة
ويشتكي الأربعيني من سوء الأوضاع الاقتصادية التي
خلفتها قلة إدخال المواد الحديدية قائلا: "بعد انقطاع الأسياخ توقفنا عن العمل"،
في حين أنه يعيل أسرة مكونة من 10 أفراد، إضافة إلى وجود اثنين من أولاده متزوجين في
نفس البيت.
ويضيف النمنم لـ "الرسالة نت": "سأضطر
إلى إغلاق الورشة بعد انتهاء آخر علبة من الأسياخ، والتي تكفي لثلاثة أيام فقط".
ويشير إلى أن بعض التجار تمكنوا من إدخال كميات قليلة
جدًا من علب الأسياخ، لكنهم يبيعونها بأسعار مرتفعة تصل إلى مائة دولار، في حين أن
سعر العلبة في السابق 35 شيكل.
ويُكمل أنه اشترى بعض العلب بالرغم من غلائها، حتى
لا يتوقف عن العمل، لكنه لا يستطيع الاستمرار بشرائها بهذا الثمن، نظرًا لضعف إقبال
المواطنين أيضًا.
أما الحداد أبو أحمد رضوان (47 عامًا)، لم يكن أفضل
حالا من سابقه، خاصة وأنهم يعيشون تلك الأوضاع الصعبة منذ عدة أشهر.
الأوضاع سابقة الذكر التي يعيشها أبو أحمد داخل ورشته،
ألقت بظلالها على عائلته، إذ أصبح غير قادرًا على تلبية احتياجات الأسرة كما كان في
السابق.
ويقول رضوان لـ "الرسالة نت": "لا
أستطيع مواصلة العمل في ظل هذه الاوضاع السيئة"
ويعيل أبو أحمد أسرة مكونة من 7أفراد جلهم من الأطفال
ويستهلكون مصاريف كثيرة، في حين أن لدية عاملين في الورشة، واضطر إلى توقيفهم عن العمل
إلى حين تحسن الوضع، متسائلًا "إلى متى سيبقى الحال هكذا؟!".
ويطالب أصحاب الورش الحكومة الفلسطينية والجهات المعنية
بالتدخل لإنقاذ العشرات من العائلات التي تقتات من عمل أربابها في محلات الحدادة.
شلل تام
وزارة الاقتصاد الفلسطيني بغزة دقت ناقوس الخطر بعد
انقطاع "أسياخ اللحام" والتي تؤدي إلى توقف كامل في أحد أنظمة القطاع الصناعي.
الدكتور عماد الباز وكيل مساعد بوزارة الاقتصاد بغزة،
أكد أن انقطاع "أسياخ الحديد" سيؤدي إلى شلل تام في قطاع الصناعات الحديدية،
مشيرًا إلى وجود كميات متوفرة من الحديد، لكن لا يمكن استغلالها نتيجة انقطاع الاسياخ.
وقال الباز لـ "الرسالة": "إن منع
الاحتلال إدخال الاسياخ تحت ذريعة أن المقاومة تستخدمه لها، هو ادعاء غير صحيح وباطل"،
لافتًا إلى أنه تم منع إدخاله بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وحمّل الاحتلال مسؤولية الشلل التام الذي سيؤدي إلى
إغلاق ورشات الحدادة في قطاع غزة، مشددًا على أن منع دخوله سيزيد الوضع الاقتصادي سوءًا.
وناشد الباز المجتمع الدولي، والجهات المعنية بالتدخل
والضغط على الاحتلال، من أجل إدخال الأسياخ والمستلزمات اللازمة لقطاع غزة.
المصدر: الرسالة
نت