القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

"وطن في قاع البحر" تقرير توثيقي لمجموعة العمل عن أهم حوادث غرق اللاجئين الفلسطينيين

"وطن في قاع البحر" تقرير توثيقي لمجموعة العمل عن أهم حوادث غرق اللاجئين الفلسطينيين


بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لكارثة انقلاب القارب الذي يحمل فلسطنيين سوريين وسوريين لاجئين من سورية إلى أوروبا قبالة السواحل الايطالية –المالطية بتاريخ 11 أكتوبر – تشرين الأول 2013 مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية تصدر تقريراً توثيقياً يحمل عنوان "مقابر في عرض البحر" تعرض فيه أهم حوادث غرق اللاجئين الفلسطينيين في البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة الممتدة بين صيفي 2013-2014 م" بالعموم وحادثتي 11 أكتوبر –تشرين الأول 2013 و 6 سبتمبر – أيلول 2014 على الخصوص.

يوضح التقرير الظروف التي دفعت اللاجئين الفلسطينيين السوريين والسوريين للخروج من سورية من خلال عرض لبعض البيانات والأرقام والتصريحات التي قد" تبرر" لهم اتخاذ قرار ركوب البحر، فعلى صعيد فلسطينيي سورية يذكر التقرير أن تعرض معظم المخيمات الفلسطينية إلى القصف والدمار "أدى إلى النزوح الداخلي المتكرر لغالبية سكانها وتفكيك النسيج الاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في سورية، وكذلك اللجوء إلى بلدان أخرى" أما على صعيد فلسطينيي غزة فإن الظروف العامة لقطاع غزة وما يعانيه من حصار وبطالة وكثافة سكانية (4822 فردا/كيلومتر مربع) وحروب فرضها الاحتلال الاسرائيلي عليه لأكثر من مرة خلال فترات متقاربة كان لها الأثر الأبرز في الدفع نحو الهجرة ومغادرة القطاع.

وجاء في التقرير أن أحد أهم دوافع ركوب قوارب الموت للاجئين كان "طمحاً منهم في الوصول إلى أوضاع تشعرهم بالأمن والأمان والاستقرار للعيش بكرامة وبأوضاع تضمن مستقبل أبنائهم المهدد إما بحد سيف الاحتلال في فلسطين المحتلة أو بحد سيف اللجوء في الدول العربية التي أوصدت أبوابها بوجه اللاجئين الفلسطينيين من سورية ".

ويقدم التقرير شرحاً وافياً مدعوماً بالمصورات لأهم السبل التي يسلكها اللاجئون للوصول إلى أوروبا حيث شكلت كلٌ من ليبيا ومصر وتركيا أبرز نقاط الانطلاق بعد الوصول إليها من أماكن وبلدان مختلفة وعلى عدة مراحل في أغلبها (تركيا - ايطاليا، الاسكندرية – ايطاليا، لبنان - ليبيا – ايطاليا، الجزائر – ليبيا – ايطاليا، لبنان – السودان – الصحراء السودانية الليبية– ايطاليا..).

ويبين أن الطرق إلى أوروبا لم تكن معبدة أمام اللاجئين إنما كانت محفوفة بالمخاطر والحوادث القاتلة، ويسوق على ذلك العديد من الشهادات الحية والأمثلة لحوادث تعرض لها اللاجئون سواء في بلدان الانطلاق من اعتقال وترحيل أو غرق في البحر أو موت في الصحراء، والذي انتهى بعضها " بفواجع هزت الضمير الإنساني" كما في حادثة 11 اكتوبر- تشرين الأول 2013 التيوقعت على بعد 80 ميل عن شواطئ مالطا و شواطئ لامبيدوزا الايطالية، عندما غرق قارب يحمل على متنه أكثر من 450 شخص أغلبهم أطفال ونساء ولم يتم انقاذ سوى 146 شخصاً منهم بسبب تأخر وصول قوارب الإنقاذ المالطية والايطالية- بحسب شهادة بعض الناجين الواردة في التقرير.

كما يدرج التقرير شهادة أحد الناجين من حادثة غرق قارب 6 سبتمبر – ايلول 2014 الذي كان يقل حوالي 400 مهاجراً جزء كبير من أهالي قطاع غزة لم ينج منهم سوى أحد عشر شخصاً بينهم ثمانية فلسطينيين، التي قال فيها إن غرق المركب لم يكن طبيعيا ً إنما كان عن قصد واصرار " تعرض لمركبنا مركب آخر على متنه ستة رجال يعتقد أنهم مصريون اقتربوا منا وقاموا بصدم المركب عن سبق اصرار وتصميم مما أدى إلى انقلاب المركب فينا.. ".

ويقارن التقرير في طياته بين الدور الذي اضطلعت به المؤسسات الفلسطينية الناشطة في أوروبا ذات الامكانيات المتواضعة والدور الرسمي الفلسطيني مشيرا ً إلى غياب المسؤوليات الوطنية عن التعاطي الجاد والحقيقي مع حوادث الغرق ووصف ردود الأفعال الرسمية الفلسطينية بالخجولة " كان لافتا ًرد الفعل والحراك الخجول للمرجعيات الوطنية وغياب الدور المطلوب لمتابعة حوادث الغرق وفتح التحقيقات اللازمة بخصوص الإنتهاكات التي لازال يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون " -كما جاء في التقرير.

وقال إن النتائج ربما كانت أفضل لو مارست السلطة الفلسطينية دورها رسمياً " على النحو الذي تقتضيه العلاقات الدبلوماسية بين الدول والطلب من السلطات الايطالية أو المالطية على سبيل المثال الكشف عن مصير مئات المفقودين في البحر وفتح تحقيق جنائي للبحث عمن تسببوا بإغراق المركب" نظرا ً للتعاطي غير المشجع من قبل السلطات الرسمية في ايطاليا على إثر غرق قارب العام الفائت في أكتوبر- تشرين الأول 2013 مع مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية إحدى المؤسسات الحقوقية الفلسطينية العاملة في أوروبا وغيرها من المؤسسات.

واختتمت المجموعة تقريرها بملحق ضم أسماء المفقودين الذين تم احصائهم عبر فريق التوثيق الميداني لمجموعة العمل والتبليغات التي حصلت عليها بواسطة الاستمارة الالكترونية (نموذج غوغل) التي أعدتها بهدف منح فرص التبليغ عن الضحايا والمفقودين لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور عبر موقعها الالكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية ومن ثم تحليل وشرح النتائج ووضع المؤشرات التي دلت عليها وإدراج الأسماء ضمن جدول شمل الأسم الكامل للضحية والعمر والجنسية ومكان انطلاق الرحلة وتاريخ انطلاقها وتصنيف الحالة بين ضحية ومفقود.

يذكر أن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية تعمل على توثيق ورصد الأحداث الميدانية اليومية لفلسطينيي سورية، وإنشاء قاعدة بيانات حول ما يتعرضون له من انتهاكات وتقديمها للمحافل الحقوقية.

المصدر: ابراهيم العلي – مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية