القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 18 تشرين الأول 2024

تقارير إخبارية

42 على مذبحة صبرا وشاتيلا.. الإجرام الذي لا يمحيه الزمن


بيروت، - لاجئ نت|| الإثنين، 16 أيلول، 2024

42 عاما مرت على مذبحة صبرا وشاتيلا والتي أتت في أعقاب الاجتياح اسرائيلي، ورداً على مقتل رئيس الجمهورية بشير الجميّل نفذت بأيدي جيش العدو الصهيوني وعملاءه الذين لم يفرقوا بين فلسطيني ولبناني وحتى الحيوانات لم تسلم منهم.

وتعتبر هذه المذبحة أكبر عمل إجرامي وقع بحق اللاجئين الفلسطينيين وسط صمت عربي ودولي حيث استمرت المذبحة مساء الخميس 16 أيلول حتى ظهر السبت 18 أيلول عام 1982.

ثلاثة أيام من أيلول تستحقّ ان تسجّل من الملاحم الأسطوريّة الدموية الحاضرة في عيون من يحدّثك عن هول ما شاهد من قتل عشوائي وأجرامي بأدوات الجزّارين من بلطات وسنجات وسلاح غشيم لمليشيا حزب الكتائب والصهاينة بإدارة وزير الدفاع الإسرائيلي أريئيل شارون ورئيس هيئة الأركان العامة الجنرال ارفائيل ايتان.

المجزرة وقعت بعد يومين من اغتيال بشير الجميل. وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيما للمليشيات اليمينية المتعاونة مع العدو الإسرائيلي وشاركت في مذابح السبت الأسود، ومجزرة الكرنتينا، ومجزرة تل الزعتر، حيث قُتل المئات من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.

وتأتي هذه المجزرة امتداداً لسياسة مدرسة ممتدة في التاريخ الصهيوني لاعتبار المخيم مركز القرار الفلسطيني ومنبعاً للفدائيين وخزان للمقاومة الفلسطينية وخرج العديد من المقاتلين الأبطال أمثال الشهيدة دلال المغربي وعدد من فدائيي عملية ميونيخ الشهيرة، والتي نفذها 8 فدائيين منهم 5 كانوا لاعبين رياضيين في نادي الكرمل الرياضي.

وقائع المجزرة

ووفق روايات من شهدوا المجزرة فإنها بدأت قبل غروب شمس يوم السادس عشر، عندما فرض الجيش الإسرائيلي حصارا مشددا على المخيمين، ليسهل عملية اقتحامهما من قبل مليشيا حزب الكتائب اللبناني المسيحي اليميني بالإضافة الى مليشيا جيش لبناني الجنوبي بقيادة سعد حداد حيث استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الجرائم إبادة ودموية بإشراف ثلاث شخصيات رئيسية هي أرييل شارون، ورافائيل إيتان وإيلي حبيقة والتي لم يسلم منها حتى الطفل الرضيع. وشكلت صدمة في العالم لبشاعة ما جرى من قتل بدم بارد وتدمير ولم يسلم منها الطاقم الطبي حيث قتل ممرضين وأطباء فلسطينيين في مستشفى عكا.

بدأت المجزرة نحو الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس 16 أيلول عام 1982، وتركزت بداية في أطراف المخيم، حيث قتل المهاجمون كل ما يتحرك.

وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قنابل مضيئة في سماء المخيم لإنارة طريق القوات المقتحمة، التي تشكلت من ميليشيا "القوات اللبنانية" و"جيش لبنان الجنوبي" إلى جانب عناصر الاحتلال ووضع على رأس هذه القوات إيلي حبيقة.

حتى الرضع لم يسلموا من القتل بالإضافة الى بقر بطون النساء الحوامل والقيام بالعديد من عمليات الاغتصاب.

وفي اليوم التالي للمجزرة كان اقتحام مستشفى عكا، وقتلوا الطبيبين علي عثمان أحمد وسامي الخطيب، وعذبوا الممرضات قبل قتلهن وأعدموا المسنين بلا رحمة.

وباتت الجثث مكدسة وظاهرة للعيان وواصل السكان محاولات الهرب من صبرا وشاتيلا ومن المستشفيات والمساجد، لكن جنود الاحتلال كانوا يقطعون الطريق عليهم ويجبرونهم على العودة بالقوة، حيث كان الموت بانتظارهم. وكانت المجزرة لا تزال مستمرة، والمهاجمون ينادون عبر مكبرات الصوت للاستسلام واقتيدوا إلى المدينة الرياضية حيث يتواجد جنود الاحتلال للاستجواب.

يوم السبت 18 أيلول غادر الصهاينة المنطقة بعد شعورهم بان رائحة الجريمة قد فاحت ورائحة الموت قد انتشرت في كل مكان لتصل الى مسافات بعيدة. ودخلت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني والاسعافات التابعة لكشافة الرسالة الإسلامية وبدأوا بنقل الجثث وجمع الجثث ومن ثم دفنهم بطريقة جماعية في مقبرة الشهداء بالقرب من محطة الرحاب.

العدو الصهيوني وعملائه لم يفرق بين فلسطيني ولبناني وسوري ومصري ومصري وجزائري وباكستاني وايراني قتلوا أي شخص صادفهم حتى الخيول والكلاب قتلوها.

عدد شهداء مذبحة صبرا وشاتيلا

وأشارت بعض الإحصاءات بان عدد الشهداء يتراوح بين 3500 و5000 شهيد الا انها تبقى إحصائية غير دقيقة لتبقى جرحاً نازفاً في الذاكرة الفلسطينية الحاضرة بأدق تفاصيليها خاصة مشاهد عشرات الجثث المتناثرة في أزقة المخيم والمنازل المدمرة وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ. مضى 42 عاما على المجزرة وحتى اللحظة لم يحاسب المجرمون ولم يعوّض اهالي الضحايا، فالصمت العربي والدولي لا زال قائماً التي نقلت احداث ووقائع المجازر الصهيونية وما زالت تنقل احداث المجازر الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وسط صمت رهيب.