46 عاما على الجريمة.. نار التهويد تكوي الأقصى
السبت، 22 آب، 2015
تتواصل محاولات سلطات الاحتلال لهدم المسجد الأقصى، بطرق
كثيرة؛ بالحرق وبالحفر تحته والتقسيم، لبناء الهيكل المزعوم، وهو ما تكرر قديما بصور
شتى، حيث يوافق اليوم الجمعة الذكرى الـ 46 لجريمة إحراق المسجد الأقصى على يد الصهيوني
"مايكل دينس روهان" في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969، والذي وصفه الاحتلال
وقتها بالمجنون لنفي مسئوليتها عن الجريمة النكراء.
وكان لهذا العمل الذي مسّ ثالث الحرمين الشريفين ردود أفعال
كبيرة في العالم الإسلامي، وقامت المظاهرات في كل مكان، وكان من تداعيات هذه الجريمة
البشعة إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تضم في عضويتها جميع الدول الإسلامية.
وقد أسفر الحريق الضخم وقتها عن تدمير واسع في أبنية الجامع
القبلي المسقوف، وخاصة المنبر التاريخي المعروف باسم منبر صلاح الدين الأيوبي، وتم
حرقة بشكل كبير وتلفه، وهو ما أبكى المصلين وقتها؛ حزنا على معلم تاريخي وتراث عريق
كان يذكرهم بانتصارات وفتوحات القائد صلاح الدين وطرد المحتلين الغزاة الصليبيين.
ذكرى أليمة
ويؤكد المقدسي عبد
المعنم صدقي وأحد المرابطين في المسجد الأقصى
لمراسلنا، أن ذكرى الحرق توجع القلب، وأن ما يوجعه أكثر الآن والذي يعدّه أخطر من الحرق
هو الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وقد ينجح الاحتلال في تقسيمه في ظل التهاون
من العرب والسلطة التي لا تحرك ساكنا.
ويعدّ المسلمون في كافة أنحاء العالم أن المسجد الأقصى هو
آية في كتاب الله، وهو جزء من مكونات عقيدة الأمة الاسلامية، والمساس به مساس بعقيدة
الأمة.
ويرى أهالي القدس ويؤكدون أن الحريق ما يزال متواصلا بصور
أخرى، وزاد اشتعالا مع محاولات تقسيم المسجد الأقصى على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي
في مدينة الخليل عبر تكرار اقتحامه وبشكل يومي تقريبا.
وعن المخاطر المحدقة بالأقصى؛ يقول المقدسي مصطفى حسين إن
الأمر الأخطر بعد الاقتحامات هو حفر الأنفاق الذي ما يزال مستمراً، فالانهيار الذي
وقع في بلدة سلوان مؤخراً كشف عن شبكة أنفاق متوجهة إلى المسجد الأقصى المبارك؛ كما
حصلت عدة انهيارات أخرى في المباني الأثرية الوقفية الملاصقة للجدار الغربي للمسجد
الأقصى المبارك؛ وهو ما ينذر بهدمه في حال مواصلتها وعدم وقفها.
وتؤكد "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن الأقصى
يمرّ بمرحلة مفصلية ويواجه مخاطر متصاعدة ومركّبة، عنوانها فرض أمر واقع جديد في المسجد
ومحيطه، تأسيسًا لتنفيذ مخطط تقسيمه بين المسلمين واليهود، ثم الانتقال بمرحلية متسارعة
لبناء الهيكل المزعوم على حسابه.
وأضافت إن الأقصى يواجه اليوم مشاريع التهويد داخله وخارجه،
مشاريع تنفذ بمنهجية، وأخرى قيد التنفيذ، بل إن المخططات التي كان الاحتلال ينوي تنفيذها
خلال عشرات السنين استخرجت على عجل من الدرج، لافتًا إلى أن هذه المخططات في مراحل
التهيئة والتجهيز للتنفيذ، إن لم تتدارك الأمة جمعاء الموقف، وتتخذ من الإجراءات والممارسات
والمواقف العاجلة والجادة والحاسمة التي تكوّن طوق نجاة وإنقاذ للأقصى.
المشروع الأخطر
ولعل أبرز وأخطر مشاريع التهويد الصهيونية التي تحدق وتتربص
بالمسجد الأقصى المبارك، نية الاحتلال الصهيوني بناء كنيس يسمى بـ"جوهرة إسرائيل"
على مشارف ساحة البراق؛ حيث يعتزم الاحتلال وأذرعه التنفيذية في القدس نشر مناقصة لبناء
كنيس ضخم في البلدة القديمة يبعد عن الأقصى 200م، مقبب بارتفاع نحو 23 متراً، على ست
طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها بمساحة بناء إجمالية قدرها 1400 متر مربع، وعلى
مساحة 378 م2، بدعم مباشر من الحكومة الصهيونية، وبتكلفة نحو 50 مليون شيكل (13 مليون
$).
ويهدف إلى استنبات مواقع يهودية "مقدسة" في قلب
القدس القديمة، وزرع مبانٍ مقبّبة توحي بأقدمية الوجود اليهودي في القدس، وتشويه الفضاء
العام في القدس، ومن المخطط أن يكون هذا الكنيس الثاني من حيث الضخامة والعلوّ في القدس
القديمة بعد كنيس الخراب.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام