5,4 مليون
لاجيء فلسطيني مسجل لدى «الأونروا» يعتبرون الأشد فقراً والأكثر خصوبة
غزة – «القدس العربي»: بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة
غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» نحو 5.4 مليون لاجيء، حسب إحصائية
فلسطينية رسمية، بينت أيضا أن 41٪ من سكان فلسطين هم من اللاجئين، وهم أكثر فقرا،
ويمتازون بأنهم مجتمع فتي، في الوقت الذي شددت فيه منظمة التحرير من رفضها لمشاريع
توطين اللاجئين.
وحسب الإحصائية التي أصدرها مركز الإحصاء الفلسطيني حتى تاريخ الأول من
كانون الثاني/ يناير عام 2014، عشية اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف اليوم
الجمعة، فقد بينت أن سجلات «الأونروا» توضح أن هذه الأرقام تمثل «الحد الأدنى لعدد
اللاجئين الفلسطينيين»، وقد شكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة والمسجلون
لديها بداية العام 2014 ما نسبته 16.8٪ من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى وكالة
الغوث مقابل 24.1٪ في قطاع غزة، أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة
اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى ‘الأونروا’ في الأردن 39.7٪ من إجمالي اللاجئين
الفلسطينيين في حين بلغت النسبة في لبنان 8.9٪ وفي سوريا 10.5٪.
وقد ظهر مصطلح لاجيء فلسطيني في العام 1948 حين احتلت العصابات الصهيونية
البلدات والمدن الفلسطينية وهجرت أصحابها منها بالقوة، بعد ارتكابها المجازر،
فاندفع سكان فلسطين وقتها إلى الإقامة في مخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض
الدول العربية المجاورة.
وتعزز المصطلح في العام 1967، حين احتلت "إسرائيل" باقي المناطق
الفلسطينية الضفة والقطاع، فهجرت وقتها أعداد أخرى من اللاجئين إلى الدول العربية
المجاورة.
وأظهرت الإحصائية أن 66٪ من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في أراضي 1948
تم تهجيرهم، وأظهرت أيضا أن 41٪ من مجمل السكان في فلسطين يعتبروا من اللاجئين،
بلغت نسبتهم 26.1٪ في الضفة الغربية، 65.3٪ في قطاع غزة.
الإحصائية أظهرت أن اللاجئين الفلسطينيين يمتازون بأنهم مجتمع فتي، حيث أن
نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة قد بلغت 39.9٪ من إجمالي السكان في
فلسطين، وبلغت نسبة كبار السن 60 سنة فأكثر للاجئين 4.2٪ من إجمالي اللاجئين في
فلسطين في حين بلغت لغير اللاجئين 4.5٪ من إجمالي غير اللاجئين.
علاوة على ذلك فقد أظهرت أيضا أن اللاجئات الفلسطينيات المقيمات في فلسطين
هن الأكثر خصوبة، في حين بينت أيضا أن اللاجئين في فلسطين هم الأكثر فقراً من غير
اللاجئين، بسبب ارتفاع معدلات البطالة وكبر حجم الأسرة بين أسر المخيمات مقارنة مع
غيرها من الأسر في المناطق الحضرية والريفية.
وكذلك أظهرت الإحصائية أن اللاجئين أقل مشاركة في النشاط الاقتصادي وأكثر
عرضة للبطالة، وأن حوالي نصف الشباب لم يبدأ بالانتقال من التعليم إلى سوق العمل،
كما بينت ارتفاع نسبة التحصيل العلمي بين اللاجئين، حيث بلغت نسبة الأمية للاجئين
الفلسطينيين خلال عام 2013 للأفراد 15 سنة فأكثر 3.3٪ في حين بلغت لغير اللاجئين
4.0٪.
وأظهرت أن 60٪ من الأسر اللاجئة تسكن في شقة سكنية، وأن هناك فروقات في نسب
امتلاك الوسائل المعلوماتية بين الأسر اللاجئة وغير اللاجئة.
وفي السياق أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة
شؤون اللاجئين زكريا الآغا، أن حل قضية اللاجئين الفلسطينيين يكمن عبر تطبيق
القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مقدمتها القرار 194.
وأوضح في بيان بمناسبة اليوم العالمي للاجئين أن هذه القضية تعد «أقدم
وأكبر قضية في جدول أعمال الأمم المتحدة منذ تأسيسها، وتحمل خلالها اللاجئون الظلم
التاريخي والمصاعب الشاقة بعد اجتثاثهم من أراضيهم وطردهم من ديارهم وإجبارهم في
العيش داخل المخيمات في ظروف مأساوية وحياتية صعبة للغاية تفتقر للحد الأدنى للعيش
الكريم منذ ستة وستين عاماً».
وأكد ضرورة أن تضع الجمعية العامة الآليات اللازمة لوضع قراراتها وفي
المقدمة منها القرار 194 موضع التنفيذ وإلزام "إسرائيل" بتطبيقها
والالتزام بها لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني وإنهاء مأساته.
وأكد المسؤول الفلسطيني الرفيع أن حق العودة يشكل «ركيزة الحقوق الوطنية
الفلسطينية ومحوراً مفصلياً أساسياً في القضية الفلسطينية»، مؤكدا على موقف منظمة
التحرير الفلسطينية الثابت تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وهو التمسك بحق عودة
اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها، ورفض كافة مشاريع التوطين.
ورفض الأغا محاولات "إسرائيل" وبعض الدول حل وكالة الغوث أو
إنهاء دورها، مؤكداً استمرارية عملها في تقديم خدماتها حسب التفويض الممنوح لها
بالقرار 302 لحين عودتهم إلى ديارهم.
وأكد أن إقامة السلام العادل في المنطقة يتطلب من "إسرائيل" أن
تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في العودة وتقرير المصير بإقامة دولته
الفلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو وعاصمتها القدس.