القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

50 ألف شجرة زيتون ضحية الاستيطان.. والخطر يتهدد 9 ملايين شجرة أخرى بالضفة

50 ألف شجرة زيتون ضحية الاستيطان.. والخطر يتهدد 9 ملايين شجرة أخرى بالضفة


الخميس، 19 آذار، 2015

معاناة المزارع عودة واحدة من بين مئات قصص المعاناة الناشئة عن الاحتلال وجرائمه الاستيطانية في الضفة، لكن المعاناة تتعاظم حينما يقف المزارعون أمام مشهد اقتلاع أشجار الزيتون وسرقتها من مستوطنين مدعومين من جنود الاحتلال ونقلها إلى جهات مجهولة.

وحسب تأكيدات مزارعين ومسؤولين رسميين في أكثر من مؤسسة أهلية ورسمية، فإن شجرة الزيتون باتت من ضمن الأهداف الرئيسية للمستوطنين الذين يتعاملون معها على أساس أنها عدو يجب اقتلاعه من جذوره واستغلاله بقدر الإمكان، ما يعني أن قرابة 9 ملايين شجرة زيتون في الضفة ستكون عرضة لاستهداف جرافات الاحتلال ومستوطنيه.

ووفقا للمعلومات التي جمعت في اطار التحقيقات الاستقصائي لـ "الحياة الجديدة" فإن سلطات الاحتلال تواصل جرائم سرقة أشجار الزيتون "الرومانية" ونقلها إلى جهة مجهولة لإعادة زراعتها من جديد، في محاولة منها لسرقة أحد الرموز الفلسطينية وزراعتها في المستوطنات، في حين تكشف المعلومات المتوفرة لدى دائرة توثيق الأضرار في وزارة الزراعة حول جرائم وانتهاكات الاحتلال عن كارثة حقيقية ألمت بأشجار الزيتون في الضفة، إذ إن قوات الاحتلال والمستوطنين اقتلعوا ما يزيد عن 50 الف شجرة منذ عام 2010، في حين اقتلعت 11 ألف شجرة في عام 2014 لوحده. حسب ما يشير نزيه فخيدة مدير الدائرة.

ويقول رئيس بلدية سلفيت الدكتور شاهر اشتية: "إن جنود الاحتلال يمنعون المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، بحجج واهية، مشيرًا إلى أن أصحاب الأراضي يتعرضون يوميا للإذلال صباحًا ومساء عند دخولهم أو خروجهم من أراضيهم".

ويكشف مدير توثيق الأضرار في وزارة الزراعة في رام الله، نزيه فخيدة عن ومؤشرات واضحة أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يسرقون أشجار الزيتون بعد اقتلاعها ونقلها إلى جهات غير معروفة، الأمر الذي يستوجب ابتداع طرق ووسائل جديدة للكشف عن مصير أشجار زيتوننا، موضحًا أن جنود الاحتلال يستهدفون عمل طواقم التوثيق التابعة للوزارة من خلال الاعتقال والاحتجاز أو تحطيم كاميرات التصوير لمنع توثيق جرائمهم بحق الأراضي الزراعية.

ويضيف: "تم توثيق عدد من جرائم الاحتلال بحق طواقمنا في عدد من مناطق الضفة حيث تم احتجاز عدد منهم وتحطيم كاميراتهم لمنع توثيق جرائم الاحتلال".

وأظهر تقرير صادر عن وزارة الزراعة في أيار 2003 أرقاماً تتحدث عن أن إنتاج الزيتون سينخفض بسبب تقطيع آلاف الأشجار المثمرة والمعمرة بمعدل (2200) طن سنويًّا من الزيت في الأعوام المقبلة.

وكان موسم الزيتون العام الماضي قد بلغت حصيلته 35 ألف طن من الزيت، وهو ما أوجد زيادة عن الاستهلاك المحلي بحوالي 17 ألف طن، لكن هذه الكميات لم يتم تسويقها بسبب سياسة الإغلاق المستمرة على كافة المناطق الفلسطينية، ما تسبب بانخفاض سعر زيت الزيتون بشكل كبير، وأثر ذلك بطبيعة الحال على المزارعين الذين يعتمد اقتصادهم بشكل كبير على مدخولات موسم الزيتون.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في فلسطين حوالي (936426) دونما، تشكل حوالي 80% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار و50% تقريبًا من الأراضي الزراعية بشكل عام التي تبلغ مساحتها مليونًا و837 ألف دونم وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فيما تشكل مساهمة هذا الفرع 15-20% من الدخل الزراعي، أي ما يتراوح من 700 - 800 مليون دولار.

ويؤكد وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح أن القطاع الزراعي في فلسطين يواجه تحديات كبيرة مثله مثل قطاع الزراعة في دول المنطقة لكنه يعاني تحديات إضافية تتمثل في جرائم الاحتلال المتكررة بحق هذا القطاع الحيوي والمهم.

وأشار إلى أن خسائر قطاع الزراعة في غزة لوحدها على سبيل المثال وصل إلى نصف مليار دولار نتيجة الحصار والحروب المتكررة ما أدى إلى شلل في كافة مناحي الحياة، موضحًا أن قطاع الزراعة قبل عام 2000 كان يصدر 120 مليون زهرة إلى الخارج كما كان يصدر 1500 طنا من الفراولة، لكن هذه الأرقام تراجعت إلى 10% فقط بسبب جرائم وسياسات الاحتلال ضد غزة لوحدها، في حين ان الجريمة في الضفة تأخذ أشكال أخرى تتمثل في عزل 700 ألف دونم من الأراضي الزراعية بسبب الجدار العنصري في وقت ما زالت فيه إسرائيل تسيطر على 62% من الأراضي في الضفة مع العلم أن 80% من الأنشطة الزراعية تتم في المناطق المصنفة بـ"ج".

وأضاف:" كما أن إسرائيل تسيطر على نحو (85 إلى 90 %) من المياه الجوفية وتحكم سيطرتها على المعابر والحدود دون احترام لأية اتفاقيات موقعة.

وحسب تأكيدات لحلوح فإن وزارة الزراعة وثقت خلال السنوات الثلاث الماضية ما يزيد عن 2000 انتهاك بما في ذلك استهداف أشجار الزيتون التي يقدر عدد المزروع منها في فلسطين نحو 9 ملايين شجرة زيتون، مشيرًا إلى أن 50% من المساحة المزروعة 110 آلاف حائزة في الضفة وغزة وأن 80 ألف أسرة منها تعتمد على زراعة الزيتون كمصدر رئيسي أو ثانوي للدخل.

وقال: "لا توجد دولة في العالم تعتبر شجرة الزيتون عدوا إلا دولة الاحتلال حيث نجد أن هناك عداوة غير مفهومة من المستوطنين ضد شجرة الزيتون، حيث نجدهم يستهدفونها بالاقتلاع والتدمير والسرقة في الكثير من الأحيان".

المصدر: الحياة الجديدة