القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

طرابلس: القضية المركزية توحّد وتجمع

طرابلس: القضية المركزية توحّد وتجمع

الإثنين، 16 أيار، 2011
غسان ريفي - السفير

«يا رايح صوب بلادي دخلك وصّلي السلام».. يرن هاتف إحدى الصبايا التي تنتظر رفيقاتها في ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس، ليعلو صوتها بالسؤال: «وين الشباب.. وين الباص.. بدنا نمشي بكير حتى نلحق، هلق ما بعود فينا نوصل».

تغلق الصبية هاتفها، وتعود إلى رفاقها للمشاركة في تنظيم الرحلة من طرابلس إلى أقصى الجنوب في مسيرة عودة إلى فلسطين المحتلة.

منذ الخامسة فجرا، بدأ الشباب يتوافدون تباعا إلى ساحة عبد الحميد كرامي. منهم من تلحف بالعلم الفلسطيني، والأكثرية الساحقة منهم وضعوا الكوفيات حول أعناقهم.

جاؤوا من مشارب وتيارات سياسية مختلفة، تجمعهم قضية فلسطين. كان من بينهم عدد كبير من الشباب اليساريين الذين شاركوا في مسيرات إسقاط النظام الطائفي، بالإضافة إلى عدد من الشبان الملتزمين دينيا الرافضين للعلمنة. إلا أن فلسطين، ومسيرة العودة إليها وحدها التي يمكن أن تكون «جامعة»: فهي القضية المركزية العربية، قوميا وإسلاميا، ولا يمكن أن تكون موضع خلاف.

لم يخف كثير من المشاركين الطرابلسيين في مسيرة العودة انزعاجهم من أمرين، أولهما غياب التنسيق بين المنظمين بحيث لم يتوفر العدد الكافي من الحافلات، والتي خصص معظمها لمخيمي البارد والبداوي. أما الأمر الثاني فكان ضعف المشاركة الشبابية من طرابلس، حيث لا يمكن لمشاركة نحو خمسمئة شخص أن يعبّر عن المدينة التي حملت القضية الفلسطينية في قلبها وعقلها على مدار أكثر من نصف قرن، وخرج منها «جيش التحرير» بقيادة ابنها المجاهد فوزي القاوقجي.

ودار بين المشاركين، خلال انتظارهم الحافلات، نقاش حول الأسباب التي حالت دون مشاركة أبناء المدينة بالآلاف، علما أن اللقاءات التحضيرية التي عقدت في «المنتدى القومي العربي»، والدعوات التي وجهت عبر الانترنت وجهت إلى كل الجهات لكن التلبية جاءت دون المستوى المطلوب.

واعتبر عدد من الشباب في نقاشاتهم أنه لو كانت الدعوة تخص زعيما سياسيا أو قضية طائفية أو مذهبية، لكان عدد المشاركين بالآلاف ولأغلقت شوارع المدينة بالسيارات والأعلام.

إلا أن اللافت في المشاركة الطرابلسية كان العدد المميز من الفتيان والأطفال الذين وفدوا من مدارس المدينة تلــبية لمسيرة العودة، وقـد شكّل وجودهم إرباكا للمنظمين في بحثهم عن حافلات تقلّهم.

ورأى بعض رؤساء اللجان في مشاركة الأطفال «بادرة خير في أن جيلا جديدا يكبر على حب فلسطين وإلتزامه بقضيتها، خصوصا أن كثيرا من هؤلاء عبروا عن اشتياقهم للوصول إلى الحدود الفلسطينية مع لبنان، وأن يروا الأراضي الفلسطينية وأن يرموا حجرا على جنود الاحتلال».

وأعلن أحمد الشهال (احد المنظمين) أن «المشاركة العامة من منطقة الشمال مقبولة، وهي تتعدى العشرة آلاف شخص، احتاجوا أكثر من مئتي حافلة»، لافتا إلى أن جهودا مضنية بذلت لاستقدام باصات إضافية من مختـلف الأحجام لتأمين أماكن لمن يرغب بالمشاركة في مسيرة العودة.