غزة تستقبل المنخفض الجوي الجديد بتعطيل الدراسة وفي التدفئة على الحطب والخلاف حول الكهرباء مع رام الله
الجمعة، 20 شباط، 2015
غزة ـ «القدس العربي»: انضم قطاع غزة كباقي مناطق بلاد الشام لموجة
البرد والأمطار الغزيرة، واضطرت المدارس إلى تعطيل الفترة المسائية بعد ساعات فقط من
شروق شمس أمس الخميس، على الرغم من أن هذا الإجراء ساد في مناطق الضفة الغربية منذ
ساعات الصباح، فيما تأثر السكان بشكل كبير بموجة البرد الشديد جراء الافتقار لوسائل
التدفئة، لانقطاع التيار الكهربائي غالبية ساعات اليوم.
ورغم عدم الإعلان مبكرا عن تعطيل الدوام المدرسي، ودوام طلاب الفترات
الصباحية، اضطرت مديريات التعليم إلى تعطيل الدراسة في الفترة المسائية، مع هطول الأمطار
الغزيرة على مناطق القطاع كافة. وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»
في غزة عن تعطيل الفترة المسائية للتعليم، وإنهاء دوام الموظفين عند الساعة 12 ظهرا
جراء ذلك.
وفي مرات سابقة غرقت مئات المنازل وغطت المياه أحياء سكنية بالكامل
في القطاع، حين ارتفع منسوب المياه في الشوارع إلى نحو ثلاثة أمتار، ما اضطر وقتها
طواقم المنقذين إلى إخلاء الناس بالقوارب.
وتتعرض المنطقة في هذه الأوقات لمنخفض جوي عميق أطلق عليه عدة أسماء،
بينها «الدامون» و»جنى» و «أليكسا 2»، نسبة إلى منخفض «أليكسا» الذي ضرب المنطقة الشتاء
الماضي، وأحدث فيضانات في غزة لم تشهد من قبل.
واتخذت فرق الدفاع المدني وطواقم البلديات كامل استعداداتها لمواجهة
المنخفض الجوي، الذي اشتد ليل الخميس واليوم الجمعة. وسيرت بلدية غزة عربة تحمل مكبرات
صوت تذيع للمرة الأولى نشرة السلامة للسكان، تطالبهم فبها باتخاذ بعض التدابير خلال
التعامل مع المنخفض. وردد مكبر الصوت أرقام هواتف أقسام الطوارئ العاملة خلال المنخفض،
لاستخدامها طلبا للنجدة في الحالات التي تستدعي ذلك.
وغالبا ما تضطر هذه الطواقم إلى تنفيذ مهمات إخلاء سكان غمرت مياه الأمطار
منازلهم، أو إطفاء حرائق نشبت بسبب الأمطار، أو تصليح أعطال الصرف الصحي والكهرباء.
ولعدم وصول التيار الكهربائي للسكان على مدار الساعة، وتشغيل التيار
الكهربائي لمدة ست ساعات يوميا مقابل 12 ساعة قطع، يفتقر السكان المحاصرون لوسائل التدفئة
العاملة بالكهرباء، في ظل خشيتهم من استخدام الوسائل البدائية في التدفئة التي تعمل
على الوقود، أو إشعال النيران، خشية من الحرائق، خاصة وأنه سجلت من قبل العديد من حالات
الوفاة جراء اشتعال النيران في المنازل.
لكن ورغم حوادث الحرق فإن الأجواء
تجبر العديد من الأسر على استخدام وسائل التدفئة البدائية.
وقطاع غزة يعاني منذ عدة سنوات من نقص حاد وكبير في توريد الكهرباء
من إسرائيل أو إنتاجها من قبل محطة التوليد. وأمس أعلنت سلطة الطاقة في غزة أن هيئة
البترول في الضفة الغربية، قلصت كميات الوقود الموردة إلى غزة، وحذرت من تأثير ذلك
على عمل محطة التوليد.
وذكرت سلطة الطاقة في بيان لها أن الهيئة العامة للبترول قلصت كميات
الوقود المرسلة لمحطة التوليد، التي لا تكفي لضمان استمرار تشغيل المحطة، وذكرت أن
الأمر تم رغم قيامها بالتحويلات المالية اللازمة ورغم الاتصالات المتواصلة مع هيئة
البترول ومع سلطة الطاقة في رام الله منذ بداية هذا الأسبوع استعداداً لدخول المنخفض
الجوي العميق هذه الأيام.
وأكدت أن استمرار الهيئة العامة للبترول بتقليص كميات الوقود من شأنه
أن يؤدي إلى إطفاء مولد أو أكثر من المحطة مع الحاجة الماسة لتشغيلها في ظل المنخفض.
وفي غزة يتأثر كذلك أصحاب المنازل التي دمرتها إسرائيل في الحرب الأخيرة،
أكثر من السكان الآخرين، خاصة وأن هناك آلاف العوائل التي لا تزال تقطن في «مراكز إيواء»
في مدارس وكالة «الأونروا»، وهي مراكز لا تصلح
للحياة والسكن، إذ أن الفصول الدراسية عادة ما تكون باردة في فصل الشتاء، وشديدة الحرارة
صيفا.
وتقول العوائل التي تقطن هذه المراكز أنها غير مجهزة بوسائل التدفئة،
وقبل عدة أيام قضى الطفل الرضيع عز الدين جاد الكفارنة(9 أشهر) حرقا في مركز إيواء
في بلدة بيت حانون شمال القطاع، بسبب تماس كهربائي، أصاب غرفة الدراسة المخصصة لإقامة
أسرته، فيما أصيب أشقاؤه ووالداه.
كذلك يتأثر بالمنخفض من يستخدمون خياما بلاستيكية أقاموها على أنقاض
منازلهم المدمرة. ويتخذ هؤلاء المواقد كوسيلة للتدفئة وطهي الطعام.
المصدر: القدس العربي