القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"آكشن إيد": ارتفاع حاد في سوء التغذية بين الحوامل والمرضعات والأطفال بغزة بسبب منع المساعدات


الخميس، 17 نيسان، 2025

أكدت مؤسسة "آكشن إيد" الدولية في غزة على تسجيل ارتفاع حاد في حالات سوء التغذية الحاد بين النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك بين الأطفال الصغار في القطاع. يأتي هذا التدهور الخطير في ظل استمرار الحظر الكامل لدخول المساعدات ونفاد الإمدادات الغذائية المتبقية.

وأوضحت المؤسسة في بيان صدر اليوم الأربعاء أن قطاع غزة لم يشهد دخول أي مواد غذائية أو مياه نظيفة أو أدوية أو مستلزمات أساسية أخرى منذ أكثر من 45 يومًا، وذلك منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال جميع المنافذ ومنعت دخول المساعدات، وهو ما وصفته المؤسسة بأنه يرقى إلى "عقاب جماعي وتجويع للسكان".

وأشارت "آكشن إيد" إلى أن السكان يعانون من الجوع وتدهور حالتهم الصحية بسرعة نتيجة للنقص الحاد في الغذاء، الأمر الذي أدى إلى إغلاق المخابز والمطابخ المجتمعية وفراغ الأسواق من معظم المواد الأساسية.

واستندت المؤسسة في تقريرها إلى شهادة الدكتورة وصال أبو لبن، رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى ومؤسسة العودة المجتمعية في النصيرات وسط غزة، التي أكدت أن "التأثير في النساء الحوامل والمرضعات كان واضحًا للغاية". وأضافت: "لقد لاحظنا زيادة كبيرة جدًا في عدد حالات النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء تغذية حادًا ومتوسطًا. كل هذا نتيجة للحصار في الشهر الماضي وإغلاق المعابر، فجميعهن يعانين فقر الدم ونقص الحديد بسبب نقص الغذاء أو المكملات الغذائية، ما يؤثر سلبًا في الحمل".

وأشارت الدكتورة أبو لبن إلى أن معظم الأطفال يولدون بوزن أقل من الطبيعي، مؤكدة وجود علاقة مباشرة بين ذلك وتغذية الأمهات الحوامل اللواتي يواجهن حالات إجهاض ونزيف بسبب إصابتهن بفقر الدم أثناء الحمل.

وكشف مسح حديث أجرته مجموعة التغذية أن ما بين 10% إلى 20% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين سوء تغذية، في حين أن ثلث النساء الحوامل في غزة – ويقدر عددهن بـ 55 ألف امرأة – يواجهن حالات حمل عالية الخطورة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُولد في غزة نحو 130 طفلًا يوميًا، إلا أن الإمدادات الطبية الأساسية اللازمة للولادة والحالات المعقدة على وشك النفاد. كما تتزايد حالات سوء التغذية بين الأطفال الصغار، حيث تقدر مصادر طبية في غزة أن نحو 60 ألف طفل معرضون لخطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة بسبب سوء التغذية.

وفي ظل هذه الأوضاع، أصبح الوصول إلى العلاج صعبًا، حيث اضطرت "اليونيسف" إلى إغلاق 21 من مراكز التغذية الخاصة بها نتيجة للقصف الإسرائيلي أو أوامر الإخلاء القسري، مما أدى إلى انقطاع العلاج عن مئات الأطفال.

وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب تنصل قوات الاحتلال في 18 مارس/ آذار الماضي من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واستئنافها للحرب على قطاع غزة، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.