القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أبو عوكل تقليص خدمات الأونروا يتبع أجندة سياسية لخنق غزة

أبو عوكل تقليص خدمات الأونروا يتبع أجندة سياسية لخنق غزة

عزا رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل قيام وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بتقليص خدماتها للاجئين الفلسطينيين لارتباطها بأجندة سياسية تعمل على إكمال دائرة الخناق على قطاع غزة إلى جانب الحصار المفروض من جمهورية مصر العربية ومن الاحتلال الإسرائيلي أيضًا.

وأوضح أبو عوكل في حوار خاص بـ "فلسطين" أن هناك أمورا بعيدة الهدف يتم السعي إليها - أي أن حدوث تقدم في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية- يساهم في التنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لافتا إلى علاقة ذلك بالأونروا وهو إنهاء خدماتها تمامًا بحجة عدم وجود قضية حق عودة باعتبار فلسطين استقلت وانتهت معاناة شعبها.

التقليص لأزمات مالية!

وقال: "بانتهاء معاناة الشعب الفلسطيني – وفق رؤية المفاوضات – يعني أن كل لاجئ فلسطيني لن يعود لاجئًا بل يصبح ابن البلد التي هو فيها"، منوهًا إلى أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تأسست منذ اليوم الأول لبداية معاناة اللاجئين الفلسطينيين ويجب أن تبقى تمد لهم يد العون وفق القرارات الدولية إلى حين عودة آخر لاجئ إلى أرضه التي هجر منها هو وآباؤه وأجداده.

معين أبو عوكل

وأشار رئيس اللجان الشعبية للاجئين إلى أن (الأونروا) أصبحت تخرج بين الحين والآخر باختراع جديد لتقليص خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين والمبرر الجاهز الذي تقدمه بأن المانحين والممولين لخدماتها لن يقدموا ما يلزم لتغطية نفقات هذه الخدمات المقلصة لأزمات مالية يمرون بها أو إشكاليات أخرى، مشددًا على أن هذه المبررات لا يعتد بها لالتزام (الأونروا) بتنفيذ القرارات الدولية والتي تقضي برعاية اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم لأرضهم.

وبالحديث عما قامت به (الأونروا) من تقليص الخدمات، قال: "حرمت إحدى عشرة ألف أسرة فلسطينية كانت تستفيد من برنامج الوكالة مما يزيد الوضع سوءًا بسبب ظروف حصار قطاع غزة والأوضاع المادية والاقتصادية السيئة وارتفاع نسبة البطالة"، مضيفًا: "عندما تم التوجه لمدير عمليات الوكالة في القطاع برر هذا الفعل بأن هذه الأسر وفق برنامج مسح الفقر الذي أعدته الوكالة يمتازون بوضع جيد ويجب استبدالهم بأسر أخرى".

إظهاره بالوضع الجيد

وتابع أبو عوكل: "وأيضًا في شهر إبريل / نيسان الماضي قطعت (الأونروا) المساعدة النقدية بقيمة أربعين شيكلاً والتي تقدم كل ثلاثة أشهر لعائلات معينة تم وصف حالتها بالفقر المدقع، مع أنها – أي مساعدة الأربعين شيكلاً – لا تكلف من ميزانية (الأونروا) سنويًا إلا خمسة وأربعين مليون دولار فقط ولا يعتبر مبلغًا باهظًا أبدًا"، مشيرًا إلى أنه في ذلك الوقت شهدت (الأونروا) اعتصامات عديدة واحتجاجات من قبل اللاجئين لكنها في النهاية نفذت القرار".

(الأونروا) وعدت بإعادة كل شخص يقل راتبه عن دولار ونصف الدولار يوميًا لكل فرد في عائلته وأيضًا إضافة إلى من يقل راتبه عن ثلاثة دولارات ونصف الدولار يوميًا لكل فرد في عائلته ولكن من يعمل راتبه على توفير ثلاثة دولارات ونصف الدولار سيتم قطع المساعدة عنه.

وأضاف: "أوقفت (الأونروا) الوجبة الغذائية التي كانت تقدمها للطلبة في مدارس الوكالة والتي كانت ترفع عن كاهل الأسر من خلال تخفيف مصروف الأبناء، وقطعت المساعدة المالية لطلبة المدارس وهي المائة شيكل السنوية وتقليص القرطاسية المقدمة لهم"، مكملاً: "وقطع بعض المساعدات وأوقفت فرص العمل المؤقت "البطالة" وعمدت إلى إنهاء عمل العديد ممن يعملون ضمن برنامج العقود وتقليص خدمات صحية وبيئية ومجالات أخرى".

وبين رئيس اللجان الشعبية للاجئين أن (الأونروا) في إعلامها تتعمد إظهار حالة اللاجئ الفلسطيني بأنه لا يحتاج لأي مساعدة ويعيش وضعًا جيدًا، فتارة تضع في الروزنامة السنوية الخاصة بها صورة لطفل فلسطيني جميل وتبدو عليه آثار العز وبيده تفاحة وتارة أخرى تضع صورة لاجئ فلسطيني يرقص ويغني وكأنه لا يعاني من آية مشاكل أو صعوبات في حياته، ملفتًا النظر إلى أن المانح عندما يرى هذه الصور ويقارن وضع اللاجئ الفلسطيني بأبناء الصومال مثلا فإنه سيختار إرسال الأموال إلى الصومال لا إلى اللاجئ الفلسطيني.

إعادة مسح الفقر

وشدد على أن اللاجئ الفلسطيني في كل مكان عليه أن يستخدم كل الوسائل الشرعية المتاحة له للضغط على (الأونروا) لتفعيل خدماتها مجددًا من خلال الاعتصامات والاحتجاجات من أجل منع (الأونروا) من الاستمرار في ذات النهج ، موضحًا أنه من الممكن الاستفادة من رغبة (الأونروا) بتواصلها مع المجتمع المدني بمحاولة قطع الاتصالات معها كنوع من الضغط.

وفيما يتعلق بموضوع رفع الأحد عشر ألف عائلة من قائمة المساعدات، أوضح أبو عوكل أن (الأونروا) وعدت بإعادة كل شخص يقل راتبه عن دولار ونصف الدولار يوميًا لكل فرد في عائلته وأيضًا إضافة إلى من يقل راتبه عن ثلاثة دولارات ونصف الدولار يوميًا لكل فرد في عائلته ولكن من يعمل راتبه على توفير ثلاثة دولارات ونصف الدولار سيتم قطع المساعدة عنه، مؤكدًا أنه سيتم إعطاء (الأونروا) مهلة لشهرين لمراجعة الكشوفات والسماح لكل فرد تضرر من القرار أن يقدم الطعن اللازم بخصوص المسح الاجتماعي الذي أفاد بوضعه الاقتصادي الجيد.

وضع اللاجئين في لبنان لا يبشر بخير من ناحية الخدمات المقدمة لهم من الأونروا وما زاد من سوء الوضع أن يضاف إلى لاجئي لبنان عدد من لاجئي سوريا وهي حياة لا ترقى إلى مفهوم العيش الآدمية.

وفي معرض رده على سؤال حول متابعات ما يحدث مع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بين أن وضع اللاجئين لا يبشر بخير من ناحية الخدمات المقدمة لهم من الأونروا وما زاد من سوء الوضع أن يضاف إلى لاجئي لبنان عدد من لاجئي سوريا وهي حياة لا ترقى إلى مفهوم الحياة الآدمية، مشيرًا إلى أن العديد من المطالبات المقدمة للجهات الرسمية تدعو لتحسين الوضع وإنعاشه وتحريك القضية أكثر.

لاجئي سوريا في مصر

وفي ذات السياق، تحدث رئيس اللجان الشعبية للاجئين عن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وعن المطالبات التي تم تقديمها لتجنيب المخيمات الفلسطينية الصراع السوري – السوري الدائر فيها باعتبار أن الكل الفلسطيني يؤكد أن المسألة سورية بحتة لا علاقة لأحد آخر بها، مستدركًا بقوله: "ولكن هناك فئات تصر على الزج بفلسطينيي سوريا في أتون الخلافات على الرغم من المناشدات وما خرجت به منظمات حقوق الإنسان من شرح للوضع هناك".

وأردف بقوله: "اللاجئون الفلسطينيون الخارجون من سوريا توزعوا على البلاد، ومنهم من وصل بلادًا لا تحوي مخيمات للاجئين وبالتالي لا عمل فيها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين كجمهورية مصر العربية وتم التواصل مع (الأونروا) وكان محتوى الاختلاف بأن من يقدم المساعدة هل هي (الأونروا) أم مفوضية الأمم المتحدة؟"، مبينًا أن الاتفاق تم على تقديم (الأونروا) للخدمات لهم ولكن الوضع المصري وتطوراته أوقف هذه الخطوة.

وختم أبو عوكل بقوله: "اللاجئ الفلسطيني في الدول الغربية ينال حظًا وافرًا من الحياة الرغيدة في مقابل المعاناة المستديمة له داخل الدول العربية وهي غاية مبطنة لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني لجعلهم يرفضون حق العودة بأنفسهم ويتخلون عنه ويبقون في هذه الدول وبالتالي إسقاطه والانتهاء من المشكلة التي تؤرق (إسرائيل)"، داعيًا جميع اللاجئين إلى عدم الانجرار وراء هذا المخطط.

فلسطين أون لاين