أحمد سعدات: السلطة برئاسة عباس "غير مستعدة لاستخلاص الدروس
والعبر من تجربة أوسلو
رام الله: قال أمين عام "الجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين"، أحمد سعدات، إن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس "غير
مستعدة لاستخلاص الدروس والعبر من تجربة أوسلو، وهي تتجاوز عملية البناء على
الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية بالعودة إلى نفس الأفق العبثي من خلال الخضوع
للضغوط الأمريكية"، وفق تقديره.
وأشار سعدات في رسالة تم تسريبها من داخل
زنزانته في معتقل "شطة" الإسرائيلي، "لا يوجد أي مبرر منطقي أو
مشروع يجيز لفريق أوسلو استمرار المراهنة على المفاوضات؛ فالتجربة على مدار أكثر
من عقدين أثبتت فشلها، ولم يتبقَ من هذا الاتفاق سوى سلطتين في الضفة والقطاع لا
تستطيعان العيش خارج غرفة الإنعاش، ورزمة من الالتزامات الأمنية لحماية أمن
الاحتلال"، وفق قوله.
وأضاف "الصيغة التي وافق عليها فريق السلطة
لاستئناف المفاوضات ليست فقط خارج الإجماع الوطني، بل وأيضاً تنفي الأسس التي
يضعها للعودة إلى المفاوضات أو الارتهان للمفاوضات الأمريكية"، مشيراً إلى أن
مسار المفاوضات مبني على شروط لا تنطبق سوى على الطرف الفلسطيني في حين يستكمل
الاحتلال مشاريعه الاستيطانية وتبقي المرجعية لقضية الأسرى رهناً في إطار إجراءات
"بناء الثقة" و"حسن النوايا الإسرائيلية"، حسب رأيه.
وطالب سعدات في رسالته التي نُشرت على الموقع
الإلكتروني لـ "الجبهة الشعبية"، اليوم السبت (14|9)، بنقل ملف القضية
الفلسطينية إلى الأمم المتحدة وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ووضع الأرض
المحتلة تحت إشراف الأمم المتحدة لفترة انتقالية يمارس خلالها الفلسطينيون حقهم في
تقرير المصير وبناء مؤسسات دولتهم المستقلة وهو ما يعني فك الارتباط باتفاقي
"بمدريد" و"أوسلو" ونهج المفاوضات العبثية، على حد وصفه.
واعتبر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني القابع في
معتقلات الاحتلال، أن الدعوة لعقد مؤتمر دولي لإلزام الجانب الإسرائيلي باحترام
القانون الدولي بات أولوية وأحد محاور الرؤية السياسية البديلة لإدارة الصراع، وفق
تقديره.
ودعا سعدات، إلى "رفع شعار نضالي ركائزه
السياسية مقاومة شاملة وشعبية للاحتلال بمختلف الأساليب المتوفرة مع موازين القوى
الكفيلة بتحويل هذا الشعار إلى آلية واقعية لتحقيق قرارات الشرعية الدولية، وهدفه
كسر الاحتكار الأمريكي الإسرائيلي للعملية السياسية"، معتبراً أن "هذه
الرؤية والدعوات ستظل بمثابة دعوات تبشيرية أخلاقية حقوقية ما لم يتم إنجاز
المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية التي تمد هذه الرؤية بأسباب الحياة والقوة عن طريق
تحشيد شعبنا في كل مكان للاشتباك مع العدو تحت لواء قيادة متماسكة تعكس في
تشكيلها قواسم الجبهة الوطنية العريضة"، حسب رأيه.
قدس برس، 14/9/2013