القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أسرة أحمد.. جوع على حساب الدواء

أسرة أحمد.. جوع على حساب الدواء
 

الرسالة نت - محمد أبو زايدة

فراشهم معدوم، وأمراضهم كثيرة، وأثاثهم مهشم، ودخلهم محدود لا يتجاوز العشرون شيقلاً، تحسبهم أغنياء من التعفف، إلا أنك عندما تفكر في زيارة بيتهم ترى كل ما لا تستطيع احتماله.

يقول هو "يا ريت عندي ولد يخفف عني التعب"، وترد هي: "اللهم لا اعتراض على حكمة ربنا"، حوار بين "أحمد عويضة" (41 عاماً) وزوجته، غلب عليه فقدان الأمل بإنجاب ذكر إلى جانب إحدى عشر أنثى، على الرغم "من أن الأمل بالله لا زال موجوداً".

عائلة المواطن عويضة كتلة لحم، تعيش على مرارة العيش ودخل يومي لا يتجاوز الـ 20 شيقلاً، مقابل عمله على سيارة أجرة، لم ينل منها سوى الاصابة بمرض القلب الذي أنهك جسده.

"العشرون شيقلاً" موضوع جدل يومي يدور بين رب الأسرة وبناته والزوجة، يحتارون بأمرها بين علاج وطعام ومصروف ثمان طالبات في المدرسة، وواحدة جامعية، أو متطلبات أخرى,

يعمل أحمد على سيارته "المهترئة" بشكل متقطع ليس يومي، ولا يستطيع الجلوس خلف مقودها كثيراً، بسبب توزيع الدوام عليها لأشخاص آخرين يجمعهم بأحمد كسب لقمة العيش وحفظ ماء وجهه.

الفتاة الكبيرة (18عاماً) درست فصلها الأول في جامعة الأقصى بمدينة غزة، ويهدد حلمها بحصولها على شهادة البكالوريوس, عجر الوالد عن تسديد رسوم الفصل الحالي وتوفير متطلبات الفصول المقبلة.

أما الطفلة الصغيرة هلا (3سنوات)، ولدت وتصاحبها كتلة دهنية "روم خبيث" في أسفل الظهر، وتصاب بين الفينة والأخرى بتشنجات كهربائية وتبول لا إرادي، وتعاني ضعفاً في النظر وتحتاج لإجراء عملية لعينيها.

مرض الطفلة هلا، يكلف عائلتها ما يقرب من 100 شيقل، عند كل عملية فحص، ما يجعل الأسرة حريصة على توفير ذلك على حساب طعامها، ليصاب بيتها وأفراده بالشلل.

ولتكمل بعض ما تبقى لها من الحياة، تحتاج هلا إلى عملية في شبكية العين، لكن تحقيق ذلك المبتغى يحتاج من الأسرة الاضراب عن الطعام مدة شهرين متتابعين، حتى تستطيع توفير المال.

"أرسلوني لإجراء فحوصات نظر للطفلة، وبعدها طلبوا مني 1600 شيكل لقاء العملية"، هذا ملخص ما حصل مع والدة الطفلة هلا، إلا أن ردها كان "وضع البيت لا يسمح بإجرائها".

تخرج والدة الطفلة أوراقاً ثبوتية، والحسرة مرسومة بألوان شاحبة على وجهها، تتحدث وكأنها صاحبة المرض، قائلةً: "قلة الحيلة تحول دون توفير أقل ما تحتاجه الطفلة من حفاضات".

وتبتسم الطفلة آية (8سنوات)، ويبان من خلف ابتسامتها فراغ لعدم وجود أسنان، ناتج عن نقص حاد في الكالسيوم، فلا حليب ولا يوجد ما يرمم عظمها.

ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، فنظرها هي الأخرى ضعيف، وتعاني نقصاً في الغدة الدرقية، أقعدها 4 سنوات في الفراش دون حركة أو كلام، وبعد تلقي العلاج تحسنت صحتها نوعاً ما، إلا أن مشاكل في الكلى "زادت الطين بِلة".