القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"أطباء بلا حدود": غزة تحولت إلى مقبرة جماعية والفلسطينيون يواجهون الموت مع منع المساعدات


الخميس، 17 نيسان، 2025

أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن قطاع غزة أصبح "مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يهبون لمساعدتهم" جراء الحرب الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات الإنسانية. وأشارت المنظمة إلى أن سلطات الاحتلال تغلق معابر القطاع منذ مطلع مارس الماضي، مانعة دخول المساعدات الإنسانية والطبية في أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.

وفي بيان صحفي صدر الأربعاء، أكدت "أطباء بلا حدود" أن "سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها القوات الإسرائيلية شهدت تجاهلًا صارخًا لسلامة العاملين في المجال الإنساني والطبي في غزة". ودعت المنظمة سلطات الاحتلال إلى رفع "حصارها اللاإنساني والقاتل" وحماية أرواح المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والطبي.

ونقل التقرير تصريحات أماندي بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة، التي قالت: "لقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن قدموا لهم المساعدة. إننا نشهد الدمار والنزوح القسري لسكان غزة بأسرهم في آن واحد". وأضافت أن "الاستجابة الإنسانية تعاني بشدة تحت وطأة انعدام الأمن ونقص الإمدادات، ولا يوجد مكان آمن للفلسطينيين أو الذين يحاولون مساعدتهم. لم يتبق للناس سوى خيارات قليلة للحصول على الرعاية الصحية".

وبحسب الأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 409 عامل إغاثة منذ أكتوبر 2023، معظمهم من موظفي الأونروا، فيما استشهد 11 من منظمة أطباء بلا حدود منذ بداية الحرب، بينهم من قتلوا أثناء تأدية عملهم، اثنان منهم خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

من جهتها، قالت المديرة العامة لأطباء بلا حدود فرنسا، كلير ماغون: "يظهر هذا القتل المروّع لعمال الإغاثة مثالًا آخر على تجاهل القوات الإسرائيلية التام لحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي، كما أن صمت أقرب حلفاء إسرائيل ودعمهم غير المشروط يشجع هذه الأعمال أكثر". ودعت إلى تحقيقات دولية ومستقلة لتسليط الضوء على ملابسات هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين.

وأشارت ماغون إلى أن فرق أطباء بلا حدود اضطرت إلى مغادرة العديد من المرافق، بينما تواصل أخرى عملها مع وجود كوادر ومرضى محاصرين وغير قادرين على المغادرة بأمان لساعات طويلة. وذكرت أنه منذ 18 مارس، لم تتمكن المنظمة من العودة إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، كما عُلّق عمل عياداتها المتنقلة في شمال القطاع، ولم تتمكن فرقها من العودة إلى عيادة الشابورة في رفح جنوبًا.

وأوضحت أن الحصار الكامل على غزة أدى إلى استنزاف مخزون الغذاء والوقود والأدوية، وأن أطباء بلا حدود تواجه نقصًا حادًا في الأدوية الأساسية. وشددت على أن عدم تعبئة الوقود سيؤدي إلى توقف حتمي للأنشطة الحيوية في القطاع الصحي.

واتهمت ماغون سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد منع جميع المساعدات من دخول غزة لأكثر من شهر، مؤكدة أن العاملين في المجال الإنساني يشاهدون الناس وهم يعانون ويموتون بينما يحاولون تقديم الإغاثة بإمدادات مستنفدة ويواجهون نفس الظروف المهددة للحياة.

وختمت قائلة إن ما يجري في غزة "ليس فشلًا إنسانيًا، بل هو خيار سياسي، واعتداء متعمد على قدرة الشعب على البقاء على قيد الحياة، وهو اعتداء يُنفّذ دون عقاب"، داعية سلطات الاحتلال إلى إنهاء "عقابها الجماعي" بحق الفلسطينيين والضغط عليها للتوقف عن تدمير حياة المدنيين في غزة.