أطفال مخيم عايدة..
تجارب أليمة ودعم نفسي من الأونروا
الأربعاء، 29
حزيران، 2016
نشر موقع إذاعة
الأمم المتحدة، تقريرًا عن مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين، الذي في الضفة الغربية،
ومكتظ ومعزول عن القدس بمستوطنتين كبيرتين والجدار العازل.
يقع مخيم عايدة
على مشارف بيت لحم، ويقطنه 5500 لاجئ يعيشون في ظروف صعبة، بما في ذلك ألف وستمئة طالب
يذهبون إلى مدرستين تابعتين للأونروا داخل وبالقرب من المخيم.
ويعمل الاختصاصيون
النفسيون بشكل مستمر لتخفيف التوتر والصدمات النفسية التي يعاني منها الأطفال.
أنشأت وكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) مخيم عايدة
في الخمسينيات ليضم لاجئين من القدس والخليل.
ويغطي المخيم مساحة
صغيرة جدًا، أقل من كيلو متر مربع (0، 7) ومع ذلك لم تتوسع مساحته مع ازدياد أعداد
اللاجئين، ولذا فالمخيم يشهد اكتظاظًا شديدًا.
ومن بين جميع مخيمات
اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مخيم عايدة هو الأكثر تضررًا
من العنف وعمليات التوغل، وهو ما ينعكس على حياة الأطفال في المخيم.
رنا فرّاج، اختصاصية
اجتماعية بمدرسة تابعة للأونروا، جلست مع الأطفال في حلقة وتمارس معهم ما يشبه لعبة
في الظاهر، ولكنه نوع من أنواع العلاج الجماعي، لحثهم على مشاركة مشاعرهم ومواجهتها
معا.
وقالت في تصريحاتها:
عدد من المشاعر مرسومة ومكتوبة على بطاقات، وإذا رغب الطلاب في الحديث يختاروا إحدى
البطاقات، ليشرحوا سبب اختيارهم لهذا الشعور بالتحديد، بمداخلات إيجابية من الأخصائيين،
ويبدأ أحد الطلاب باختيار البطاقة الأولى.
وتابعت:
"اخترت كلمة (قلق) بسبب قلقي على أخي عندما يخرج في مأمورية أو لقضاء شيء أخشي
ألاّ يعود".
وعلقت: "نحن
نعيش في خضم الأحداث يوميًا. ويوميًا نمر بمواجهات ونسمع عن أشخاص مقربين لنا قد يتعرضون
لشيء ونخاف عليهم ونقلق من أجلهم".
ويتحدث طالب آخر
عن تجربة حزينة مر بها تركت أثرا مرعبا في نفسه، قائلا: "اخترت كلمة (مرعوب) لأنني
عندما كنت مريضًا في المستشفى قالوا لي إن صديقي عبدالرحمن قد استشهد. تفاجئت ورعبت.
ذهبت إلى أهله، كانوا جميعًا يبكون.. كنت مصدومًا، لم أعرف ما الذي يمكنني فعله. بكيت
وغاب عني الوعي وأخذوني إلى المستشفى مرة أخرى".
وهنا يتدخل أحمد
أبو جودة الأخصائي الاجتماعي قائلا: "أنا أتفهم مشاعرك. عندما نفقد شخصًا عزيزًا
علينا نشعر بالضيق ونبكي. البكاء يمكن أن يروح عنا.. أشكر لك ثقتك بنا ومشاركة ما تشعر
به معنا وأمام زملائك. هذه ثقة كبيرة".
وتتحدث إحدى الطالبات
عن الخيال، معلقة: "الخيال شيء جميل جدًا. نعم قد يكون وهمًا، لكنه يظل أفضل من
لا شيء.. أنا لا أستطيع الذهاب إلى البحر ولكن بخيالي أرى البحر".
المصدر: وكالات