أهالي الضفة.. لا رواتب في ظل غلاء فاحش
نابلس-المركز الفلسطيني للإعلام
يتجسد المثل الشعبي القائل "ضربتين على الرأس تؤلم" في الضفة المحتلة واقعا ملموسا في ظل تزاحم المناسبات في أقل من شهرين، مما أرهق الجيب وتسبب في إفلاس أرباب الأسر في ظل موجة غلاء غير مسبوقة تشهدها أسواق الضفة المحتلة.
وبدأ تزاحم المناسبات والواجبات الاجتماعية التي لا مفر منها مع إعلان نتائج الثانوية العامة وإطلالة شهر رمضان وتبعه العيد، وأخيرا موسم العودة للمدارس الذي يتطلب ميزانية خاصة حتى يتم تجهيز الأطفال بالحقائب والملابس الجديدة والقرطاسية بكافة أشكالها.
وفي الضفة المحتلة يشكو المواطنون من الغلاء الفاحش الذي شمل كل السلع، الأمر الذي أرهق كاهل الكثير من العائلات التي اقتصرت تحضيراتها على أمور أساسية جدا وتجنب شراء كل ما يلزم أبناؤهم من قرطاسية لعدم وجود ما يكفي من المال بعد أيام قليلة من انتهاء العيد.
المواطن أبو عبيدة من مدينة نابلس أب لخمسة أطفال كلهم في المدرسة يقول لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "لم نتمكن من التقاط أنفاسنا جيدا بعد انتهاء رمضان والعيد حتى جاء موعد العودة للمدارس، وطبعا الجيوب فارغة، واضطررت لأن أستدين من أحد أصدقائي مبلغا من المال حتى أتمكن من شراء الأشياء الأساسية لأطفالي حتى لا يشعروا بأنهم أقل من غيرهم من أصدقائهم".
ويستنكر أبو عبيدة عدم مبالاة الحكومة بالضفة بوضع المواطنين المعيشي والغلاء المتزايد يوما بعد يوم على كافة السلع، ويقول: "الذي يتسوق في نابلس مثلا يشعر وأنه في سوق أوروبي بسبب ارتفاع الأسعار الخيالي، رجل مثلي يتقاضى راتبه الذي لا يتجاوز ألفين شيكل في الشهر ويعيل خمسة أطفال كيف سيتدبر أموره طيلة الشهر؟!".
أما السيدة أم مهند وهي مطلقة وتعيل أطفالها الثلاثة بينهم طفل معاق، تقول لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": لا نشكو حالنا إلا لله، لا أحد ينظر لنا في هذه الظروف، لقد ساعدونا أهل الخير في شراء ملابس العيد لأطفالي خلال شهر رمضان، لكن للأسف مع انتهاء الشهر الكريم تنقطع يد الخير عنا بشكل كبير، ولا أدري كيف سأتدبر أموري وأكسو أطفال للمدارس وأوفر لهم القرطاسية".
واجبات لا مفر منها...
ويرى السيد "أبو معن" من نابلس أن الواجبات الاجتماعية تفرض نفسها على راتب الموظفين وحيث اضطر خلال الشهر الماضي لتخصيص مبلغ كبير من راتبه لشراء الهدايا لأخواته وأقربائه، وأضاف: "لقد نجح خمسة من أبناء أخوتي وأخواتي في الثانوية العامة، ولا مفر من إحضار هدية لكل واحد منهم، كما أنه لا مفر من تفقد شقيقاتي الأربعة خلال شهر رمضان وزيارتهن وإعطائهن مبلغا من المال أو هدية خاصة لهن".
وتابع: "ولم يتوقف الأمر لهذا الحد، فشهر رمضان يعني العزائم والولائم العائلية التي تفلس الجيب، وبعدها جاءت تحضيرات العيد والآن المدارس.. ولكم أن تتخيلوا ما هو الوضع الذي حالت إليه أوضاعنا المادية في ظل ارتفاع الأسعار المخيف".
وطالب المواطنون التجار وأصحاب المكتبات بتخفيض الأسعار وعمل معارض وبازارات خيرية تمكن العائلات المحتاجة والتي تعيل عددا كبيرا من الأطفال من شراء كافة مستلزماتهم من ملابس وقرطاسية.
وتأتي شكاوى المواطنين في الضفة الغربية في ظل تراجع كبير وملحوظ في العمل الخيري بسبب التضييقات التي تفرضها السلطة على الجمعيات الخيرية التي أغلق معظمها منذ سنوات، بينما صودرت إدارة جمعيات أخرى من أصحابها وتم تعيين أشخاص من حركة فتح لإدارتها، مما أفقدها المصداقية والثقة، حيث أحجم الكثيرون من أهل الخير من تزويدها بالأموال والتبرعات.