القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 23 كانون الثاني 2025

«أوسلو» لا يزال يكبّل الفلسطينيين: دعوات للتنصل من الاتفاق

«أوسلو» لا يزال يكبّل الفلسطينيين: دعوات للتنصل من الاتفاق


الجمعة، 14 أيلول، 2012

مرّت أمس الذكرى التاسعة عشرة لاتفاق أوسلو، الذي لا يزال يكبل الفلسطينيين ويحاصرهم من كل الاتجاهات. فمن وقّع الاتفاق يومها لم يكن يعلم أن إسرائيل ستضرب فيه عرض الحائط وستتــنصل منه، رغم أن الطرف الفلســطيني المتمسك به ظل متمسكاً بأوسلو وتبعاته.

هذا العام سبقت الذكرى احتجاجات شعبية واسعة في الضفة الغربية، مردّها الارتباط الاقتصادي مع إسرائيل وفق اتفاق باريس الذي وُقِّع عقــب أوسلو، وألزم السلطة بفرض ضرائب وتحديد أسعار وفق المورد الإسرائيلي.

وتعلو في ذكرى أوسلو الدعوات لحراك فلسطيني جدي لطرح إستراتيجية وطنية وبدائل عن الاتفاق والتنصل منه. وخرجت بعضها هذه المرة من حركة فتح التي وقّعت الاتفاق نيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية.

وكان أول مهاجمي الاتفاق أمس، وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، الذي اعتبر أن سقوط الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسألة وقت فقط، بعد أن فقد ثقة الجمهور الفلسطيني. ووصف اتفاق أوسلو بأنه كان خطوة سياسية فاشلة أكثر من أي خطوة أخرى في «تاريخ» إسرائيل، داعياً للتخلص منه.

من جانبه، قال عضو المجلس التشريعي عن فتح في غزة فيصل أبو شهلا، لـ«السفير»، إن الاتفاق له ايجابيات وسلبيات، وحقق جزءاً من المشروع الوطني الفلسطيني، وأن ايجابياته تتمثل في إقامة مؤسسات السلطة الفلسطينية وإدارة النضال الفلسطيني من الداخل وليس من المهجر.

أما عن سلبيات الاتفاق، فيرى أبو شهلا أن مشكلة الاتفاق تكمن في عدم استطاعة تطبيق ما اتفق عليه، نتيجة التعنت الإسرائيلي والمماطلة التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة، داعياً إلى موقــف فلسطيني موحد لمواجهة ما تقــوم به الدولة العبرية من استيطان وتهويد وضرب الاتفاقيـات بعــرض الحائط.

في المقابل، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن اتفاقية أوسلو خطيئة ارتكــبت بحق الشعب الفلسطيني، الذي لا يــزال يدفــع ثمن هذه الخطيئة، معــتبراً أن ما يجري في الضفة الغربية من تظاهــرات ضد الغلاء والفقر هي انعكاس للاتفاق.

وأوضح أبو زهري في حديث لـ«السفير» أن الغريب في الاتفاق هو أن السلطة رغم كل التطورات ترفض المساس به، وتستمر في دفاعها عن مشروع التســوية الذي أثبت فشله ووصل إلى مرحلة الحــائط المسـدود.

واعتبر أبو زهري أن استمرار الرهان على المفاوضات هو خيار ثبت فشله، وأن كل التطورات تدفع باتجاه إسقاط أوسلو وفرض اتفاق وطني فلسطيني تكون خلفيته المقاومة والحفاظ على الثــوابت الفلسطينية.

وشدد القيادي في حماس على أن أوسلو أفرزت اتفاقيات حوّلت السلطة إلى موظف أمني تحت الاحتلال، وكبّل الموقعون أنفسهم باتفاقيات تنسيق أمني وتعاون استخباراتي خدمة للاحتلال، والاحتلال فقط.

من جانبه، وصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني رباح مهنا اتفاق أوسلو بالسيئ والمسيء، مؤكداً أنه السبب الأول في الانقسام الفلسطيني وشق الصف الوطني.

وبيّن مهنا، في حديث لـ«السفير»، أن الحياة العملية أثبتت أن الاتفاق سيئ ومسيء، حيث أن المفاوضات السياسية متعثرة وضررها كبير، وأن أصحاب مشــروع أوســلو كانوا يظنون أنه خطوة باتجــاه تحقيق الأهداف الوطنــية وثبــت عكس ذلك.

وأشار القيادي البارز في «الجبهة الشعبية» إلى أن الاتفاق كبّل الفلسطينيين أمنياً واقتصاديا وسياســـياً، وأن التنسيق الأمني المقيت والمرفــوض وطنياً هو أحد إفرازات الاتفــاق، وأن اتفاقية باريس الاقتصادية هي تابــع لأوسلو وهي المسؤولة عن الإرهاق الاقتصادي الذي يعيشه الفلسطينيون.

ودعا إلى مراجعة فلسطينية شاملة لاتفاق أوسلو، والخروج بآلية وطنية للتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، ورفض كل محاولات العبث بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

المصدر: ضياء الكحلوت - السفير