القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"أونروا": مستمرون في تقديم خدماتنا للاجئين

"أونروا": مستمرون في تقديم خدماتنا للاجئين

الأربعاء، 24 شباط، 2016

"نحن لا نرى أن هناك تقليصات في خدمات أونروا بالعكس تماما.."؛ هكذا ينفي المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "أونروا" في قطاع غزة، عدنان أبو حسنة، أن تكون وكالته قلصت خدماتها، فيما يؤكد وجود عجز مالي في الميزانية المنتظمة للوكالة لهذا العام، بنحو 80 مليون دولار، ويشدد من ناحية أخرى، على أن حصار غزة، أدى إلى "تدمير منهجي غير مسبوق في حياة الناس".

كيف تتعامل "أونروا" مع هذا العجز المالي؟ وهل ثمة نوايا سياسية لإلغاء دور "أونروا"؟ وكيف هي أوضاع اللاجئين في مناطق عمليات الوكالة الخمسة: قطاع غزة، الضفة الغربية، الأردن، سوريا، ولبنان؟ أبو حسنة يجيب عن هذه الأسئلة، في حوار مع صحيفة فلسطين، قائلا: "إن أونروا تتحمل الآن أعباء أكثر بكثير مما كانت تضطلع به خلال الفترات الماضية".

ويضيف أبو حسنة: "لكن ما يحدث على الأرض أن هناك أزمات طاحنة تمر بها مناطق العمليات على سبيل المثال قطاع غزة، ثلاث حروب في خمس سنوات وما يحدث للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتشريد حوالي 300 ألف منهم، أوضاع اللاجئين البائسة أيضًا في لبنان، أصبح حجم التراجع في أوضاع الناس بصفة عامة أكثر من طاقة أونروا في ظل محدودية التبرعات أيضًا"، متابعًا: "نعم المجتمع الدولي كريم، و لكن ما يحدث على الأرض من الأزمات كبيرة، ولا توازي ميزانية أونروا، لذلك هناك عجز هذا العام حوالي 80 مليون دولار في ميزانية أونروا المنتظمة".

وتحاول "أونروا" "جاهدة"- والكلام لا يزال لـ"أبو حسنة"- تخفيف هذا العجز، "ولكن أونروا دفعت مئات ملايين الدولارات في غير محلها، يعني كان من الممكن أن تستثمر الأموال التي تدفع لإعمار بيوت في ثلاث حروب في عملية التعليم والصحة والإغاثة والتشغيل ولكن للأسف الشديد ما يحدث أننا دائمًا في صراع وطيد مع الوقت، فكل عام ونصف حرب، كل عام ونصف تدمير عشرات آلاف البيوت وهكذا، لذلك الناس قد تشعر بأن أونروا غير قادرة على مواجهة الأوضاع الموجودة حاليا وعلى سبيل المثال في غزة وهذا صحيح عندما يقترب المستفيدون من خدمات أونروا الغذائية فقط في غزة من مليون هذا لم يحدث منذ إنشاء أونروا قبل 65 عامًا حتى الآن".

ويوضح أبو حسنة، أن وكالته، بحاجة "إلى 80 مليون دولار بالنسبة للميزانية المنتظمة، التي من خلالها نقدم الخدمات إلى سوريا ولبنان والأردن والضفة الغربية وغزة، ليس فقط قطاع غزة، الأونروا ليست غزة فقط، اللاجئون في غزة هم 20% فقط من عدد اللاجئين الذين تقدم لهما أونروا خدماتها يعني 81 مليون دولار هي العجز في الميزانية المنتظمة".

وعن مساعي "أونروا" لتوفير "أرضية مالية صلبة"، يقول: "هذا ما نسعى إليه، وهذه عملية مستمرة، لم تتوقف، والسيد المفوض العام لأونروا بيير كرينبول، يجول كل دول العالم بلا استثناء، يكاد لا يجلس في مكتبه، بالتنسيق طبعا مع الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل هذه القضية الهامة، حتى لا تتكرر عملية العجز".

لكنه يشير إلى وجود "زيادة كبيرة في عدد اللاجئين الفلسطينيين"، وزيادة في الاحتياجات، لافتًا إلى أن "الميزانيات لا تستطيع أن تغطي هذه الاحتياجات ولكن هناك جهود كبيرة في هذا السياق، بالنسبة للميزانية المنتظمة، ميزانية الطوارئ، وبالنسبة أيضًا لعملية إعمار غزة".

ويلفت أبو حسنة، إلى أن "بعض الدول ملتزمة بتقديم المساعدات كألمانيا، والمملكة العربية السعودية، وأيضًا دولة الإمارات العربية المتحدة، والسويد، هذه الدول قدمت مساعدات مهمة لأونروا، هناك أيضًا جهود مع بعض الدول الأخرى كي تزيد مساهماتها أو أن تلتزم بما تعهدت به في مؤتمر الإعمار بالقاهرة، القضية ليست بسيطة، قضية معقدة، لكن هناك جهود كبيرة تبذل".

"تأثيرات هائلة"

وفيما يخص تقييم "أونروا" للأوضاع في مناطق عملها الخمسة، يقول أبو حسنة: "إن الأوضاع متدهورة في قطاع غزة، هناك حصار مستمر، هذا الحصار أدى إلى تدمير منهجي غير مسبوق في حياة الناس، التصدير ممنوع تقريبًا في قطاع غزة، نسبة البطالة أكثر من 42%، غير مسموح للناس بالخروج والدخول إلى قطاع غزة إلا في حالات نادرة محدودة، لذلك لا يمكن لأحد أن يتحدث عن عملية تنمية في غزة، على الإطلاق، المجتمع ينهار، يتدهور كل دقيقة وليس كل ساعة، هناك تأثيرات اجتماعية نفسية واقتصادية هائلة على مجمل السكان".

ويردف بشأن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بأنه "تم تشريد 300 ألف منهم, نحن نحاول الوصول إليهم وتقديم المساعدات وأن نباشر بتسيير العملية التعليمية بطريقة أو بأخرى، ونقدم المساعدات للمناطق المنكوبة، هناك جهد كبير".

أما عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فيقول: "في لبنان الوضع صعب للغاية"، مبينا أن اللاجئين هناك استقبلوا 50 ألف لاجئ في مخيماتهم، "هذا ما زاد من الضغوط على المخيمات الفلسطينية ولكن أونروا مستمرة في تقديم خدماتها, لن تتراجع عن التفويض الذي منح لها بأن تقدم هذه الخدمات وتطورها حتى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين".

وينفي أبو حسنة، أن تكون وكالته قلصت خدماتها في لبنان، قائلا، إن كرينبول لم يعلن عن تقليص الخدمات.

ويضيف: "ليست تقليصات, هناك إصلاحات في نظام الاستشفاء، في لبنان، طبعا هناك خلاف على ما قامت به أونروا، البعض يريد أن يستمر النظام القديم، لكن لا توجد تقليصات في هذا الإطار".

ويشدد على خدمات "أونروا" لاسيما في التعليم والصحة، هناك "هناك جهد كبير لاستمرار هذه الخدمات وتطويرها، هذه المهمة الرئيسية الآن أمام أونروا".

وبشأن عملية إعمار غزة، يقول أبو حسنة: "نحن طالبنا منذ مؤتمر الإعمار في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2014، بـ 724 مليون دولار"، متابعًا: "نحن بحاجة إلى الأموال أن تدخل لقطاع غزة، وأن تلتزم الدول المانحة، ولكن في نفس الوقت بحاجة لتدخل مواد البناء بصورة أسرع وأسهل لقطاع غزة، هي عملية متلازمة، ولكن بالتأكيد أن العملية تتعثر".

وفي نفس الوقت، يشير أبو حسنة إلى أن وكالته تبذل "جهودا كبيرة" بشأن إعمار غزة، مبينا أن وكالته دفعت "بدل إيجارات كامل لكل الذين تضررت بيوتهم أو دمرت حتى 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهذا الأسبوع بدأنا عملية توزيع 1.7 ملايين دولار على حوالي 1840 عائلة من أصحاب البيوت المدمرة، أو المصابة بأضرار بليغة، هناك جهد وحراك في هذا الملف لكن لا يكفي بالتأكيد".

وعن كيفية تعامل الوكالة مع العجز المالي للحيلولة دون تأثر الخدمات المقدمة للاجئين، يجيب أبو حسنة، بأن وكالته تعمل باتجاهين الأول هو جانب الإصلاح الذاتي وتقليل النفقات، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بشراء المعدات.

ويتابع: "أيضًا جمدنا في بعض المناطق عمليات التوظيف، وأنهينا عقود الموظفين الدوليين الذين يعملون بعقود مؤقتة، حوالي 80% منهم، وهناك إجراءات داخلية نقوم بها من أجل تقليل النفقات، ومحاربة الفساد، ، وهناك أيضًا جهود كبيرة تبذل مع المانحين، من أجل سد هذا العجز، نأمل أن ننجح في ذلك".

وفيما يتعلق بما يقول مراقبون، إنها نوايا سياسية لإلغاء وجود "أونروا" و"شطب حق العودة"، يقول أبو حسنة: "منذ أن بدأت أونروا عملياتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومناطق اللجوء الخمس، وهذه الاسطوانة (الحديث عن وجود نوايا سياسية) تتكرر كل عام مئات المرات، منذ عام 1950، حتى اليوم، 65 عامًا من الاتهامات المتواصلة والمستمرة وما يحدث على الأرض هو غير ذلك تماما".

ويرى أن "أونروا تقود مشروع النهضة التعليمية والصحية للشعب الفلسطيني اللاجئ في أماكن تواجده، هذا ما قمنا به وقمنا بأعباء أكبر حتى من طاقتنا؛ عمليات إعادة الإعمار، والتطوير في المخيمات، وما إلى ذلك".

ويجدد المستشار الإعلامي لـ"أونروا" في القطاع، التشديد على أن وكالته، مستمرة في خدماتها "إلى أن تُحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا وشاملا يرضى به اللاجئون أنفسهم، بعد ذلك لا لزوم لأونروا، لكن ما دامت هذه القضية لم تحل، أونروا ستستمر في تقديم خدماتها".