إجراءات قمعية إسرائيلية ضد الأسرى المضربين عن الطعام
السبت، 21 نيسان، 2012
قالت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية إن إدارة سجن عسقلان الإسرائيلي شرعت منذ اليوم الأول لإضراب الأسرى الفلسطينيين المفتوح عن الطعام بإجراءات قمعية ووحشية ضد الأسرى المضربين بهدف كسر إضرابهم والضغط عليهم، وجاء ذلك بعد تهديد قائد المنطقة الجنوبية في إدارة السجون باستخدام كل وسائل القمع ضد الإضراب.
ونقلت الوزارة في بيان لها امس، عن ممثل الأسرى في سجن عسقلان ناصر أبو حميد قوله لمحامي الوزارة كريم عجوة: "إن قوات قمع خاصة بدأت في اقتحام غرف الأسرى بشكل يومي ومصادرة جميع أغراضهم الشخصية".
وتابع أبو حميد أن إدارة السجن قطعت الماء الساخن عن الأسرى المضربين إضافة إلى سحب الأدوات الكهربائية وحقائب الأسرى وأدوات الطعام والملابس، وكذلك تم مصادرة الكتب والأقلام والأوراق من الأسرى، وأن إدارة السجن شرعت أيضا بنقل 10 أسرى مضربين إلى جهة غير معلومة، ودون أن تسمح للأسرى المنقولين بأخذ ملابسهم الشخصية.
وقال أبو حميد إن 13 أسيرا مريضا في سجن عسقلان بدأوا إضرابا تضامنيا يوما بعد يوم مهددين بتصعيد خطوتهم بالإضراب الشامل عن الطعام والدواء في حال عدم استجابة إدارة السجون لمطالب المضربين.
وناشد أبو حميد كافة المؤسسات والقوى الوطنية والسياسية بدعم المطالب المشروعة للأسرى المضربين والوقوف صفا واحدا إلى جانب معركتهم العادلة والتحرك نحو إنقاذ حياة الأسرى المضربين الذين أقسموا أن لا يتوقفوا عن إضرابهم إلا بتحقيق مطالبهم أو الشهادة دونها.
ونظمت أمس بعد صلاة، مسيرة جماهيرية حاشدة في بلدة كفرراعي جنوب جنين بمشاركة المئات بدعوة من القوى الوطنية وحركة الجهاد الإسلامي، تضامنا مع الأسير بلال ذياب الذي يخوض إضرابه عن الطعام لليوم الـ53 على التوالي، ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري والإجراءات التعسفية بحق الأسرى.
وتوجهت المسيرة، التي شارك فيها رئيس نادي الأسير قدوره فارس، ورئيس بلدية كفراعي أحمد ملحم، ومنسق اللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى ومدير نادي الأسير في جنين، راغب أبو دياك، والأسير المحرر الشيخ خضر عدنان، وفصائل العمل الوطني والإسلامي، توجهت إلى خيمة الاعتصام وتحولت لمهرجان خطابي رفع خلاله المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الأسير ذياب والأسرى، ورددوا الشعارات والهتافات الداعية إلى إنهاء الانقسام ورص الصفوف والوحدة الوطنية.
وأكد فارس أن القيادة الفلسطينية مستمرة في مطلبها بإلغاء قانون الاعتقال الإداري ووقف سياسة التعذيب والقمع والعدوان بحق أسرانا، وتبييض السجون من كافة الأسرى دون تمييز واستثناء.
وقال: "إن رسالتنا في هذا المهرجان التضامني مع الأسير ذياب إلى المجتمع الدولي أنه لابد من تشكيل ضغط كبير على دولة الاحتلال لإلغاء قانون الاعتقال الإداري وإطلاق سراح المعتقلين الإداريين، ولدينا يقين أن استمرار الإضراب من قبل الإداريين المضربين عن الطعام سيؤدي إلى كسر قانون الاعتقال الإداري وكسر شوكة السجان والجلاد، محملا سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة على حياة الأسير ذياب" .
وشدد فارس على أهمية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بأسرع وقت وتطبيقه على أرض الواقع.
وحمل همام ذياب، في كلمة ذوو الأسير ذياب، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته والتي تزداد خطورة يوما بعد يوم، مع تصميم وإصرار شقيقه الاستمرار في خوض الإضراب عن الطعام والذي ما زال يرقد في مستشفى الرملة، مطالبا كافة الجهات الرسمية والأهلية والفعاليات بمزيد من الحراك تضامنا مع شقيقه ومع الأسير جعفر عز الدين وكافة الأسرى.
وطالب كل من: لؤي الأشقر، في كلمة حركة الجهاد، وملحم، وعدنان، وأبو دياك، في كلماتهم، بأن تكون مسؤولية الأسرى داخل سجون الاحتلال هي مسؤولية دولية من خلال إرسال مراقبين دوليين على السجون الإسرائيلية تكون مسؤوليتهم مباشره عن الأسرى الفلسطينيين والعرب.
وأكد المتحدثون أنه أصبح هناك خطر حقيقي يلاحق الأسرى ويهدد حياتهم جراء الانتهاكات والإجراءات التعسفية بحقهم من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وخاصة الأسرى المضربين عن الطعام، خاصة مع تراجع وضعهم الصحي، الأمر الذي يدعو الى الإسراع في إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية ورص الصفوف لكي يتمكن الشعب الفلسطيني من الاستمرار في النضال إلى جانب الأسرى، الذين يخوضون حرب الأمعاء الخاوية ويتحدون الجلاد والسجان بأمعائهم الخاوية، ولكي يتمكن شعبنا من تحقيق مشروعه الوطني وحلمه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ودعوا إلى بذل كل جهد ممكن، وإلى تحرك جماهيري واسع للمطالبة بالإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام وإلغاء الاعتقال الإداري، مؤكدين أن الوضع الصحي للأسير ذياب بات بشكل حقيقيا على حياته، وإلى أن هناك أسرى بدأوا ينفذون خطوات نضالية داخل السجون بعد يوم الأسير.
المصدر: (أ ش أ، وفا) - المستقبل