«إضراب الأسرى» يوحد الفلسطينيين بغزة والضفة
السبت، 28 نيسان، 2012
وحّد إضراب الاسرى عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ 12 يوما جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة العربية وقطاع غزة.
واحتشد الآلاف من الفلسطينيين في باحة المجلس التشريعي الفلسطيني امس الجمعة نصرة للأسرى المضربين.
وشارك في المسيرة إلى جانب رئيس الوزراء اسماعيل هنية عدد من النواب والوزراء، وقيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وعلت خلال المسيرة الهتافات المنادية بضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وتفعيل التضامن معهم في معركتهم "معركة الأمعاء الخالدة" والمتواصلة لليوم الحادي عشر على التوالي.
ودعا وزير الأسرى والمحررين عطا الله أبو السبح جموع الشعب الفلسطيني، والجماهير العربية في بلدان الربيع العربي إلى الانتفاض للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين ونصرتهم في هذه المعركة.
كما طالب القيادي في حركة الجهاد خالد البطش الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية ودعاة حقوق الإنسان إلى التحرك والاستيقاظ من السبات الذي طال، وقال: إن صمت كل هؤلاء فإن أبطالنا الذين عرفوا الطريق لن يصمتوا على جريمة قهر الأسرى".
وتناول خطباء الجمعة في أرجاء القطاع موضوع إضراب الأسرى وضرورة التضامن معهم والوقوف بجانبهم بكل الإمكانيات المتاحة.
كما تناول الخطباء أهمية الأسير في الإسلام ووصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بضرورة فك الأسرى، عارضين معاناة الأسرى التي يمرون بها خلف قضبان الأسر.
ويعيش الأسرى بلال ذياب وحسن الصفدي وثائر حلاحلة وجعفر عز الدين ومحمود السرسك وعمر أبو شلال وأحمد التاج وعبد الله البرغوثي وحسن سلامة وطارق قعدان، حياة صعبة بسبب تدهور صحتهم جراء الإضراب المتواصل.
وتواصل الأسيرة لينا الجربوني إضرابها لليوم 12على التوالي وهي معزولة ووحيدة في زنزانتها.
وفي جنين شمال الضفة الغربية شارك مئات الفلسطينين في مسيرتين راجلة ومحمولة تضامنًا مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من 12 يوماً على التوالي.
واحتشد مئات المشاركين أمام منزل الأسير بلال ذياب في بلدة كفر راعي بالمحافظة عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات بضرورة التحرك لحماية الأسرى المضربين عن الطعام ممن دخلوا في مرحلة الخطر الشديد نتيجة تدهور وضعهم الصحي، وتندد بالصمت المريب تجاه إضرابهم.
ومن ثم توجه المشاركون بمسيرة محمولة إلى بلدة عرابة للمشاركة في وقفة تضامنية مع الأسير جعفر عز الدين، مؤكدين على الوضع الصحي الخطير والواقع الصعب الذي يكابده الأسير عز الدين.
وقال الشيخ خضر عدنان خلال المسيرة: إن "خطرًا حقيقيًا يتهدد حياة الأسرى المضربين والوضع داخل السجون لم يعد يطاق".
وأكد منسق اللجنة الشعبية لإطلاق سراح الأسرى بجنين راغب أبو دياك أن أسرى عسقلان بعثوا برسالة لهم، مشيرين فيها انضمامهم بالأمس إلى الإضراب عن الطعام، في وحدة وطنية واحدة تتجلي داخل السجون.
وطالب شقيق الأسير بلال ذياب همام ذياب أن تكون مسؤولية الأسرى داخل سجون الاحتلال مسؤولية دولية من خلال إرسال مراقبين دوليين على السجون الإسرائيلية مهمتم تفقد أحوال الأسرى الفلسطينيين والعرب بشكل مباشر.
وفي الضفة ايضا أصيب فلسطينيان بجراح أحدهما خطيرة والعشرات بالاختناق الشديد خلال قمع الاحتلال مسيرتي بلعين وكفر قدوم الأسبوعيتين المناوئة للاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري والتي انطلقت هذا الأسبوع نصرة للأسرى.
وذكرت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان أن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ورشوا المتظاهرين بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيماوية عند وصولهم بالقرب من جدار الفصل العنصري.
وفي قرية كفر قدوم، استهدف الجنود الشاب وسيم برهم (19 عامًا) بقنبلة غاز في رأسه مما أدى إلى إصابته بجراح خطرة نقل على أثرها إلى مستشفى رفيديا في نابلس لتلقي العلاج.
وكان جنود الاحتلال المتواجدين على مدخل قرية كفر قدوم الغربي أعاقوا سيارة الإسعاف التي أقلت المصاب إلى المستشفى.
كما أصيب الشاب طارق محمد الخطيب (28عامًا) بجروح بيده وساقه برصاص معدني مغلف بالمطاط، وعشرات المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق، وكذلك احتراق مساحات واسعة من الأراضي، قام على إثرها أفراد الدفاع المدني فرع نعلين بإخماد النيران.
ورفع المشاركون في المسيرتين صور الأسرى القادة والمضربين عن الطعام، فيما جابوا شوارع القرية يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.
المصدر: السبيل