إعلان تشكيل حركة فلسطينية لإقامة دولة واحدة للشعبين
رام
الله – محمد يونس: أعلن نشطاء فلسطينيون أمس تشكيل «الحركة الشعبية للدولة
الديموقراطية الواحدة على أرض فلسطين التاريخية» بعد وصولهم إلى قناعة بـ «فشل حل
الدولتين».
وقال
راضي الجراعي، الناطق باسم مجموعة المؤسسين لـ «الحياة» أمس «إن الحل الوحيد
الباقي أمامنا، بعد رفض إسرائيل حل الدولتين، هو: إما نظام ابرتهايد (فصل عنصري)
أو دولة واحدة». وأضاف: «ندرك أن حل الدولتين وصل إلى طريق مسدودة، وكل المحاولات
الجارية هي عبارة عن تجميل للاحتلال، ودفع الفلسطينيين إلى قبول حلول هزيلة بشأن
القدس والحدود والاستيطان».
وجميع
المؤسسين هم من قادة الحركة الوطنية خلال الانتفاضة الأولى، قبل تأسيس السلطة
الفلسطينية. وراضي الجراعي هو أسير سابق أمضى في السجون الإسرائيلية 16 عاماً،
وكان ممثلاً لحركة «فتح» في القيادة الوطنية الموحدة.
وقال
جراعي: «كنت عضواً في الوفد الفلسطيني المفاوض في مؤتمر مدريد، وحل الدولتين كان
برنامج المنظمة. وبعد التوصل إلى اتفاق أوسلو شعرنا بسعادة كبيرة لأننا اعتقدنا أن
تأسيس السلطة هو مقدمة لإقامة الدولة، لكن لاحظنا أنه بعد اغتيال اسحق رابين بدأ
الإسرائيليون ينسحبون من اتفاق أوسلو».
وتابع:
«وفي عام 2004 شاركت في وثيقة جنيف، لكن بعد الاتفاق شعرنا أنه لا إمكانية لإقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة لأن شركاءنا لم يتمكنوا من إقناع الشارع الإسرائيلي
بها». وأضاف: «أؤمن أن هذا الحل الوحيد الباقي للفلسطينيين والإسرائيليين».
وتحظى
«الحركة الشعبية للدولة الواحدة» بدعم مجموعات ناشطة في إسرائيل بينهم عرب ويهود
في حيفا ويافا، ومجموعات أخرى في دول العالم، تضم أكاديميين وسياسيين.
ومن
أبرز مؤسسي الحركة الجديدة كل من نايف سويطات، منير العبوشي، عوني مشتهى، خالد
المدهون، عبد الكريم مزعل، محمد الحلو، عمر عساف، أوري ديفيز.
وأوري
ديفيز هو يهودي ضد الصهيونية يعيش في رام الله، وفاز بعضوية المجلس الثوري لحركة
«فتح».
وقال
جراعي إن المجموعات الداعمة لـ «الحركة الشعبية» في إسرائيل تمارس الضغط على
النظام السياسي وتعمل على تعريف الجمهور برأي الحركة وأهدافها.
وستكون
«الحركة» في المرحلة الأولى فلسطينية خالصة، لكن في مراحل لاحقة ربما تفتح أمام
اليهود المعادين للصهيونية المؤمنين بالمساواة وبالدولة الواحدة.
وتسعى
الحركة لإقامة دولة ديموقراطية، تقوم على المساواة التامة: صوت (انتخابي) لكل
إنسان، ونبذ كل أشكال العنصرية والتمييز على أساس اللون والعرق والدين.
وقال
راضي: «انتظرنا الرؤساء الأميركيين بيل كلينتون وجورج بوش، وانتظرنا خريطة الطريق
والأمم المتحدة. ولا شيء يحدث على الأرض. فنحن نبتعد كل يوم أكثر وأكثر عن حل
الدولتين، ولم يعد أمامنا سوى حل الدولة الواحدة».
وأضاف:
«إذا واصلت إسرائيل سياسة الاستيطان سنظل في صراع إلى الأبد».
وبحث
المشاركون أمس في إشراك اليهود المؤمنين بحل الدولة الواحدة في الحركة، وفتح فروع
للحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات، وفتح باب العضوية، وناقشوا
البرنامج السياسي المقترح للحركة لإجراء التعديلات عليه قبل تقديمه للجمهور الشهر
المقبل.
الحياة، لندن، 30/6/2013