القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

احتجاج أوروبي على الاستيطان: فرنسا وبريطانيا والسويد تستدعي السفراء الإسرائيليين

احتجاج أوروبي على الاستيطان: فرنسا وبريطانيا والسويد تستدعي السفراء الإسرائيليين

نشرت السفير، بيروت، 4/12/2012 نقلاً عن محرر الشؤون الإسرائيلية في الجريدة، حلمي موسى، أن الدول الأوروبية شرعت منذ يوم أمس بحملة منسقة للضغط على "إسرائيل" بعد قرارها توسيع الاستيطان في الضفة الغربية. ويبدو أن الضغط الأوروبي منسق مع الإدارة الأمريكية. وقد بدأت الحملة الأوروبية المنسقة ضد الحكومة الإسرائيلية صباح أمس، باستدعاء كل من السويد، وبريطانيا وفرنسا سفراء "إسرائيل" لديها لإبلاغهم الاحتجاج على قرار البناء في المستوطنات والحث على البناء في المنطقة "E1" قرب القدس.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية: "إننا ندين قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 3000 وحدة سكنية وتسهيل البناء في منطقة E1. إن هذا يهدد حل الدولتين". وأكدت الحكومة البريطانية، في بيان، أنها "دعت حكومة إسرائيل لإلغاء هذا القرار".

وكان وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية أليستر بيرت قد استدعى السفير الإسرائيلي في لندن دانييل تاوب "وعرض أمامه عمق المخاوف البريطانية". وشددت الخارجية على أن "كل قرار حول الخطوات التي ستتخذ من قبل بريطانيا يتعلق بنتائج مباحثاتنا مع حكومة إسرائيل، ومع الشركاء الدوليين بمن فيهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأشارت جريدة هآرتس الإسرائيلية إلى أن قرار نتنياهو تسريع خطة البناء في المنطقة "E1" وبناء 3000 وحدة سكنية جديدة في الكتل الاستيطانية وفي شرق القدس أصاب بالصدمة وزارات الخارجية ومكاتب الزعماء في لندن وفي باريس. وفضلاً عن حقيقة أن بريطانيا وفرنسا تريان في البناء في "E1" "خطاً أحمر"، فإن الغضب في العاصمتين نبع من الإحساس بأن "إسرائيل" ردت بخطوة ناكرة للجميل على التأييد الكبير الذي تلقته من بريطانيا وفرنسا أثناء العدوان ضد غزة. وقال ديبلوماسي أوروبي لهآرتس، "إنهم في لندن غاضبون على القرار بشأن E1". وعلى حد قول ديبلوماسي أوروبي كبير، فقد قرر البريطانيون والفرنسيون العمل بالتنسيق لبلورة رزمة خطوات عملية تتخذ في الأيام القريبة المقبلة، وتُوضح لحكومة "إسرائيل" كم هو عظيم الغضب عليها. وبدأت المداولات في هذا الشأن منذ يوم الجمعة الماضي، ومن المتوقع أن تستمر اليوم. وأطلع البريطانيون والفرنسيون الإدارة الأمريكية ودولا أوروبية أخرى مثل ألمانيا على خطواتهما.

وقال ديبلوماسي أوروبي كبير: "هذه المرة ليست مجرد بيانات شجب، بل ستكون أعمال حقيقية حيال إسرائيل".

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية حكومة نتنياهو إلى تجنب توسيع الاستيطان، مبيناً أن الخلافات مع نتنياهو لن تحول دون زيارته المرتقبة إلى برلين واجتماعه مع المستشارة أنجيلا ميركل.

بدورها، نددت فرنسا بشدة بالقرار الإسرائيلي، ودعا وزير الخارجية لوران فابيوس حكومة "إسرائيل" لتجنب "كل قرار يوسع المستوطنات، بل إظهار الرغبة في استئناف المفاوضات".

أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقال إن بلاده لا تريد "الدخول في منطق العقوبات"، وإنما في "عمل إقناع" "إسرائيل" على التراجع عن قراراتها. وأضاف: "أكثر ما يقلقنا هو إقامة مستوطنات جديدة مع كل ما يمكن أن يترتب على ذلك من عواقب على عملية السلام".

كذلك حمل وزير الخارجية السويدي، كارل بيلدت، بشدة على القرار الإسرائيلي. وقال إن هذه الخطوات "تشكل انتقاماً واضحاً من الفلسطينيين بعد التصويت في الأمم المتحدة".

وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قد أعلنت أن توسيع الاستيطان يشكل "خطوة إستراتيجية تضر بآمال قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات تواصل إقليمي مع القدس كعاصمة مشتركة لها ولإسرائيل".

ونشرت شبكة "سكاي نيوز" نبأ يفيد بأن الحكومة البريطانية ستبحث قريباً في إعادة سفيرها من تل أبيب، وفي تعليق اتفاقيات التجارة مع "إسرائيل" رداً على خطط البناء الاستيطاني. وقيل أيضاً أن وزارة الخارجية البريطانية لديها "شهوة للعمل ضد إسرائيل"، وهي ترى أن "كل الخيارات موضوعة على الطاولة". وبرغم ذلك نفت شبكة "بي بي سي" أن تكون بريطانيا تنوي سحب سفيرها في تل أبيب. غير أن مصادر ديبلوماسية أوروبية في فلسطين أبلغت جهات فلسطينية متعددة أن أوروبا جادة هذه المرة في ردود فعلها، وأنها لن تسمح لـ"إسرائيل" بالانفراد بالسلطة الفلسطينية أو تمرير هكذا قرارات من دون رد.

وأعلنت الخارجية الإسرائيلية أن ردود الفعل الأوروبية لم تخرج عن الاتصال بالديبلوماسيين الإسرائيليين والإعراب أمامهم عن احتجاج شديد اللهجة جداً. ولكن الاستهانة الرسمية الإسرائيلية بالاحتجاج الأوروبي والأمريكي فاقمت الانتقادات الداخلية للحكومة الإسرائيلية.

وأضافت الحياة، لندن، 4/12/2012 نقلاً عن مراسلها في الناصرة، أسعد تلحمي، ومن لندن، وباريس، وموسكو، ونيويورك، وعن الوكالات، أن تقارير صحافية إسرائيلية تحدثت عن أن بريطانيا وفرنسا درستا احتمال استدعاء سفيريهما في تل أبيب احتجاجاً لكن وزارتي الخارجية الفرنسية والبريطانية سارعتا إلى نفي هذا الاحتمال "لأن هناك سبلاً أخرى يمكننا أن نعبر بها عن عدم موافقتنا" كما جاء على لسان الناطق باسم الخارجية الفرنسية فانسان فلورياني. وأكدت الخارجية البريطانية أن "أي قرار حول إجراءات أخرى تتخذها المملكة المتحدة رهن بالنقاشات الجارية مع الحكومة الإسرائيلية وشركائنا الدوليين بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

كما انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التوسع الاستيطاني الإسرائيلي. وقال، أمس، انه "سيؤثر سلباً في إمكانية الوصول إلى سلام بين الجانبين" وحض على استئناف الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي في اقرب فرصة.

وجاء في الشرق الأوسط، لندن، 4/12/2012 نقلاً عن مراسليها في باريس، وتل أبيب، ميشال أبو نجم، ونظير مجلي، ومن لندن، أن المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قال إن الخطط الإسرائيلية تقوض الثقة في مدى "استعداد (إسرائيل) للتفاوض" في إطار عملية السلام. وإن الحكومة الألمانية، تشعر بقلق شديد للإعلان الإسرائيلي، الذي يرسل "إشارة سيئة"، معتبرة أن "إسرائيل تنسف بذلك الثقة في رغبتها في التفاوض".

في سياق مماثل، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجية السويدي، كارل بيلت، قوله أمس، إنه استدعى سفير إسرائيل في ستوكهولم للاحتجاج على مشروع بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة في القدس والضفة الغربية. ووصف بيلت المشروع، على مدونته أمس، بأنه "ثأري"، معتبراً أن هذه المستوطنات الجديدة يمكن أن "تزيد من تأزم الوضع".