استشهاد الأسير جرادات يفتح ملف "العصافير"
في سجون الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
يفتح استشهاد الأسير عرفات جرادات بالتعذيب على
أيدي عملاء الاحتلال في سجون الاحتلال، ملف العصافير، ودورهم في نزع اعترافات الأسرى
بالخداع والترهيب.
وكانت مصادر متطابقة كشفت عن استشهاد الأسير جرادات
أواخر الشهر الماضي، جراء تعرضه للتعذيب خلال التحقيق معه في قسم (11) بسجن مجدو المعروف
بأنه قسم العار أو "العصافير".
من هم العصافير؟
والعصافير هم أشخاص سقطوا في حبائل الخيانة، وتوظفهم
مخابرات الاحتلال لانتزاع الاعترافات من الأسرى بوسائل متعددة تقوم على الخداع وقد
يتخللها ممارسة القوة.
ويوضح الباحث المختص في شؤون الأسرى تامر سباعنة،
أن العصافير هي أحد أهم الأساليب التي يستخدمها الاحتلال في أخذ المعلومة من الأسير
الفلسطيني ، لافتاً إلى أن نسبه كبيرة من الأسرى الفلسطينيين يدلون باعترافاتهم في
غرف العار ولدى العصافير بسبب الجهل أو لأسباب أخرى تتعلق بالأسير ونفسيته .
ويضيف سباعنة وهو أسير محرر "العصافير هم عبارة
عن فلسطينيين سقطوا في وحل العمالة وأصبحوا جزءًا من كيان الاحتلال ، ويتم تدريبهم
وإعطاؤهم الدروس والدورات التي تجعل منهم موظفين مخلصين لكيان الاحتلال بحيث يكون مهمتهم
أخذ المعلومات من الأسير الفلسطيني او إعطاء الأسير معلومات مغلوطة عن بعض الأمور".
طرق متعددة لعمل عصافير الاحتلال
ووفق الأسرى المحررين فإن العصافير أو جواسيس الاحتلال
في السجون قد تجدهم في زنازين التحقيق بحيث يتم إدخال العصفور إلى زنزانة الأسير الفلسطيني
فترة التحقيق ليبدأ بالتعارف عليه والحديث معه على أنه أسير مثله ويبدأ إما بالحصول
على معلومات من الأسير حول سبب اعتقاله أو الحديث بأمور تخص قضيته، وقد يحدثه عن أشخاص
من بلده ومن معارفه ليجعل الأسير يثق به ويتقرب منه إلى أن يعطيه المعلومات التي يريدها
المحققون الصهاينة.
ويقول سباعنة إن دور العصفور الجاسوس قد يكون إخافة
الأسير أو إثارة عواطفه لإضعاف شخصيته في التحقيق كالحديث عن العائلة أو الأولاد وعن
طول فترة التحقيق، وأن لا فائدة من الإنكار لأن الاحتلال يعرف كل شيء مما يضعف الأسير
ويجعله أحيانا يدلي باعترافاته للمحقق الاحتلالي.
ولا يقتصر دور العصافير الجواسيس على الزنزانة فقط،
إنما قامت سلطات الاحتلال بإنشاء غرف كاملة في بعض السجون تحتوى على عدد كبير من العصافير،
بحيث يتم إيهام الأسير أنه أنهى التحقيق وسيتم نقله إلى سجن من السجون، ولكن يقوم الاحتلال
بنقل الأسير إلى غرف العار حيث ينتظره العصافير الجواسيس وهنالك يتعاملون معه كأنهم
أسرى فلسطينيون حقيقيون بل ويبرعوا بالصلاة والدعاء والقيام والبكاء في الصلاة بحيث
يجعل الأسير يثق بهم ويصدق أنه بين أسرى حقيقيين فينفتح عليهم ويتحدث معهم في أموره
وقضاياه وبالتالي أخذ المعلومات التي تدينه عند المحقق الاحتلالي.
تشريع صهيوني للعصافير بتعذيب الأسرى
بدوره، يؤكد الباحث في مؤسسة التضامن أحمد البيتاوي أن محققي الشاباك عادة ما يسمحون
في بعض الأحيان وبإطار محدود للعصافير باستخدام التعذيب الجسدي لانتزاع المعلومات،
كما قد يتهم هؤلاء العصافير الأسير الفلسطيني بأنه عميل للاحتلال وقد يستخدمون معه
العنف والضرب تحت هذه الحجة.
وأوضح الباحث في مؤسسة التضامن، أن بعض الكتاب الصهاينة
بدأوا يتحدثون عن العصافير ودورهم في السجون ويطالبون بمراقبة تصرفاتهم وأعمالهم مع
الأسرى الفلسطينيين، حيث ذكرت الكاتبة الصهيونية في صحيفة هآرتس "عميرة هس"
أن التجارب السابقة أثبتت أن المستنطقين (العصافير) يستعملون شتى الطرق والتهديدات
لاستخراج المعلومات من الأسرى.