اعتقال القاروط يفضح حملة مداهمات يومية للفلسطينيين في بغداد
الثلاثاء، 20 أيلول، 2011
تشيرُ تقارير إعلامية الى تعرض الفلسطينيين في بغداد لعمليات دهم وتفتيش ومضايقات شبه يومية من قبل "قوات المغاوير" التابعة لوزارة الداخلية العراقية و فرقة "مُكافحة الأرهاب" بتهمة "استهداف القوات الأميركية وتمويل العمليات المُسلحة وزرع العبوات الناسفة والقنص"وفقاً للمصادر. وكانت مصادر مُطلعة قد ذكرت أن عناصر من قوات المغاوير اعتقلت الشاب الفلسطيني علي يوسف إبراهيم القاروط مساء الأحد الماضي وفقاً للمصادر.
وأضافت إن القوات الحكومية العراقية اعتقلت القاروط من المقهى الذي يعمل فيه في التجمع السكني الفلسطيني في منطقة البلديات جنوب بغداد. وأكدت المصادر أن القوات الحكومية أعتدت على القاروط بالضرب المُبرح والشتائم من دون أي تهمة.
ونوهت المصادر أن القاروط تعرضَ للاعتقال في وقت سابق من شهر أب الماضي واخلي سبيله لعدم وجود تهمة، وفقاً للمصادر.
وأضافت المصادر، ان قوة كبيرة من عناصر وزارة الداخلية العراقية حاصرت التجمع السكني الفلسطيني في منطقة البلديات جنوبي بغداد في الساعة الثانية والنصف صباحاً بتوقيت بغداد -الواحدة والنصف صباحاً بتوقيت القُدس - من أول أمس الجمعة السادس عشر من أيلول الجاري، وشنت حملة تفتيش كبيرة واعتقالات واسعة وسط عمليات التنكيل والضرب والشتائم للفلسطينيين وفلسطين، وفقاً للمصادر.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر القوة الأمنية العراقية بإمرة الضابط حسين حيدر اقتحمت عددا من الشقق الأخرى منها شقة محمد توفيق مسؤول مؤسسة أكناف بيت المقدس للإغاثة الإنسانية، وشقة حسن طالب أمام وخطيب جامع القُدس، ثم طوقت هذه القوات جامع القدس وحطمت بابه الخارجي وعبثت بمحتوياته الداخلية، وفقاً للمصادر.
وأضافت المصادر، ان السفير الفلسطيني في بغداد دليل قسوس توجه على الفور إلى التجمع الفلسطيني للاطمئنان على العائلات الفلسطينية والاطلاع عن الأضرار الناجمة من الاقتحامات وأسماء المُعتقلين الفلسطينيين لدى القوات العراقية وبينهم عائلة المُعتقل الفلسطيني جمال فهد أبو نفيسة الذي اعتقلته عناصر القوات الحكومية أمام أطفاله وأفراد أسرته وسط الاعتداء عليه بالضرب المُبرح في شقته رقم 12 بعمارة الكرمل رقم 11 في التجمع السكني الفلسطيني الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار قليلة عن القاعدة الأمريكية في مقر مُديرية الأمن العام السابقة في البلديات، وفقاً للمصادر.
ثم قامَ السفير الفلسطيني باصطحاب أحد المطلوبين الفلسطينيين المُتهمين بتمويل العمليات المُسلحة (س. أبو دلال) الى العقيد عباس مُدير "فرقة مُكافحة الأرهاب" ليتبين عدم صحة المعلومات الأمنية، وقد كررَ العقيد عباس أتهامات قوات الاحتلال الامريكي بأن هنالك مطلوبين ومعروفين في الوسط الفلسطيني وبأنهم هاربون بداخل وخارج العراق وأن هنالك "أوكارا للأرهابيين" و"مخازن أسلحة" في التجمع السكني الفلسطيني، وهو ما ينفيه سكان التجمع والسفير الفلسطيني، وفقاً لشبكة لاجئ للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وقد أصدرَ اللاجئون الفلسطينيون في العراق بياناً رسمياً، أتهموا فيه القوات الحكومة العراقية بالسعي لتهجير ما تبقى منهم في بغداد. وأضاف البيان أن المداهمات الليلية للقوات العراقية هدفها نشر الرعب بين النساء والاطفال، ومؤكدين في البيان أن هذه "المحاولات الحكومية العراقية" هدفها النيل من كرامة الشعب الفلسطيني الذي ذاق من هذه القوات الامنية العراقية نفس ما ذاقه اهلنا في فلسطين على ايدي القوات الاسرائيلية"، وفقاً للبيانومن جانبها، اصدرت حركة المقاومة الاسلامية حماس، بياناً استنكرت فيه اقتحام القوات العراقية لمجمع البلديات واعتقال اللاجئيين الفلسطينيين، كما دعت الحركة الحكومة العراقية الى تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في العراق وتامين الحماية له لحين عودته الى وطنه، وفقاً للبيان.
ومن الجدير بالذكر، ان التجمع السكني الفلسطيني يضُم بداخله أكثر من سبعة الأف لاجئ فلسطيني مُقيمين في بغداد منذُ عام 1948، ويحمل هؤلاء الفلسطينيين وثائق سفر فلسطينية صادرة من بغداد وجوازات السُلطة الفلسطينية الصادرة من رام الله عبر السفارة الفلسطينية، ويتعرض اللاجئون الفلسطينيون في العراق الى الاستهداف المُباشر وغير المُباشر من قبل الميليشيات وقوات الحكومة العراقية القادمة من طهران منذُ الغزو الامريكي-البريطاني للبلاد عام 2003، في وقت ترفض فيه تل أبيب تطبيق قرارات حق العودة الصادرة من الأمم المتحدة على أثر تهجير عائلاتهم وتدمير قراهم (أجزم، جبع، عين غزال، الصرفند، كفر لام، السنديانة، الطنطورة) في جنوب حيفا، بالتزامن مع رفض حكومات البلدان العربية أيواءهم او منحهم تراخيص الأقامة الدائمة أو السماح لهم بالمرور عبر أراضي هذه البلدان.
المصدر: جريدة المشرق