الخميس، 15 تشرين الثاني، 2012
شهدت الأراضي الفلسطينية،
أمس، تحركات شعبية واسعة شارك فيها الآلاف، حيث توجّهت تظاهرات «الزحف» أو «المليونيات»
إلى الحواجز الإسرائيلية، وقطعت الطرق الالتفافية التي يسير عليها المستوطنون، في محاولة
لإشعال انتفاضة فلسطينية «شعبية» ثالثة، وللاحتفال بذكرى عيد الاستقلال الفلسطيني،
ولإحياء ذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك كله على وقع تهديدات إسرائيلية
بالقضاء على السلطة الفلسطينية.
وقال رئيس اتحاد
كرة القدم الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب إن الحراك
الفلسطيني، «جسّد فكرة أن تكون المقاومة الشعبية في ظل الوحدة الوطنية أكثر قوة». أما
المتحدث باسم فتح أحمد عساف فاعتبر أن هذه التحركات «مكملة لمعركة القيادة في الأمم
المتحدة وتشكل دعماً لها من أجل إنهاء الاحتلال وتثبيت حق الشعب الفلسطيني في دولته
المستقلة». الأمر الذي أكده أيضاً قادة فصائل فلسطينية عدة.
وشهدت محافظات
رام الله ونابلس وجنين والخليل وقلقيلية وأريحا وسلفيت وطولكرم تحركات شعبية انطلقت
من مراكز المدن، وتوجهت نحو الحواجز الإسرائيلية والطرق الالتفافية التي يسلكها المستوطنون،
ما أدى إلى مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة العشرات.
وفي بلدة بلعين،
غربي رام الله، وهي التي فجرت الانتفاضة الشعبية في وجه الاحتلال قبل حوالي ست سنوات،
تجمهر مئات الفلسطينيين أمام منزل الناشط في مقاومة الجدار عبد الله أبو رحمة، قبل
أن ينتقلوا لقطع «حاجز بعلين» أحد أهم الشوارع الحيوية الذي يربط مستوطنات الضفة بالأراضي
المحتلة في العام 1948. وأغلقوا الحاجز بأجسادهم وبالسلاسل المعدنية.
وقال أبو رحمة
إن هناك رسالة من هذه التحركات مفادها أن المقاومة السلمية ستستمر كوسيلة لاسترداد
الحقوق الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
وحاول فلسطينيون
اقتحام مستوطنة «آدم» في الضفة الغربية، ولكن قوات الاحتلال تصدت لهم بالرصاص الحي
والمطاطي، في حين قام «المستعربون» باعتقال عدد من المشاركين. كما توجه المئات من الفلسطينيين
إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل لتأكيد هويته «العربية والإسلامية» حيث وقعت اشتباكات
مع قوات الاحتلال.
وتتزامن هذه التحركات
التي تقف خلفها حركة فتح، مع توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشهر الحالي إلى الجمعية
العامة في الأمم المتحدة لطلب التصويت على تحويل فلسطين من مراقب إلى دولة غير عضو
في المنظمة الدولية. وكان مسؤولون فلسطينيون أعلنوا في وقت سابق أن التصويت على الطلب
سيرافقه حراك جماهيري واسع ضد الاحتلال.
وقدّر مراقبون
أن التظاهرات التي خرجت أمس شارك فيها أكثر من 200 ألف فلسطيني، وبالرغم من أنها ليست
مليونيات إلا أنها الأضخم في الأراضي الفلسطينية منذ حوالي العام، بعد التظاهرات التي
خرجت للمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني.
في موازاة ذلك،
اعتبرت إسرائيل أن ما جرى أمس هو محاولة «استفزاز» غير مبررة، مشيرة إلى أنها ستتصدى
لأي محاولات إخلال بالنظام.
أما وزير الخارجية
الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، فكرر المطالبة بضرورة القضاء على السلطة الفلسطينية ورئيسها،
إذا أصرّ على مواصلة التحرك نحو الأمم المتحدة، داعياً بالتالي إلى «إسقاط النظام
« الفلسطيني الحالي.
وبعثت وزارة الخارجية
رسالة إلى سفاراتها في الخارج تطالبها بالتحرك من أجل التصدي لخطوة عباس، كما تلمح
إلى إمكانية إلغاء اتفاق أوسلو، وحتى وجود السلطة الفلسطينية. كما تطرقت إلى اتهام
الرئيس الفلسطيني بحسابات مصرفية خاصة غير خاضعة للرقابة.
من جهته، قال كبير
المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن السلطة الفلسطينية تأخذ تهديدات ليبرمان على
محمل الجد، ولا تستبعد أن تقوم إسرائيل بخطوات للتخلص من عباس.
المصدر: امجد سمحان - السفير