الأردن: معاملة قاسية لكل فلسطيني يحمل وثيقة سورية
الخميس، 05 نيسان، 2012
لا توجد نظرية سياسية أو حتى أمنية تشرح مسوغات استثناء المئات من اللاجئين الذين يحملون وثيقة سورية من مظاهر 'الضيافة العربية' التي تحدث عنها وزير الداخلية الأردنية الجنرال محمد الرعود أمس في العاصمة عمان.
ويشرح النائب صالح مرجان الذي يعتبر أكثر أعضاء البرلمان متابعة لهذه القضية: اللاجئ القادم من سورية إذا كان من حملة الوثيقة 'يعني فلسطينيا' يحشر في معسكر البشابشة وفي مساحة لا تزيد عن 100 متر مربع.. يمنع من مغادرة المكان الخاضع بدوره لحراسة مضاعفة من كل جوانبه.. لا يحظى بحق 'التكفيل' من قريب أردني له، وفي حالات الطوارئ لا يكفي الحاكم الإداري حتى يسمح بمغادرة شبك المعسكر ولو لعدة أمتار، فلا بد من وزير الداخلية شخصيا وحتى الوزير لا يوافق على طلبات انتقال حملة الوثائق بدعوى أن القرار ليس عنده.
فوق ذلك يخضع كل حامل لوثيقة سورية لاستجواب مكثف ويمنع من أي تنقل داخل البلاد ولا يحظى برعاية صحية ولا تقدم له الحكومة الأردنية أي خدمة من أي نوع وتتجاهله مؤسسات الأمم المتحدة ويحشر مع أمثاله في مساحة ضيقة جدا وفي ظروف لا يمكنها أن تكون إنسانية وفي بعض الحالات تتم إعادته فعلا إلى الجانب السوري حتى يلاقي مصيره أو يهدد بذلك.
يقول مرجان: هذه المعاملة القاسية لا يمكنها أن تكون مقبولة تحت أي مبرر ولا أتصور أن ألف فلسطيني من حملة الوثائق السورية لو أدخلوا بين أهلهم وأقاربهم إلى عمان يمكن أن يحدثوا فارقا من أي نوع له علاقة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي أو بالقضية الفلسطينية، خصوصا إذا تم التعامل معهم كضيوف مثل غيرهم واتخذت كل الاحتياطات القانونية والأمنية لإعادتهم إلى سورية عندما تهدأ الأوضاع.
وفي ظل هذا الواقع يشعر مرجان بالإحباط وقد تحدث لوزير الداخلية ولرئيس الوزراء عون الخصاونة عن الأمر ويؤكد: وضع هؤلاء الناس مأساوي ومن المعيب علينا أن نعاملهم بهذه الطريقة بسبب ذرائع أمنية واهية، ويضيف باختصار أنهم في معتقل وليس في معسكر لاجئين ويعتمدون على تبرعات أهالي المنطقة ولا أحد يخدمهم ويسأل، نحن نستضيف نحو مئة ألف سوري شقيق بمواصفات الضيافة العربية كما يصرح الوزير الرعود.. لا اعتراض طبعا فهذه أخلاقنا وهؤلاء أخوتنا لكن لماذا نعتقل الف شقيق فلسطيني بهذه الطريقة المخجلة؟
المصدر: القدس العربي، لندن