القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 16 كانون الثاني 2025

الأسرى الفلسطينيون يطلقون معركة الأمعاء الخاوية

الأسرى الفلسطينيون يطلقون معركة الأمعاء الخاوية
 

الأربعاء، 18 نيسان، 2012

تسلم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم أمس، من وفد فلسطيني رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اتهم إسرائيل بالعمل على «تقويض حل الدولتين»، في وقت رخصت السلطات الإسرائيلية لثلاث بؤر استيطانية، فيما شهدت الأراضي المحتلة مواجهات خلال إحياء الفلسطينيين فعاليات يوم الأسرى، تزامناً مع إعلان أكثر من 1200 أسير فلسطيني إضراباً عن الطعام تتويجاً لمعركة الامعاء الخاوية التي أطلقتها الحركة الأسيرة احتجاجاً على الممارسات القمعية التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو، عقب اجتماع عقده مع وفد من السلطة الفلسطينية ترأسه كبير المفاوضين صائب عريقات، «هذا المساء (أمس)، التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ممثلين من الجانب الفلسطيني سلماه رسالة من الرئيس عباس»، مضيفا أن «إسرائيل والسلطة الفلسطينية ملتزمتان بتحقيق السلام».

واستمر الاجتماع الوجيز الذي جرى في مقر إقامة نتنياهو في القدس الغربية المحتلة نحو ساعة ونصف الساعة، التقى خلاله

نتنياهو وكبير مفاوضيه اسحق مولخو كلا من صائب عريقات ورئيس جهاز الاستخبارات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج.

وجاء في البيان انه «خلال أسبوعين سيبعث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برسالة إلى الرئيس عباس». وأضاف ان «الجانبين يأملان أن يساعد تبادل الرسائل هذا في ايجاد سبيل لدفع السلام». وقال عريقات إن اللقاء كان جديا، لافتاً إلى أن نتنياهو وعد بالرد على رسالة الرئيس محمود عباس خلال أسبوعين.

وكان لافتاً أن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لم يشارك في الاجتماع مع نتنياهو. وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا في الأيام الأخيرة ان فياض سيترأس الوفد، لكن مسؤولا فلسطينياً إن لدى فياض «تحفظات» حول مشاركته في الاجتماع من دون تقديم إيضاحات إضافية (تفاصيل ص 16).

وقبيل لقائه الوفد الفلسطيني أعلن نتنياهو في اجتماع وزراء الليكود أن المصادقة على خطط بناء ثلاث بؤر استيطانية هي سنسنا، بروخيم ورحاليم ستعرض لمصادقة الحكومة في الأسبوع المقبل. وجاء إعلان نتنياهو هذا على خلفية الحملة التي يشنها عدد من وزراء الليكود على وزير الدفاع إيهود باراك بذريعة مماطلته في استيطان «بيت ماكفيلا» في مدينة الخليل وحي أولبانا في مستوطنة بيت إيل قرب رام الله.

وتعتبر هذه المصادقة جزءا من خطة حكومة نتنياهو لترخيص البؤر الاستيطانية وهو ما أثار سجالات حادة بين رجال السياسة ورجال القانون في إسرائيل. فقد أشار رجال القانون إلى أن ترخيص البؤر الاستيطانية يحتاج إلى قرار من الحكومة بإنشاء مستوطنات جديدة وهو ما تحاول الحكومة تجنب القيام به.

من جهته، اعتبر عباس، في كلمة بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» لمناسبة يوم الأسير، أن «إسرائيل تعلن للعالم أنها مع حل الدولتين، لكنها في الحقيقة والواقع لا تعمل إلا على تقويضه ونسفه، لكننا لن نعدم الوسائل والآليات لمواجهة السياسة الإسرائيلية المتغطرسة».

وأضاف عباس «سنعود لندق باب الأمم المتحدة من جديد للاعتراف بدولة فلسطين على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967»، مشيراً إلى أن «أرضنا ليست متنازعا عليها بل هي حقنا، ولا بد من أن نبني عليها دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس».

وتابع «تعلمون جميعا ما تمر به عملية السلام من جمود، ووصولها إلى طريق مسدود بفعل سياسة إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، التي دأبت على التهرب من استحقاقات عملية السلام».

وشدد على أن «إسرائيل ما زالت مستمرة في التوسع الاستيطاني، بإقامة آلاف الوحدات السكنية الاستعمارية على أراضينا المحتلة، وسياسة تهويد القدس والمقدسات والتطهير العرقي المبرمج، هذا إلى جانب إقامة جدار العزل والفصل العنصري، الذي يصادر مئات آلاف الدونمات من أرضنا».

وقال عباس إن «حكومة إسرائيل تريد الأرض والأمن لها وحدها، وتضرب عرض الحائط بكل المبادرات الهادفة لإحلال السلام، بدءا من مبادرة السلام العربية، وانتهاء بخطة خريطة الطريق. فمنذ ثمانية عشر عاما على أوسلو، وإسرائيل تراوغ وتحاور وتناور، وتتهرب من كافة الاتفاقيات الموقعة وتضرب بها عرض الحائط».

إضراب الأسرى

وبدأ يوم أمس أكثر من 1200 أسير فلسطيني إضراباً على الطعام احتجاجاً على السياسات القمعية التي ينتهجها الاحتلال بحقهم، وخصوصاً سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري.

وقالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية سيفان وايزمان أمس انه «في اطار يوم الاسير (الفلسطيني) رفض نحو 2300 اسير امني وجباتهم اليومية بينما قال نحو 1200 اسير انهم بدأوا اضراباً عن الطعام».

وأشارت الى ان ثماني أسيرات فلسطينيات أعلنّ أيضاً رفضهن الطعام تضامناً مع الاسرى. وأضافت: «في مصلحة السجون الاسرائيلية تعاملنا مع الاضراب عن الطعام في السابق ونحن مستعدون للقيام بذلك مرة اخرى الآن».

وبحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني ووزارة شؤون الأسرى فإن هناك «نحو 4700 معتقل وأسير لا يزالون رهن الاعتقال في أكثر من 17 سجنا ومركز توقيف منهم 6 أسيرات و185 أسيرا من الأطفال و27 عضو مجلس تشريعي. وتشير بيانات وزارة الأسرى إلى وجود 527 أسيرا يقضون أحكاما مؤبدة إضافة إلى 822 معتقلا موقوفا من دون محاكمة حتى الآن.

ويأتي هذا الإضراب تتويجاً لإضرابات فردية غير مسبوقة أطلقها الأسير خضر عدنان الذي استطاع بعد إضراب استمر 66 يوما أن يرغم الاحتلال على إخلاء سبيله.

من جهتها، قالت الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي التي سبق أن خاضت تجربة الاضراب المفتوح عن الطعام مرغمة إسرائيل على إطلاق سراحها، في إطار صفقة ابعدت بموجبها إلى غزة، إن «الطريقه الوحيدة لتحقيق مطالب الاسرى هي الاضراب عن الطعام بعد تجربتي وتجربة الشيخ خضر عدنان، الاسرى سيواصلون اضرابهم عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم».

وشهدت الاراضي الفلسطينية سلسلة تحركات شعبية واسعة، لمناسبة يوم الاسير، وتضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام. ونظمت مهرجانات واعتصامات شارك فيها آلاف المواطنين في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، تخللها وقوع مواجهات مع جنود الاحتلال قرب حاجز «عوفر» العسكري.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، ا ش ا)