«الأونروا»: العوز والحرمان
واقع الحياة في غزة

الخميس، 09 تموز، 2015
قالت
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن الأسباب التي
أدت الى اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة «لم تُعالج بعد». واعتبر المفوض العام لـ»الأونروا»
بيير كراهينبول أنه بعد مرور عام على العدوان المدمر على القطاع «فإن الأسباب الجذرية
للنزاع لا تزال غير معالجة».
وقال
كراهينبول في بيان صحافي أمس إن «اليأس والعوز والحرمان من الكرامة الناتجة من الحرب،
التي دارت في العام الماضي وعن الحصار أصبحت واقع الحياة بالنسبة للأشخاص العاديين
في غزة».
وأضاف
أن «الندوب الجسدية والنفسية موجودة ويمكن مشاهدتها في كل مكان في قطاع غزة، وهناك
عدد لا يحصى من الأطفال الذين يعيشون مع صدمات عانوا منها خلال الحرب، علاوة على وجود
أكثر من ألف شخص سيعيشون ما تبقى من عمرهم وهم معاقون».
واعتبر
أن «هذا ينبغي أن يكون تذكرة بأن النزاعات تُقاس أولاً وقبل كل شيء بالتكلفة البشرية
التي تتسبب بها».
وحسب
«الأونروا» قتلت اسرائيل خلال العدوان 2262 فلسطينياً، من بينهم 1500 مدني، من ضمنهم
551 طفلاً، و305 نساء، و71 اسرائيلياً بينهم 66 جندياً.
وأشار
كراهينبول الى أنه لم يتم حتى الآن بناء بيت واحد مدمر كلي، البالغ عددها أكثر من
12 ألفاً «وهذا يترك حوالي 120 الف شخص بلا مأوى». وشدد على أن «المطلوب عمل سياسي
حازم على عدد من الجبهات من أجل إحداث التغيير اللازم للنموذج في القطاع، بدءاً برفع
الحصار وضمان الحقوق والأمن للجميع والسماح بزيادة الصادرات من غزة من أجل تحفيز الانتعاش
الاقتصادي وحرية الحركة للمدنيين».
ووصف
بعض التسهيلات الاسرائيلية الأخيرة بأنها «لا تزال بعيدة من المطلوب لتحقيق تغيير أساسي
في حياة السكان»، مشدداً على أن «هناك حاجة للمساءلة عن انتهاكات القانون الدولي في
نزاع عام 2014، وينبغي إجراء تحقيقات استناداً إلى المعايير الدولية» لافتاً الى ان
«ضحايا الانتهاكات يجب أن يحصلوا على تعويض فوري ومناسب وأن تتوافر لهم سبل الوصول
لعلاج فعال».
من جهته،
أعلن مدير عمليات «الأونروا» في قطاع غزة روبرت تيرنر إن «الأونروا بدأت اليوم (أمس)
توزيع أول دفعات مالية على عدد من الذين دمرت بيوتهم كلياً بعدما تم إقرار آلية جديدة
بين السلطة الفلسطينية واسرائيل لإعادة الإعمار».
وقال
تيرنر، الذي يغادر القطاع اليوم بعدما أنهى مهمات عمل دام ثلاث سنوات شهد خلالها حربين،
خلال مؤتمر صحافي في مقر «الأونروا» في مدينة غزة، إن «الحصار المفروض على غزة جرد
سكان القطاع من أبسط حقوق الإنسان».
وشدد
على أنه «لا يمكن إنكار حق الناس الأساسي وحريتهم إلى الأبد، واللاجئين الفلسطينيين
في غزة بحاجة إلى ما هو أكثر من المعونات، إنهم بحاجة إلى حل عادل».
واعتبر
أن «أحد الأشياء الرائعة في غزة أن الفلسطينيين لم يستسلموا لليأس على الأقل حتى الأن
ويتطلعون للمستقبل، ويسعون الى تحسين ظروف حياتهم من أجلهم ومن أجل أطفالهم».
وقال
إنه «إذا أعطيت الفرصة فإن غزة ستنهض مجدداً. وأي تفاؤل هنا يجب أن يكون حذراً جداً،
مع أنني أؤمن بوجود فرصة نادرة لتحسين الوضع في غزة، لكن هذا لا يعني أن الأمر يخلو
من الأخطار ومن احتمالية عالية للفشل، فلا يزال الحصار مفروضاً وآثاره المدمرة لا يمكن
إنكارها أو التغاضي عنها ولا يوجد عذر لها، لكني أرى رغبة حقيقية من الجانب الإسرائيلي
لمعالجة بعض أسوأ هذه الآثار، لكن هذا ليس كافياً والمطلوب إنهاء الحصار تماماً».
المصدر: الحياة