القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الأونروا: مواطنو قطاع غزة محرومون من مستوى معيشي إنساني

الأونروا: مواطنو قطاع غزة محرومون من مستوى معيشي إنساني

الثلاثاء، 25 تشرين الأول، 2016

أوضحت الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ان قطاع غزة يعاني منذ حوالي عشر سنوات من حصار اسرائيلي خانق مفروض على الأرض والبحر والسماء ،مما أدى الى عزل سكان القطاع في محيط صغير تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا .

وقال بو شاك مدير عمليات "الاونروا" بقطاع غزة، في بيان له اليوم،" ان غزة تعاني من أزمات مزمنة من نقص الكهرباء والوقود، مع انقطاع الكهرباء لمدة تتراوح ما بين 18 و 22 ساعة يوميًا، وتلوث مياه شديد حيث ان 95 في المائة من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للشرب، وبنى تحتية مدمرة كتذكير كئيب للجولات المتكررة من العنف المسلح، وهذا هو الواقع اليومي في غزة حيث يُحرم الغزيون من مستوى معيشي إنساني".

وحذر من" أن القيود المفروضة حاليًا والمتزايدة على حركة الأفراد والبضائع قد تؤدي وبشكل كبير جداً الى العكس تماما من النتيجة المرجوة من الاسباب المعلنة التي تم فرضها لأجلها ألا وهو الحفاظ على أمن اسرائيل، حيث تمثل هذه القيود المشددة خطراً محتملاً لتزايد مشاعر الإحباط والعنف والتطرف والتي من الممكن أن تكون سبباً في اندلاع صراع مدمر آخر في قطاع غزة".

وأشار الى "ان الأمم المتحدة قد اصدرت تحذيرات متكررة حول الأوضاع المقلقة والجسيمة السائدة في القطاع الصغير"،وقال "وقد حذرنا بالفعل قبل أربعة أعوام أن قطاع غزة سيصبح غير صالح للعيش، لن يكون هناك ما يكفي من الموارد للسكان للعيش، بحلول العام 2020. وفي أقل من أربعة أعوام، تكررت هذه التحذيرات بشكل أكبر منذ ذلك الحين. في حال عدم اتخاذ أية إجراءات جوهرية وفورية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع مثل الحصار والذي يجب رفعه بالكامل، ستمسي هذه التحذيرات حقيقة واقعة ولن تكون مجرد كارثة تلوح بالأفق".

وأضاف المسئول الأممي " عندما يصبح المكان غير صالح للعيش يضطر سكانه لمغادرته. هذا ما يحدث عند وقوع كوارث بيئية مثل الجفاف، أو صراعات كما هو الحال في سوريا. ولكن على الرغم من ذلك فإن سكان قطاع غزة محرومون أيضًا من هذا الملاذ الأخير حيث لا يمكنهم الحركة خارج القطاع البالغة مساحته 365 كيلومترا مربعا. لا يمكنهم الفرار من الفقر المدمر ولا من هاجس نشوب صراع آخر. لا يملك الشباب في القطاع وهم متعلمون وبشكل كبير، ما يقرب من 50 في المائة من السكان دون سن السابعة عشر، خيار السفر للدراسة خارج غزة أو البحث عن عمل في أي مكان خارج السياج الفاصل ونقطتي التفتيش الحدوديتين المحكمتين في شمال وجنوب قطاع غزة".

ولفت الى " ان الحصار قد قضى بشكل فاعل على ما تبقى من طبقة متوسطة في غزة مما حول تقريبًا كافة السكان الى الاعتماد على المعونات والى ويلات الفقر المدقع. وبلغت نسبة البطالة 41.7 في المائة في الربع الثاني من عام 2016، وهذا لا يشمل نسب البطالة المقنعة العالية، كما أجبر 80 في المائة من السكان على الاعتماد على المساعدات الإنسانية ليتمكنوا من تغطية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء وأيضاً التعليم الأساسي، والرعاية الصحية الأساسية، والمأوى اضافة الى أمور أخرى مثل البطانيات، والفرشات، أو مواقد الطهي".

واوضح بو شاك" ان الاثار المركبة للحصار قد اشتملت ايضا على أثار نفسية، ربما أقل وضوحًا ولكنّه واضح على السكان في غزة. بغض النظر عمّا تبقى لدى السكان من قدرة على التكيف، فإنها تتلاشى مع كل يوم يستمر به الحصار. وقد اتضح لبرنامج الصحة النفسية المجتمعية في الأونروا أن اللاجئين الفلسطينيين في غزة يعانون وبشكل متزايد من مستويات عالية من التوتر والضيق النفسي. كما تشير ارتفاع حالات الانتحار المسجلة في أرجاء قطاع غزة، والتي لم تكن ظاهرة معروفة ولكنّها غدت أمر معتادا".

وخلص الى القول " أنّ الحصار المفروض على غزة ليس مجرد مصطلح سياسي، كما انه ليس كارثة طبيعية وقعت. الحصار على غزة هو من صنع الإنسان، هذه كارثة تتعلق بحياة البشر وبقصصهم الحقيقية. حان الوقت لأن نعيد لغزة وشبابها مستقبلهم،ويجب رفع الحصار".