القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق سريع في الاعتداء على «الأونروا»

إدانة فلسطينية لصمت المجتمع الدولي وبان كي مون يدعو الى هدنة إنسانية

الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق سريع في الاعتداء على «الأونروا»

لندن ـ مراد مراد ووكالات

طالب الاتحاد الأوروبي امس باطلاق عملية تحقيق سريعة بشأن قصف الجيش الاسرائيلي لمدرسة تابعة لمنظمة الامم المتحدة في غزة. وجاء هذا الطلب بعد تعرض الممثلة العليا لخارجية الاتحاد لسيل من الانتقادت خلال جلسة للبرلمان الأوروبي خصصت لمناقشة الحرب التي تشنها اسرائيل على القطاع الفلسطيني.

جاء موقف الإتحاد الأوروبي فيما انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة صمت المجتمع الدولي إزاء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال اول من امس عندما قصفت مدرسة تابعة للامم المتحدة في بلدة بيت حانون.

البرلمان الأوروبي

فقد عبر نواب الكتلة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي لآشتون عن سخطهم حيال موقف الاتحاد من الصراع الدائر وطالبوها بضرورة تحرك السلك الديبلوماسي الأوروبي الموحد بصورة عاجة في سبيل وقف حمام الدماء في غزة.

وندد رئيس التكتل الاشتراكي جياني بيتلا وهو نائب يمثل احد مقاعد ايطاليا في البرلمان الأوروبي الصمت المخجل لبروكسل تجاه ما يجري قائلا «ان كل يوم يمر بدون اي تحرك ديبلوماسي جدي وفاعل يعني سقوط المزيد من الضحايا وحصول المزيد من الدمار. وينبغي على الاتحاد الأوروبي كتكتل موحد يمثل الشعوب الأوروبية ان يتحرك كلاعب اساسي في الشرق الاوسط«.

اضاف «علينا الدعوة الى مؤتمر شامل لحل الصراع في غزة وذلك بعد القيام بضغط كاف على الطرفين من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار».

وهاجم بيتلا آشتون وقال «ان ولايتك على راس الخارجية الأوروبية لم تنته بعد ويجب عدم ادخار اي جهد في سبيل حل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. ومن هذا المنطلق ان غياب اي مبادرة أوروبية لانهاء الحرب الحالية هو امر غير مبرر«.

وتساءل رئيس التكتل الاشتراكي في البرلمان الأوروبي ايضا عن كيفية حماية حل الدولتين المطروح «عندما يصدر مجلس خارجية الاتحاد الأوروبي بيانا رسميا بشان الصراع خاليا من اي لمحة ضاغطة تسهم في وقف اطلاق النار سوى التمني على الطرفين بذلك«.

وفي اول رد فعل منها على سيل الانتقادات اللاذع تجاه موقفها المعلن من الصراع، دعت خارجية الاتحاد الأوروبي امس الى «تحقيق سريع« في القصف الاسرائيلي لمدرسة تابعة للامم المتحدة في بيت حانون شمال قطاع غزة الذي اوقع الخميس 15 ضحية بينها رضيع و200 جريح.

وقالت الناطقة الديبلوماسية باسم الاتحاد مايا كوسياستش «ندعو الى تحقيق سريع وكامل في هذا الحادث اذ انها المرة الرابعة التي تتعرض فيها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (الاونروا) للقصف. ندعو كل الاطراف الى احترام حرمة الاونروا وسلامة عمالها«.

وشددت كوسياستش على «ضرورة انشاء ممرات انسانية تتيح لمدنييي غزة الهرب من مناطق المعارك اذا ارادوا ذلك«.

وختمت «نحن قلقون جدا ازاء تصاعد العنف في قطاع غزة وناسف لخسارة ارواح المدنيين وندعو مجددا جميع الاطراف الى وقف فوري لاطلاق النار«.

وكان مجلس خارجية الاتحاد الأوروبي تبنى مطلع الاسبوع الجاري بيانا ناعم اللهجة جدا بحق اسرائيل، حتى ان عددا من النقاد والمراقبين في بروكسل نفسها اعتبروا ان وزير خارجية اسرائيل نفسه لما اجاد صياغة بيان فيه نغمة الانحياز بهذا الشكل لصالح اسرائيل.

الخارجية الفلسطينية

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة المجزرة التي اقترفها جيش الاحتلال بقصفه مدرسة الأونروا. وقالت في بيان لها «نستهجن هذا الصمت الدولي على مثل هذه المجزرة البشعة التي كان يجب إدانتها فورا من قبل كل دول العالم خاصة تلك التي تدعي اخلاقيا تبنيها موقفاً واضحاً من خروقات حقوق الإنسان وخروقات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني«.

وأضاف البيان أن «صمت هذه الدول التي تثير عادة زوبعة من الإدانة لكل ما تقوم به فصائل المقاومة من عمل حسب تفسيرها للقانون الدولي، إلا أنها تجبن وتختفي مواقف الإدانة تلك عندما تقترف إسرائيل القوة القائمة بالإحتلال والمعتدية، جرائم ومجازر ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، تماما كما حدث من مجزرة في مدرسة وكالة الأونروا مؤخرا... هذا الموقف ليس فقط مخجلا وإنما مقزز ويدعو لإدانة من قبل كل أحرار العالم... فالسكوت على جرائم الحرب هو بحد ذاته جريمة«.

وحملت الوزارة «الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة لتدهور الأوضاع في الأرض المحتلة جراء عدوانها الهمجي ضد الشعب الفلسطيني، كذلك إمعانها ولامبالاتها لنداء المجتمع الدولي بالوقف الفوري لإطلاق النار وإفراطها باستخدام القوة العسكرية غير المتكافئة والمخالفة للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الأربع«.

ودعت الأمين العام للأمم المتحدة «الى ضروة دعوة مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة من أجل إصدار قرار فوري وعاجل بوقف إطلاق النار«، كما ناشدت «المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية والسياسة، جراء الجرائم التي ترتقي لجرائم حرب وإبادة جماعية يستوجب مقاضاتها في كل الهيئات الدولية، وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان الأممي والمحاكم الدولية ذات الصلة«.

كما ناشدت الوزارة «الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر وأنصار الإنسانية إلى الضغط على الهيئات القضائية في دولها، ورفع دعاوى ضد قادة جيش الاحتلال وساسته، الذين يتفاخرون بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم المدارس، وقصف المستشفيات، وتدمير البيوت فوق رؤوس أصحابها، واستهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والصحافيين«.

بان كي مون

دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، امس، إلى «هدنة إنسانية» فورية في غزة حتى نهاية عيد الفطر الأسبوع المقبل.

وقال بان في بيان أصدره مكتبه: «في يوم الجمعة الأخير من رمضان، أدعو إلى هدنة فورية وغير مشروطة في المعارك الدائرة في غزة وفي إسرائيل، على أن تستمر طوال فترة عيد الفطر«.

وتأتي هذه الدعوة بعد لقاءات عدة بين بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين مصريين لوقف القتال بين إسرائيل و«حماس«.

وأضاف الأمين العام أن هدنة في المعارك يمكن أن تؤدي إلى «وقف أطول لإطلاق النار«.

وقال: «يستطيع جميع الأطراف بالتأكيد الموافقة على وقف القتال خلال فترة العيد المقدسة، ويستطيع الجميع بالتأكيد أن يوافقوا على وقف التقاتل خلال هذه الفترة القصيرة على الأقل«.

بريطانيا

وعبر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، ووزيرة التنمية الدولية، جستين غريننغ، عن صدمتهما من التقارير بشأن مجزرة مدرسة «الأونروا» في بيت حانون، ومن بينهم نساء وأطفال يحتمون بالداخل.

وقالا في بيان وزعته وزارة الخارجية البريطانية أمس إن «القانون الإنساني الدولي واضح بأنه يجب أخذ جميع الاحتياطات المستطاعة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين خلال هجوم عسكري«.

واضافا، «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن يجب أن يكون ردها متناسبا وعليها أن تفعل كل ما بوسعها لتجنب الخسائر في أرواح المدنيين«.

قطر ـ تركيا

وفي الدوحة اجتمع وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية بنظيره التركي احمد داوود اوغلو. وجرى خلال الاجتماع بحث المستجدات في قطاع غزة، والجهود المبذولة لوقف العدوان ومساعدة الفلسطينيين في القطاع.

وقد تلقى الوزيران خلال الاجتماع اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، تم خلاله مواصلة التفاوض من اجل ايجاد حل للتهدئة ووقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وفي السياق ذاته اجرى كل من وزير خارجية دولة قطر ووزير خارجية الجمهورية التركية اتصالاً هاتفياً بالأمين العام للأمم المتحدة، وذلك من اجل اطلاعة على الجهود المبذولة للتوصل الى اتفاق عادل يحمي الشعب الفلسطيني.

السودان

وجدد وزير الخارجية السوداني علي كرتي إدانة بلاده وشجبها للاعتداءات الاسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، كما استنكر الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة .

ووصف كرتي، خلال تصريحات له امس للاذاعة السودانية، مواقف المجتمع الدولي بأنها تأتي لصالح إسرائيل، مشيرا إلي أهمية الموقف السياسي والشعبي الفلسطيني الموحد الذي سيساعد على قوة القرار لمواجهة التحديات الجديدة على أرض الواقع خاصة ما يتعلق بالتحركات الدولية التي تأتي ضد رغبات الشعب الفلسطيني والتي تحدث حالة من التناوب بين فترات السلام القليلة والعودة مرة أخري للمواجهات الفلسطينية الاسرائيلية.

وقال: «نحن مع الشعب الفلسطيني من خلال موقف واضح ومتميز يتسم بالوقوف الكامل مع القضية الفلسطينية ولا يمكن تجاوز هذا الموقف«.

منظمة الصحة العالمية

في جنيف طالبت منظمة الصحة العالمية الجمعة باقامة ممر انساني في غزة لاجلاء الجرحى وتقديم الادوية والعلاج اللازم.

وقال المتحدث باسم المنظمة بول غاروود في مؤتمر صحافي في جنيف ان هناك اكثر من 5100 مصاب في غزة.

واوضحت المنظمة في بيان ان «منظمة الصحة قلقة جدا للمعاناة الانسانية وتدهور ظروف الحياة في غزة بسبب النزاع الدائر».

واضافت «تدعو منظمة الصحة العالمية الى انشاء ممر انساني لاجلاء الجرحى ونقل الادوية اللازمة».

وتامل المنظمة ان يتيح هذا الممر الانساني «للمرضى الوصول الى معابر قطاع غزة لتلقي العلاج الطبي».

واضاف البيان «بالطريقة نفسها سيتم تسهيل نقل المساعدة الاساسية الى المعابر بين قطاع غزة واسرائيل والدول المجاورة».

واكدت المنظمة ان اربعة مستشفيات منها الاقصى و12عيادة و10 سيارات اسعاف ومركزا للمعاقين لحقت بها اضرار في غزة منذ بدء العملية الاسرائيلية في الثامن من تموز.

«لوفتهانزا» تمدد الحظر

في فرانكفورت، قالت شركة «دويتشه لوفتهانزا« أكبر شركة طيران ألمانية أمس إنها ستبقي على تعليق رحلاتها لتل أبيب، مشيرة إلى اعتبارات أمنية. وقالت انها تقدر الجهود التي تبذلها إسرائيل لتوفير أفضل حماية ممكنة لمطار بن غوريون باستخدام نظام الدفاع القبة الحديدية. وتابعت الشركة في بيان «سنستأنف رحلاتنا فور التأكد من ضمانات الحماية هذه«.

تظاهرات تضامنية

في العاصمة الأردنية تظاهر آلاف الاردنيين الجمعة في مناطق مختلفة من المملكة منددين بالعدوان الاسرائيلي، ومعبرين عن تضامنهم مع غزة و»المقاومة».

وشارك اكثر من 2000 اردني في تظاهرة انطلقت من امام المسجد الحسيني الكبير (وسط عمان) عقب صلاة الجمعة هاتفين «بالروح بالدم نفديك يا غزة» و»يا قسامي يا حبيب فجر دمر تل ابيب».

وحمل بعض هؤلاء مجسمات تشبيهية لصواريخ ومجسمات طائرات في اشارة الى صواريخ وطائرات دون طيار استخدمتها «حماس« ضد اسرائيل مؤخرا.

كما حمل آخرون لافتات كتب على بعضها «المقاومة تمثلني» و»اوقفوا العدوان الهمجي على شعبنا في غزة»، فيما رفعت رايات جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وحماس.

وفي الزرقاء (شرق عمان) تظاهر المئات مرددين هتافات مؤيدة لحماس بينها «يا حمساوي يا حبيب اضرب اضرب تل ابيب» فيما رفعوا ايضا مجسمات تشبيهية لصواريخ حماس.

وخرجت تظاهرات مماثلة شارك بها المئات في كل من اربد (شمال) والكرك (جنوب).

وقد دانت الحكومة الاردنية بشدة العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة، مطالبة اسرائيل بوقف «الاعتداء الوحشي» فورا.

كما حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني غير مرة من «تداعيات خطرة» لما يحدث في غزة مؤكدا «ضرورة وقف استهداف المدنيين وأهمية احترام القانون الدولي في هذا الشأن».

ويرتبط الأردن بمعاهدة سلام مع اسرائيل موقعة عام 1994.

وفي العاصمة الكاتالونية برشلونة، خرجت مظاهره حاشدة في مدينة برشلونة الاسبانية امس، بدعوه من الاحزاب والنقابات العمالية والمنظمات الشعبية، طالبت بوقف العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني وتطبيق القوانين الدولية على اسرائيل.

ودعا المشاركون في نفس الوقت الى بذل الجهود لمساعدة شعبنا وتقديم المساعدات الانسانية له.

وفي سكوبي، اعرب مئات المتظاهرين في العاصمة المقدونية، امس عن دعمهم للفلسطينيين.

وقد سار المتظاهرون وهم من الالبان في الغالب واتراك مقدونيا ومعهم نساء واطفال، بهدوء في وسط سكوبيي، ملوحين بيافطات كتب عليها «انقذوا غزة الان» و»غزة، نحن معك»، كما لوحوا بأعلام فلسطينية.

وارتدت مجموعة من الاطفال جلابيات بيضاء رسمت عليها خريطة غزة وبقع حمراء ترمز الى دماء المدنيين ضحايا الغارات والقصف الاسرائيلي.