القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الاحتلال يجبر عائلة مقدسية على العيش في كهف

الاحتلال يجبر عائلة مقدسية على العيش في كهف


الخميس، 19 شباط، 2015

اسمنت رمادي اللون، وطوب رمادي، وحجارة رمادية تتراكم فوق بعضها البعض يومياً وبشكل مستمر، كومتها آلة الحرب والدمار الصهيونية فوق بعضها، ضمن سياسية حكومة الاحتلال لإفراغ سكان المدينة المقدسة من منازلهم ليرحلوا بعيداً عنها.

شدتنا رائحة الحطب المشتعل، وقادتنا إلى مشهد الحاجة أم محمد وهي تطبخ الطعام فوق الحطب الذي جمعته هو وأخشاب شجرة التوت والعنب المتبقية من عملية الهدم لغرفتين ومطبخ وحمام، واقتلاع أشجار التوت والعنب، وباب منزل يقود إلى تحت سفح جبل، لتدخل الباب وترى غرفتين سقفهما وجدرانهما كهف في جبل من أحد جبال مدينة القدس.

دخلنا الكهف لنحتمي من المطر المتساقط ولتروي لنا أم محمد وقائع صمودها قائلة: "في صباح يوم الأربعاء قبل ثلاثة أشهر بتاريخ 29-10-2014م جاءت قوات كبيرة من الجيش والشرطة المحتلة مصطحبين معهم جرافة، دقوا على باب المنزل بعنف وشدة، وأمرونا بإخلاء المنزل خلال نصف ساعة، وبمساعدة من شبان الحي وأبنائي أخرجنا الأثاث حتى تباشر جرافة الاحتلال الهدم".

ومع اشتداد هطول المطر على مدينة القدس، واشتداد دخول الهواء البارد إلى داخل الكهف، تقول الحاجة أم محمد: "أخرجنا من منزلنا المكون من غرفتين ومطبخ وحمام، والذي تم بناؤه منذ عشرين عاماً لنعود إلى الكهف في جبل يفتقر إلى الماء والكهرباء ولا يفتقر إلى البرد القارس، محتمين بجبال القدس الصامدة".

وتتابع أم محمد: "هدموا المنزل وتركونا في العراء، ومع هدمهم للمنزل اقتلعوا أشجار العنب والتوت والذين زرعتهم في كلتا يداي وشاهدتهم يكبرون كأولادي، وأخذوا أروع لحظاتي حين كنت أرى أولادي يلعبون تحت ظلال التوت والعنب، ولم تكتف جرافتهم بالمنزل والأشجار بل تطاولت على الحيوان، فمع اقتلاعهم لأشجار العنب والتوت، وهدمهم المنزل قتلوا الدجاجات والديوك التي كنا نأكل من بيضها".

وأردفت: "شبان الحي ساعدونا في إخلاء المنزل الذي هدم وإخراج محتويات الكهف الذي كنا نستعمله كمخزن، فأصبح هو ملجأنا ومسكننا أنا وزوجي العاجز عن العمل وأبنائي التسعة".

وهي تدفئ كلتا يديها بأنفاسها لعدم وفرة الغاز داخل منزلها؛ أضافت: "الديون تتراكم علينا؛ فزوجي عاطل عن العمل، وأبنائي أيضاً لا يعملون، يعملون يوما وعشرة أيام عاطلون عن العمل، أعاني أنا وزوجي من مرض السكر والضغط، ويتوجب علينا أخذ إبر صناعية مغذية لعلاج السكر وأدوية للضغط، ولا معين لنا سوى الله".

وتضيف أم محمد: "مرّت علينا ثلاثة أشهر في هذا الكهف الذي يؤوينا من البرد القارس في العراء ومرّ معها منخفضان قطبيان، كنت أنا وأبنائي وزوجي نلتحف اللحافات الشتوية، وأضع مخدة قطنية على الشباك الذي يبعث بالهواء داخل الكهف والذي نعمل على تدفئته بأنفسنا".

وتقول: "الاحتلال أخذ الذكريات الجميلة والتي كنت أراها وأعيد مشاهدتها حيث كانت تجمعني بأولادي التسعة أثناء لعبهم تحت ظلال شجرتي التوت والعنب، لم يتبق لنا شيء سوى هذا الكهف في جبل يؤوينا من برد الشتاء وحر الصيف، وسنبقى هنا مرابطين وصامدين رغم هدمهم للمنزل ففي القدس كل شيء يهون علينا".

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام