القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 12 كانون الثاني 2025

الاحتلال يصادق على مخطط استيطاني في حي وادي حلوة

الاحتلال يصادق على مخطط استيطاني في حي وادي حلوة

الثلاثاء، 14 شباط، 2012

صادقت ما تسمى بـ "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" الصهيونية الإثنين (13-2)، على مخطط استيطاني جديد أطلقت عليه "مركز القدم" في نطاق ما تسميه "مركز الزوار - مدينة داود" في حي وادي حلوة - سلوان، الملاصق للمسجد الأقصى من جهة الجنوب.

وأشارت "مؤسسة الأقصى" في بيان لها أنه يلحظ تكثيف البناء التهويدي حول المسجد الأقصى، وتسارعه بشكل غير مسبوق؛ فما كان يستغرق تخطيطه والمصادقة عليه سنوات، يحتاج اليوم لأشهر قليلة، فيما يلحظ أن الاحتلال يبادر إلى إقامة مثل هذه الأبنية في وقت واحد، ومن جميع الجهات المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، الأمر الذي يشير أن الاحتلال يحاول فرض الأمر الواقع واختصار الوقت لتنفيذ أكبر عدد من المشاريع التهويدية، والتي بمجملها تشكل خطرًا على المسجد الأقصى المبارك وكل البلدة القديمة بالقدس وكامل القدس المحتلة.

وقالت "مؤسسة الأقصى" في بيانها إنه من خلال اطلاعها ومراجعاتها للوثائق والخرائط وبروتوكولات الجلسات المختلفة التي ناقشتها أذرع الاحتلال في القدس، ومن خلال الزيارات الميدانية والرصد المتواصل في الأشهر والأسابيع الأخيرة لحي وادي حلوة - مدخل بلدة سلوان الرئيس جنوب المسجد الأقصى-، يظهر جليًّا أن الاحتلال يسارع في خطواته للمصادقة وبدء تنفيذ مشروع تهويدي ضخم على أرض فلسطينية تم مصادرتها سابقًا على بعد عشرات الأمتار من سور البلدة القديمة بالقدس، واستعملت هذه الأرض بعد مصادرتها كموقف سيارات للمستوطنين وللبؤرة الاستيطانية المسمى "مركز زوار- مدينة داود"، وقبل نحو خمس سنوات بدأت حفريات مكثفة في الموقع كجزء من الأعمال التمهيدية لبناء مركز تهويدي ضخم في الموقع.

وخلال عمليات الحفر التي نفذتها ما تسمى بـ "سلطة الآثار الصهيونية" تم الكشف عن آثار إسلامية عريقة وكذلك مقبرة إسلامية تاريخية، ولكن سرعان ما تم طمس الآثار الإسلامية، وتدمير المقبرة الإسلامية عبر نقل عظام ورفات الموتى إلى مكان مجهول، وطمس ما تبقى ونثره في باطن الأرض، بما يعني أن إقامة المركز التهويدي المخطط له سيكون على أنقاض الآثار الإسلامية والمقبرة الإسلامية التاريخية.

وبحسب المعلومات المتوفرة لدى "مؤسسة الأقصى" فإن البناء سيتم على قطعة أرض مصادرة مساحتها 5420 م2، لكن حيّز البناء والذي سيتوزع على أربعة طوابق ومرافقه سيصل إلى مساحة إجمالية قدرها 16,032م2، وسيشمل المركز التهويدي، طابقًا للمعروضات الأثرية - وبطبيعة الحال ستعرض ما يدعى أنها آثار يهودية في القدس -، طابقًا تحت الأرض سيستعمل كموقف للسيارات بسعة 250 سيارة، قسمًا سياحيًّا يشمل (مركز استعلامات، صفوف تعليمية، صالات عرض، قاعة مؤتمرات، دكان للمقتنيات الأثرية، مقصف، غرف إدارة)، قسمًا للبحوث يشمل (مكتبة، غرف اجتماعات، غرف للمرشدين).

وذكرت "مؤسسة الأقصى" إنه وبحسب المخطط المذكور، فسيتم حفر نفقين تحت الأرض تتصل بالمركز التهويدي المذكور، النفق الأول يتجه شمالاً، يمر أسفل باب المغاربة - في سور البلدة القديمة بالقدس - ويصل إلى أسفل ساحة البراق وأسفل باب المغاربة - أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك في الجهة الغربية، أما النفق الثاني فيتجه نحو جهة شرق جنوب، يمر أسفل ما يسمى بـ "مركز الزوار - مدينة داود " ويستمر إلى منطقة قصور الخلافة الأموية - جنوب المسجد الأقصى - حيث تم تهويد منطقة القصور الأموية وافتتاحها قبل أشهر تحت مسمى "مطاهر الهيكل المزعوم".

وأشارت "مؤسسة الأقصى" أن هذا المخطط التفصيلي العيني عبارة عن ترجمة لمخططات عامة وكجزء من مخططات أشمل لتهويد كامل محيط المسجد الأقصى، خاصة في المناطق الجنوبية الغربية، والجنوبية الشرقية - كمخطط عم/9 ومخطط تم"أ 8، ومخطط 11555، ومخطط الخارطة الهيكلية للقدس 2020 -.

ومن الجدير بالإشارة إلى أن العمل على هذا المخطط التفصيلي لهذا المركز التهويدي انطلق عام 2009م، لكنه تباطأ في العام 2010م، ثم تسارع بشكل ملفت ومفاجئ في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري، وقد تمت المصادقة عليه في لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في جلسة عقدت بتاريخ 28/12/2011، ومن المتوقع المصادقة عليه في اللجنة اللوائية للبناء والتخطيط التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في الجلسة المفترض أن تعقد بتاريخ 13/2/2012، الأمر الذي يدلل على أن الاحتلال يسارع من تنفيذ مخططاته التهويدية في المنطقة المذكورة.

ونبهت "مؤسسة الأقصى" أن "المركز التهويدي" ومرفقاته سيتم ربطها بشبكة الانفاق التي يتم حفرها في منطقة سلوان ووادي حلوة وأسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك، بل سيعتبر كنقطة التقاء وتوجيه مركزية في مشروع الاستيطان والتهويد، علمًا بأن من يقوم على هذا المخطط هي "منظمة إلعاد" الاستيطانية.

وكانت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قد حذّرت في بيان لها سابق من مخاطر إقامة مباني تهويدية ضخمة قريبة جدًّا من أسوار البلدة القديمة بالقدس ومن المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية الغربية تحت مسمى "مراكز سياحية"، وأشارت إلى أن الاحتلال يحاول تشويه المنظر العام في القدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى، عن طريق استحداث أبنية على الطراز الحديث تتنافى وتتعارض مع عراقة الأبنية الإسلامية والعربية، في حين أن إقامة مثل هذه المباني يترافق مع عمليات حفريات وإنشاء أنفاق تشكل خطرًا على أسوار القدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى.

المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام