البردويل: تشديد الحصار على غزة جزء من حرب إقليمية على الإسلاميين

غزة- المركز الفلسطيني للإعلام

جدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور صلاح البردويل الدعوة لمن أسماهم بـ "عقلاء القيادة المصرية الحالية" بالانتباه إلى أن تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو عمل لا يستهدف إضعاف "حماس" والمقاومة فحسب، وإنما هو إضعاف لمصر قبل ذلك.

وأكد البردويل في تصريحات لـ "قدس برس" اليوم الاثنين (9-9)، أن الحرب التي تخوضها السلطات المصرية على الأنفاق وتشديد الحصار على قطاع غزة تأتي استكمالا لحملة إعلامية شرسة ضد "حماس" والمقاومة، وقال: "للأسف الشديد قسم كبير من الإعلام المصري يشن منذ فترة طويلة حملة ضد حماس والمقاومة وقطاع غزة، وهو يحاول إلصاق تهم لا علاقة للحركة بها .. وواضح أن الهدف من ذلك سياسي بامتياز، وهو شن حرب شاملة على كل ما هو إسلامي في المنطقة" حسب قوله.

وأضاف: "نحن أكدنا للقيادة المصرية وللعالم أجمع بأننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية المصرية، وأننا غير معنيين لا من قريب ولا من بعيد بالتطورات الداخلية المصرية، ونحن نعتبر أن مصر هي العمق الطبيعي للشعب الفلسطيني، وقد ناشدنا كل العقلاء أن يوقفوا هذه الحملة الإعلامية الظالمة وغير المبررة في الإعلام المصري بحق الشعب الفلسطيني، وهي حملة للأسف الشديد تبعتها إجراءات ميدانية كان لها أثرها السلبي على حياة الشعب الفلسطيني في غزة، فقد بدأ نقص المواد الغذائية ونفذت المحروقات ومواد البناء، وهو أمر أدى لتوقف حركة السيارات وعمليات إعادة إعمار المنازل المهدمة بفعل العدوان الصهيوني ونحن على أبواب فصل شتاء، وغياب هذه المواد ضاعف من أعداد العاطلين عن العمل".

وأكد البردويل أنه لا أحد من الفلسطينيين يفهم حقيقة التصعيد المصري ضد قطاع غزة، وقال: "لقد أوجدت هذه الإجراءات غضبا شديدا في الساحة الفلسطينية لأنها إجراءات غير مبررة على الإطلاق، أما إذا كان الهدف منها تركيع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الاستسلام فهذا هدف بعيد المنال، ومصطلح الركوع لغير الله غير وارد في قاموس المقاومة. ونحن ما نطلبه من القيادة المصرية أن تدخل لنا المساعدات الممنوحة للشعب الفلسطيني من المحروقات، إذا كانت هي غير مستعدة لبيعنا ما نحتاجه".

وأضاف: "لا بد لنا من أن نوجد آلية لمواجهة الوضع الجديد عبر تمتين التكافل الاجتماعي الداخلي وتوضيح مواقفنا للرأي العام المحلي والعربي والدولي، بأن إضعاف شوكة غزة والمقاومة عبر تشديد الحصار على غزة هو إضعاف لمصر ولأمنها القومي، ونناشد المصريين: لا تضعفوا غزة ولا تكسروا شوكتها ولا تدفعوها للاستسلام لأن هدف الاحتلال هو مصر".

على صعيد آخر انتقد البردويل مواقف السلطة الفلسطينية من غزة، وقال: "من الواضح أن عباس ومنظومته الفاسدة والعاجزة يريدون الهروب من تحمل مسؤولياتهم فيبحثون عن كبش فداء لتحميله كل نتائج سياساتهم الفاشلة، ويحرضون على "حماس" والمقاومة وقطاع غزة بحثا عن مساعدات إقليمية وغربية، وهم (أي قادة السلطة) لا يعرفون أنهم بطعنهم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر إضعاف مقاومته، هم ينتحرون سياسيا، لأنهم لن يجدوا بعدها شعبا يحكمونه، ولن يجدوا أطرافا تغدق عليهم المال والمساعدات لأن مهمتهم ستنتهي وقتها"، على حد تعبيره.