القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 11 كانون الثاني 2025

التعليم في الأغوار .. رسالة تحد من أطفال فلسطين

التعليم في الأغوار .. رسالة تحد من أطفال فلسطين
 

الجمعة، 03 شباط، 2012

منذ بداية الاحتلال الصهيوني، انتهجت سلطات الاحتلال سياسة هدم المنشآت التعليمية ضمن سياسة التجهيل الهادفة لخلق واقع جديد على الأرض في الأغوار؛ حيث لم تسلم المدارس لا من سياسات الاحتلال ولا من جرافاته.

ويسرد الناشط الشبابي في الأغوار محمد حنني، لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" مثال على ذلك ما حدث في خربة طانا، وهي قرية في الأغوار الشمالية يبلغ عدد سكانها حوالي 300 نسمة. حيث تم هدم مدرستها في تشرين الأول أكتوبر 2010، والتي كانت تضم 40 طفلاً في المرحلة الابتدائية، وفي خطوة تحد من قبل الأهالي فقد نقلوا المدرسة إلى خيمة صغيرة تحتوى على مكاتب وسبورة تم إنقاذها من تحت أنقاض المدرسة القديمة، ولكن 17 طفلاً فقط من أصل 40 ما زالوا ملتزمين بهذه الخيمة.

ويضيف حنني "وكذلك مدرسة الكعابنة في الأغوار الشمالية وهي عبارة عن كرافانات متنقلة من المعدن والإسمنت، وبالرغم من رداءة البنية التحتية للمدرسة وصغر حجمها وعدم ملاءمتها لاحتياجات التعلم إلا أن سلطات الاحتلال سلمت ست إخطارات بالهدم خلال الثلاث سنوات الماضية بحجة أن المدرسة لم تحصل على ترخيص صهيوني للبناء".

كرافنات وخيم للتعليم

ويشير مدير مدرسة بدو الكعابنة، تيسير درا غمة، إلى أن للمدرسة والكادر التدريسي وطلبتها والأهالي قصة تروي حكاية الشعب الفلسطيني والمعاناة والمضايقات من قبل الاحتلال، وأن للكرفانات المستخدمة كغرف صفية قصة طويلة بدأت بالمخاطبات والمراسلات للحصول على موافقة سلطات الاحتلال على إحضارها، حيث يمنع البناء بأي شكل، وأن وطاقم التدريس يتحمل جهدًا مضاعفًا للوصول إلى المدرسة متخطيًا أحيانًا الحواجز والإغلاقات ووعورة الطريق.

ويتابع "الحكومة البلجيكية تبرعت بكرافانات إضافية للمدرسة، غير أن سلطات الاحتلال تماطل منذ 4 سنوات بالسماح لإجراءات النقل إلى مقر المدرسة المقامة من قبل وجود الاحتلال عام 1967، والتي تضم حاليًا 70 طالبًا وطالبةً موزعين على الصفوف من الأول وحتى التاسع".

ويتهدد البنات في هذا التجمع البدوي، الحرمان من التعليم بعد الصف التاسع، وهو ما دفع مختار المليحات محمد سليمان للقول "إن الأهل يحبون أن تواصل بناتهم طلب العلم، غير أنه لن يرضيهم أن تذهب بناتهم إلى مناطق بعيدة لإكمال دراستهن"، مطالبًا وزارة التربية والتعليم في رام الله بألا تنظر إلى التكاليف والأعداد عند تعاملها مع التعليم في الأغوار، مشددًا على ضرورة فتح غرفة صفية جديدة وتوفير المعلمين لها، حتى تتمكن الطالبات والطلاب من مواصلة مشوارهم التعليمي، وهو ما يشكل نواة إضافية للتعليم في المنطقة.

13 كلم سيرًا على الأقدام

ولا يختلف الحال في التجمع البدوي عين الحلوة، والذي يقع في شمال الأغوار الفلسطينية؛ حيث يرتاد الأطفال في عين الحلوة، المدرستين الواقعتين في قريتي تياسير وعين البيضا المجاورتين، مما يدفعهم لعبور حاجز تياسير العسكري بشكل يومي. مما يعرض الأطفال إلى مضايقة الجنود على هذا الحاجز. وفي بعض الأحيان يجبر الجنود الأطفال على الترجل من الحافلات، وقطع مسافة 13 كيلو مترًا على الأقدام على الطريق الرئيسي الخطر في طريق عودتهم إلى منازلهم.

ويخسر الطالب يومه الدراسي لقرار جندي الحاجز برجوع الطلاب، كما أن العديد من الطلاب يضطرون للبقاء مع أقاربهم في القرى التي تقع فيها المدارس لخوفهم من فقدان يوم دراسي جديد.

وتقول حملة "أنقذوا الأغوار"، في دراسة لها، أن 80 طالبًا يقطعون مسافة 13 كيلومتر يوميًا للوصول إلى مدارسهم في القرى المجاورة في تلك المنطقة؛ كما أن العديد من الطالبات اضطررن لترك المقعد الدراسي بأسباب الحواجز الصهيونية، فتعرض الفتيات للتفتيش يوميًا أمر مزعج للأهالي.

وتضيف الحملة "إن إحصائيات طبية تشير إلى أن من 4-5 طلاب في الأغوار يصابون بضربة الشمس صيفًا، وما بين 10-20 طالبًا يصاب بالنزلات في البرد القارص".

وتنقل الحملة عن المعلمين في قريتي تياسير وعين البيضا قولهم، "إن المستوى التعليمي متدني لطلاب المضارب البدوية، لعدم وجود الوقت الكافي للدراسة، فنهار الطالب ينتهي على الطرقات؛ وكذلك لا يجب أن نغفل خطر السير مشيًا على الشوارع السريعة على الطلاب؛ كما يلاحظ أن معظم الأهالي يلجأون إلى تأخير تسجيل أبنائهم في المدرسة لخوفهم من عدم قدرة الطالب على السير وحده في الخط السريع.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام