الثوار يحققون المزيد من التقدم في مخيم اليرموك و150 ألف فلسطيني في دائرة المعاناة
الأربعاء، 19 كانون الأول، 2012
حقق الثوار مزيداً من التقدم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن 150 ألف فلسطيني باتوا في دائرة المعاناة، فيما تواصلت تداعيات وردود الفعل على الجريمة التي ارتكبها نظام بشار الأسد بمشاركة الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل أول من أمس ضد الفلسطينيين في مخيم اليرموك والتي سقط ضحيتها 36 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفرار الآلاف من أهالي المخيم، وطالب المجلس الوطني الفلسطيني بالتدخل السريع لوقف المجازر التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في اليرموك، داعياً المجتمع الدولي للتحرك بشكل عاجل للاضطلاع بمسؤوليته لحماية اللاجئين وفقاً لقواعد القانون الإنساني الدولي.
الثوار يتقدمون
فقد حقق الثوار أمس تقدماً واضحاً على الأرض داخل مخيم اليرموك جنوب دمشق. وقال احد سكان مخيم اليرموك ان "مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون" داخل المخيم. ودخل الرجل المخيم لجلب اغراض شخصية من منزله قبل ان يغادره من جديد.
واشار الى دعوات وجهت من مساجد المخيم الواقع في جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت الى السكان ليغادروا المكان. واضاف الشاهد ان جيش نظام الأسد دعا السكان لاخذ اغراضهم والرحيل. الا انه قال لوكالة "فرانس برس" انه لم يلحظ تواجداً للجيش السوري في محيط المخيم.
وتابع الشاهد ان "البعض قرر الامتثال للانذار والبعض الاخر قرر البقاء". وقال انه شاهد في شوارع المخيم العديد من عناصر الجيش السوري الحر الذين قدموا من احياء مجاورة لا سيما الحجر الاسود ويلدا.
ووفق "المرصد السوري لحقوق الانسان"، فإن الثوار يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الاسد منه.
وافاد المرصد عن "اشتباكات عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين قوات النظام وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة من جهة ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة بينهم فلسطينيون أيضاً".
وأسفرت الاشتباكات، بحسب المرصد، "عن احراق الية ثقيلة لقوات النظام وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين".
وكان الجنود التابعون لجيش الاسد يمنعون المرور عند المدخل الشمالي للمخيم فيما كان نحو مئة رجل وطفل يستعدون لمغادرة المكان كما أفاد مراسل "وكالة فرانس برس".
وقال فلسطيني من سكان المخيم قدم نفسه باسم ابو السكن للوكالة عبر "سكايب" ان المقاتلين من الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة انسحبوا الى ما وراء مواقع الجيش السوري، فيما "انضم فلسطينيون آخرون الى الثوار".
ورأى ان "وضع الجيش الحر الاستراتيجي جيد في المخيم، وان عناصره دخلوا المخيم من الجهة الجنوبية، وبات في امكانهم ادخال تعزيزات".
وأشار إلى أزمة إنسانية حادة في المخيم الذي يخلو من المستشفيات، و"الطرق فيه باتت غير آمنة".
"الأونروا"
وكالة "الاونروا" تحدثت في بيان أمس عن تزايد الاحتياجات الانسانية مع فرار السكان من اليرموك بعيداً عن القتال والتجائهم الى مدارس الاونروا للحماية".
وقالت "الاونروا" "في الوقت الذي لا يزال فيه النزاع في سوريا وآثاره على المدنيين يتصاعد، فإن الأونروا تبذل كافة الجهود للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للاجئي فلسطين. وخلال الأيام الماضية، فإن السوريين وما يزيد على 150000 لاجئ من فلسطين يقطنون في مخيم اليرموك في ضواحي دمشق قد عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة كثيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات".
وتفيد التقارير الموثوقة إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى تدمير ممتلكاتهم في اليرموك. وهناك أيضاً موجات كبيرة من النزوح في الوقت الذي يقوم فيه سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى "الأونروا" وعائلاتهم، بالتدافع بحثاً عن الأمان في الوقت الذي يستمر فيه النزاع المسلح. وتقوم "الأونروا" حالياً بإيواء ما يزيد على 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذاً في الازدياد بتسارع. وتعمل "الأونروا" بالتنسيق مع شركائها الإنسانيين، بما في ذلك الهلال الأحمر العربي السوري ووكالات الأمم المتحدة والمجلس الدنماركي للاجئين لضمان توفير احتياجات لهم من الملجأ وفرشات النوم والبطانيات والغذاء والمواد الضرورية الأخرى.
وتابع البيان "أن لاجئي فلسطين يفرون بعيداً خارج دمشق. وعلى الرغم من أن اتجاه هذه الحركة لا يمكن أن يتم تحديدها بدقة، إلا أن البعض منهم قد وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن أكثر من 2000 شخص قد دخلوا، أو يحاولون الدخول، إلى لبنان"
واوضح البيان ان "الأونروا تشعر بالقلق البالغ حيال سلامة لاجئي فلسطين في سوريا، وهي تناشد كافة الأطراف بعدم اللجوء إلى الإجراءات التي تهدد أرواح المدنيين وممتلكاتهم"، مثمنة " قيام الحكومة اللبنانية بالسماح للاجئي فلسطين من سوريا بالبحث عن الأمان في لبنان، وتؤكد على أنه ينبغي أن يتم منح اللاجئين الذين يهربون من النزاع كافة أشكال السلامة والحماية التي يستحقونها بموجب أحكام القانون الدولي".
المجلس الوطني
وفي رام الله، حذر المجلس الوطني الفلسطيني في بيان صدر عنه امس من حصول هجرة جديدة للاجئين الفلسطينيين على أيدي من سماهم (أبناء العروبة) مما يضيف إلى معاناتهم مآسٍ ومعاناة جديدة بسبب شدة القصف الذي تنفذه طائرات ودبابات النظام السوري ما أوقع خسائر كبيرة بالأرواح، وجرح المئات، بمن فيهم الأطفال والنساء، وتدمير للممتلكات وتدهور ظروفهم المعيشية.
وجدد المجلس الوطني الفلسطيني ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم التدخل بالحرب، مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية لم تكن يوماً طرفاً في الصراع الدائر بسوريا، محذراً مما يعدُّ لمخيم اليرموك خاصة في هذه الأيام من محاولات لاقتحامه وارتكاب مزيد من المجازر ضد سكانه.
وثمَّنَ المجلس الوطني الفلسطيني وحدة الفصائل الفلسطينية في دمشق حول هذا الموضوع "وفقاً لما جاء في رسالتهم للرئيس محمود عباس، وبذلك لم يعد أحد يخرج على قرار القيادة بعدم التدخل سوى شرذمة قليلة تسعى وراء مصالحها الخاصة وتشايع النظام السوري أو تدافع عنه".
ودان المجلس الوطني الفلسطيني أحمد جبريل "ودوره في إدخال المخيمات الفلسطينية في سوريا بمعارك وصراعات جديدة مكرراً ما فعله عام 1983 عندما قصف قوات الشهيدين ياسر عرفات وخليل الوزير أبو جهاد المحاصرة في طرابلس بالمدفعية". وأكد المجلس الوطني الفلسطيني انه في دورته السابعة عشرة في عمان عام 1984 اتخذ قراراً بتجميد عضوية احمد جبريل وقيادات الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وبالتالي سيعرض هذا الأمر مجدداً على أول اجتماع للمجلس الوطني لإسقاط عضويته وعضوية كل من أسهم في قتل الفلسطينيين وساعد على ذلك وفقاً للمادة 73 من اللائحة الداخلية للمجلس الوطني الفلسطيني التي تنظم حالات إسقاط العضوية.
فصائل غزة
وفي قطاع غزة، أكدت القوى الإسلامية والوطنية إدانتها لمحاولات جر المخيمات الفلسطينية للصراع الدائر في سوريا، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وقواه السياسية ليس طرفاً في الصراع السوري الداخلي.
وقال كايد الغول، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عقب انتهاء اجتماع القوى الوطنية والإسلامية لمناقشة تطورات الأوضاع في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وبعد المجزرة التي ارتُكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك وعملية التهجير للاجئين الفلسطينيين: "ندين المجزرة التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا في مخيم اليرموك، ونجدد دعوتنا لجميع الأطراف في سوريا بعدم تحويل المخيمات الفلسطينية إلى ساحة للاقتتال السوري الداخلي".
وشدد الغول أن القوى دعت في اجتماعها جميع القوى الفلسطينية في سوريا بالالتزام بالموقف الوطني الفلسطيني الذي اتخذته بتجنيب المخيمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني من أن يكون جزءاً من حالة الصراع الداخلي في سوريا.
وبين الغول أن "القوى دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتحرك سياسي فاعل على المستويين العربي والدولي من أجل تجنيب المخيمات الفلسطينية تبعات الصراع السوري الداخلي، بالإضافة إلى دورها الاغاثي إزاء المهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات السورية".
كماد دعت القوى المنظمات الدولية، وبشكل خاص "الأونروا"، للقيام "بدورها الإغاثي والإنساني تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا" مؤكدة تقديرها "العالي للدعم والاحتضان الدائم من الشعب العربي السوري الشقيق للقضية الوطنية الفلسطينية وللاجئين الفلسطينيين، الذين احتضنتهم سوريا منذ نكبة 1948، وتتمنى للشعب السوري الشقيق الخروج من هذه المحنة بما يعيد له وحدته ودوره العربي الفاعل".
تحرير بلدات في حماة
ثوار "الجيش الحر" تمكنوا من السيطرة على عدد من المدن والبلدات والقرى في ريف حماة الشمالي بعدما هاجموا عدداً من المراكز والحواجز.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" في بيان بعد الظهر "انسحبت قوات النظام من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات وذلك بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ 48 ساعة".
واشار الى معلومات أولية عن سقوط قتلى في صفوف قوات النظام إثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل الانسحاب منه، والى قتل وأسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة الى الاستيلاء على آليات عسكرية.
وكان المرصد أفاد أول من أمس عن انسحاب قوات النظام من حواجز الشيخ حديد وباب الطاقة وحصرايا في المنطقة نفسها.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مقاتلين من مجموعات عدة "بدأوا هجوماً واسعاً على معظم الحواجز في ريف حماة" اعتباراً من الأحد الماضي. كما أعلن عضو القيادة المشتركة العسكرية العليا لـ"الجيش السوري الحر" العقيد الطيار الركن قاسم سعدالدين في بيان ليل الاحد ـ الاثنين "بدء عمليات تحرير مدينة حماة وريفها من عصابات الاسد وشبيحته".
الأمم المتحدة
وتتزايد أعداد القتلى والجرحى مع تصاعد العمليات القتالية في دمشق وريفها. وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من مئة مصاب ينقلون يومياً إلى المستشفى الرئيسي في دمشق الذي يعاني من نقص في الأدوية وامدادات التخدير.
وأضافت في بيان صدر خلال مؤتمر صحافي في جنيف "معظم الإصابات عبارة عن حروق وإصابات بأعيرة نارية وأخرى نتيجة انفجارات". وتابعت: "جرى الإبلاغ عن نقص في المراهم الخاصة بالحروق والمعدات وامدادات التخدير والتدخل الجراحي".
وفي جنيف أيضاً، أكدت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي أمس أن هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة تلقى صعوبات متزايدة لمساعدة السوريين بسبب "تصعيد العنف" و"نقص الشركاء" الإنسانيين على الأرض.
وقالت اليزابيث بايرز في مؤتمر صحافي: "إن الحاجات الانسانية تتزايد حالياً في سوريا" حيث يوزع برنامج الاغذية العالمي معظم مساعداته بفضل الهلال الاحمر العربي السوري.
واضافت ان نحو 2,5 مليون شخص، مقابل 1,5 مليون سابقاً، يحتاجون لمساعدة غذائية، موضحة أنها أرقام من الهلال الاحمر العربي السوري.
واوضحت المتحدثة ان البرنامج لا يتمكن في الوقت الحاضر سوى بلوغ 1,3 مليون شخص شهرياً، معربة عن أسفها لـ"تصعيد العنف" خاصة في شمال البلاد.
ودليل على هذا العنف المتزايد أشارت الوكالة في بيان إلى "أن الهجمات على شاحنات برنامج الاغذية العالمي ازدادت في الاسابيع الاخيرة". وقد سجل البرنامج عشر هجمات منذ تشرين الاول، معظمها في الاسابيع الاخيرة، لكن في معظم الحالات استطاعت الوكالة الاممية من استعادة المؤن بفضل مفاوضات عبر "أطراف أخرى".
فضلاً على ذلك يؤثر نقص البنزين على توزيع المساعدات وكذلك العدد غير الكافي للشركاء الانسانيين على الارض.
واكدت بايرز أن السكان يواجهون "نقصاً في الخبز (...) خصوصاً بسبب نقص الوقود الضروري لتشغيل المخابز".
وتقدر الامم المتحدة عدد السوريين الذين يحتاجون للمساعدة الانسانية بنحو أربعة ملايين شخص. وتستعد المنظمة الدولية لتنشر الاربعاء حاجاتها المالية لسوريا حتى حزيران المقبل.
وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس عن قلقها من تأثير تدهور الوضع الأمني في سوريا على الدول المجاورة.
وفي جلسة مشاورات مغلقة بمجلس الأمن الدولي قدمت آموس إفادة لأعضاء المجلس حول زيارتها لدمشق يوم السبت الماضي، مؤكدة أن الحال يستدعي القلق بشأن تأثير تدهور الوضع الأمني في سوريا على الدول المجاورة.
وقالت آموس للصحافيين بعد المشاورات "في اجتماعاتي في دمشق يوم السبت طلبت من الحكومة السماح للأمم المتحدة باستيراد الوقود لأن نقصه يقوض عملياتنا الإنسانية، وطلبت من المسؤولين النظر في السماح بعمل عشر منظمات دولية غير حكومية إضافية في البلاد".
وأضافت: "أكدت لهم أن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية تنوي مواصلة العمل داخل سوريا لمساعدة أولئك الناس المحتاجين".
وأشارت إلى انها أبلغت الحكومة السورية "ان وكالات الأمم المتحدة الإنسانية ستتواصل بشكل أكبر مع المعارضة داخل سوريا لتتمكن تلك الوكالات من مساعدة المحتاجين".
ورداً على أسئلة الصحافيين حول ما تردد عن سحب عدد من موظفي الأمم المتحدة من سوريا فيما تطلب مزيد من المنظمات غير الحكومية دخول البلاد، قالت آموس: "إن الأمم المتحدة ذكرت أنه يجب النظر في نقل موظفي الأمم المتحدة الدوليين غير الأساسيين الذين لا يسهمون في العمل الإنساني الطارئ بشكل مباشر ليعملوا خارج دمشق".
وأضافت وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية أن "الوضع الأمني في دمشق ما زال متقلباً"، مشيرة إلى سماعها دوي القصف طيلة زيارتها لسوريا.
وقالت: "من الواضح أن الوضع الأمني ما زال متقلباً، لذا ندرس مجموعة من الخيارات المتاحة وكيف يمكن أن نواصل العمل داخل سوريا من خارج دمشق عندما يسمح الوضع الأمني، وننظر إلى مكاتبنا الأخرى بأنحاء سوريا، لقد كنا موجودين في 8 مناطق ولكننا اضطررنا لنقل موظفينا من منطقتين ولدينا موظفون محليون في 5 مواقع أخرى بالإضافة إلى دمشق، إننا ندرس نقل الموظفين إلى مناطق أكثر أمناً وننظر في مجموعة الخيارات المتاحة".
تركيا
في أنقرة، دعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو طهران امس الى ان "تبعث برسالة واضحة" الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه. وصرح للصحافيين في انقرة "بدلاً من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، يجب على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية". واضاف: "حان الوقت لتوجيه رسالة واضحة الى النظام السوري".
وتأتي تصريحاته بعد أن أعرب عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين عن قلقهم بشأن قرار الحلف الاطلسي نشر صواريخ باتريوت الاميركية الصنع على الحدود بين سوريا وتركيا تحسباً لاي هجوم من الجانب السوري.
وكان رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروزأبادي اعتبر ان نشر هذه الصواريخ جزء "من خطط لحرب عالمية" تعد لها "البلدان الغربية"، بينما قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي ان هذه الخطوة "استفزازية" ويمكن ان تؤدي الى نتائج "غير محسوبة".
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية أمس، أن عسكريين ألماناً مكلّفين بالإشراف على نشر منظومات صورايخ "الباتريوت"، وصلوا أمس إلى ولاية أضنة الواقعة في جنوب تركيا.
وأشارت الوكالة إلى أن طائرة شحن تابعة للجيش التركي، حطّت مساء أول من أمس في مطار أضنة، وعلى متنها عدد لم تحدده من العسكريين الألمان برفقة عسكريين أتراك.
وذكرت أن ذلك يأتي بعد مصادقة الحكومة الألمانية على إرسال المنظومات التي طلبت أنقرة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشرها على أراضيها، في إطار التدابير الدفاعية على الحدود مع سوريا.
طهران
في غضون ذلك، قالت إيران أمس، إن مبادرتها لحل الأزمة السورية تعتبر أفضل السبل لتحقيق مطالب الشعب السوري واستتباب الأمن في سوريا.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست قوله امس، "إن مبادرة إيران ذات البنود الستة حول الأزمة السورية هي أفضل السبل لتحقيق مطالب الشعب السوري واستبباب الأمن في سوريا".
وأضاف مهمانبرست في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، "إن موقف إيران تجاه سوريا شفّاف تماماً، والحل الوحيد لتسوية الأزمة السورية هو السماح للشعب السوري كي يقرر مصيره السياسي بنفسه والإبداء بوجهة نظره حيال الحكومة التي يريدها من خلال الإدلاء بصوته".
وحذّر من أن أي إجراء يفضي الى الحرب أو إذكاء الاضطرابات الداخلية في سوريا، يعرّض أمن الشعب السوري الأعزل الي الخطر.
ودعا الدول الإقليمية التي وصفها بـ"الدول الدخيلة على المنطقة"، و"كل الأطراف المؤثرة" الى بذل مساعيها "لحل الأزمة السورية والعمل على توفير المناخ المناسب لإجراء حوار وطني بين ممثلي أطياف الشعب السوري".
روسيا
وفي موسكو، أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس أوماخانوف أمس، التزام بلاده بموقفها القائل إن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري فقط، وأن أي تدخّل خارجي سيؤدي لتصعيد الوضع.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن أوماخانوف قوله خلال لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان بموسكو، "إن مجلسي البرلمان الروسي والخارجية الروسية والحكومة ورئيس الدولة ملتزمون بخط وموقف موحد حيال الحالة السورية".
وأضاف: "نحن ننطلق من أن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري لوحده.. وأن أي محاولة من الخارج لفرض هذا النموذج أو ذاك للأسف تؤدي الى تصعيد الوضع".
وذكر أن "الكثير من المواطنين الروس يعيشون في سوريا، ولذلك بالنسبة لنا فإن الوضع يحمل بعداً إنسانياً أيضاً".
أما المسؤول الإيراني فأكد أن بلاده ترى في روسيا شريكاً استراتيجياً وتؤيد التعاون الوطيد بين البلدين في العديد من المجالات.
الصين
وفي بكين، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشونينغ في إيجاز صحافي يومي، "إن الصين تحترم خيار الشعب السوري وتتخذ موقفاً منفتحاً وإيجابياً تجاه أي خطة تسوية سياسية تكون مقبولة بشكل واسع من الأطراف السوريين". وقالت هوا إن الصين لطالما أكّدت أن القوة لا يمكنها أبداً أن تحل المسألة السوري. فالحل الوحيد هو التسوية السياسية. وحضت الأطراف السوريين على السعي إلى وقف لإطلاق النار ووقف العنف.
ودعت المتحدثة الصينية أطراف النزاع في سوريا إلى البدء من بيان اجتماعات جنيف، وإطلاق محادثات في أقرب وقت ممكن والتفاوض ووضع خريطة طريق انتقالية سياسية.
وحضت هوا أيضاً الأطراف على تشكيل هيئة إدارة انتقالية تكون واسعة التمثيل وتكون مهمتها تنفيذ الانتقال السياسي وإنهاء الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن.
الإبراهيمي
في غضون ذلك أجرى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي محادثات في القاهرة مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وغادر من دون الادلاء بأي تصريحات عقب اللقاء.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن لقاء وزير الخارجية بالابراهيمي يأتي في إطار الجهود والاتصالات التي يجريها محمد عمرو بشأن الوضع في سوريا. وأضافت أن الجانبين استعرضا آخر التطورات على الساحة السورية وما تتطلبه من مضاعفة الجهود لدعم الإغاثة الإنسانية للشعب السوري، كما تطرقا إلى الجهد المصري والعربي والدولي الهادف إلى وقف إراقة الدماء في سوريا بأسرع ما يمكن.
المصدر: وكالات