الخميس، 07 حزيران، 2012

الحاج أبو طارق والد الزميل أحمد حسين (المدير التنفيذي لتجمع واجب)، يعرض على الملأ الكواشين (وثائق التمليك) لأرضنا في قضاء الناصرة بفلسطين.. ويشير إلى بقع الدم الظاهرة عليها، وهي دماء والدته/جدتي غزالة النمر رحمها الله، التي كانت قد خبأت الكواشين في صدرها حين قتلها جنديإسرائيلي مع أربعة من أعمامي، على مرآى من عينه وهو الطفل ذو السبعة أعوام.

والدي، الرجل الذي يبلغ الآن السبعين من عمره، ظفرت من عينه دمعة حارّة وهو يعدد أسماء إخوته الأربعة، غانم وحسين وخالد وحسني، الذين قتلهم جندي صهيوني، أطلق من بندقيته طلقة اخترقت جسد الطفل الرضيع واستقرت في صدر والدته، قبل أن يجهز على الثلاثة الآخرين وكلهم دون العاشرة.

والدي يتذكر حتى اليوم، وجه ذلك الصهيوني الذي قتل أمه واخوته الأربعة بدم بارد، ولعل ذلك الجندي لم يتوقع، حتى في أحلامه، أن هذا الطفل المختبئ خلف الباب، سيكبر، وسيخبر أحفاده وكل الناس عن تلك الجريمة البشعة، طالباً منهم بذل النفس والنفيس لتحرير فلسطين من براثن هؤلاء الأوغاد، ومطالباً بتبني خيار المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة، ومشدداً على أهمية حق العودة للاجئين الفلسطينيين واعداً إياهم بالعودة المظفرّة مهما طال الزمان.