الحرب على غزة تسبّب اضطرابات سياسية واجتماعية في بريطانيا
سوزانا طربوش: اجتاحت مجموعة مؤلّفة من حوالى 100 شابّ يحملون الأعلامَ
الفلسطينية ويردّدون شعارات مؤيدة لغزة الحرة فرعاً لسلسلة متاجر «تيسكو» في مدينة
برمنغهام الإنكليزية. وطالب المتظاهرون بأن تتوقّف متاجر «تيسكو» عن بيع منتجات
إسرائيلية، كما ألقوا بعضها على الأرض. واضطرت «السوبر ماركت» إلى إغلاق أبوابها
موقّتاً وتمّ استدعاء الشرطة. ووفق ما ورد في صحيفة «ديلي ميل» اليمينية، كان
المتسوّقون «خائفين من ثوران المتظاهرين».
يعكس هذا الحادث الجوَّ المتوتّر في بريطانيا الناتج عن الحرب الأخيرة في
غزة. وتكتسب حركة مقاطعة البضائع الإسرائيلية بعض الزخم.
ويعرب مواطنون بريطانيون عن عدم رضاهم عن ردّ فعل الحكومة البريطانية على
هجمات "إسرائيل" على غزة وفشلها في الجمع بين انتقاداتها لحماس
واتّخاذها موقفاً حاسماً إزاء "إسرائيل". وقد رفض كلّ من رئيس الوزراء
ديفيد كامرون ووزير الخارجية الجديد فيليب هاموند مراراً استخدامَ كلمة «غير
متناسب» لوصف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقام رئيس حزب العمال إد ميليباند بتذكير كامرون بأنّ موقفه الحاليّ
يتناقض بشكل ملحوظ مع موقفه إزاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 2006 عندما
وصف وزير الخارجية الشكليّ وليام هيغ من حزب المحافظين سلوكَ "إسرائيل" بـ
«غير المتناسب». وهذا ما أغضب بعض الجهات المانحة الصهيونية لحزب المحافظين، ومنذ
ذلك الحين حرص الحزب على تجنّب استخدام هذه الكلمة لوصف أي عمل تقوم به "إسرائيل".
وخلال الحرب الأخيرة، انتقد ميليباند بشكل حادّ فشلَ كامرون في إدانة أعمال القتل
«غير المقبولة وغير المبررة» التي ترتكبها "إسرائيل" بحقّ المدنيين.
الحياة، لندن