الحية: "عباس" استخدم "أيلول" كتكتيك للعودة للمفاوضات
الجمعة، 07 تشرين الأول، 2011
قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. خليل الحية إن "ما بات يعرف باستحقاق أيلول قد مثل خطوة شكلية وتكتيكية من قبل رئيس السلطة محمود عباس للعودة إلى مسار التسوية مع الاحتلال والمتوقف حاليا".
وبين الحية في لقاء عقده منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في المجلس التشريعي بمدينة غزة الخميس 6-10-2011، أن السلطة الفلسطينية ليست لديها إجابة حول مرحلة ما بعد أيلول، باستثناء الحديث المتكرر حول الخيار الأوحد بالنسبة لها وهو خيار التسوية.
وتساءل القيادي في حركة حماس عن مصير ودور منظمة التحرير الفلسطينية في حال تم منح فلسطين عضوية في الأمم المتحدة بوصفها دولة مكتملة الأركان، منددا في الوقت ذاته بتجاهل عباس لقضية اللاجئين في طرحه أمام الأمم المتحدة.
غموض ما بعد أيلول
واعتبر الحية أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجروها بفعل جرائم "العصابات الصهيونية" إنما يمثل صلب وقلب أي حل للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن قرارات الأمم المتحدة منحت اللاجئين حق العودة الكاملة.
وشدد على أنه من حق حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية أن تشعل الضوء الأحمر للتنبيه حول خطورة أن تكون خطوة أيلول مجرد مطية للعودة للمفاوضات، متهما الإدارة الأمريكية بأنها كالبطة العرجاء التي تريد أن تسوق الطرف الفلسطيني نحو المفاوضات العقيمة التي تشكل فلسفة إسرائيلية منذ توقيع اتفاق أوسلو.
وحذر النائب في المجلس التشريعي من قبول المبادرة الفرنسية التي تتضمن منح فلسطين عضوية مراقبة في الأمم المتحدة، معتبرا أن الموافقة عليها يعني تثبيت النظرة الدولية نحو القضية الفلسطينية بوصفها مشكلة تتعلق بمكانة دولية فقط.
وأضاف: "استراتيجية حماس أن أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي وقف إسلامي, ولا تستطيع الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي على شبر واحد منها، ولكنها تقبل بدولة مع ضمان حق عودة اللاجئين لبلادهم التي هجروا منها متكئين على قرار الأمم المتحدة رقم 194, وإعطاء الاحتلال هدنة طويلة الأمد مع عدم الاعتراف بشرعيته".
وأضاف "لا نمانع قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 كحد أدنى وضمن برنامج القواسم المشتركة، لكن مع التأكيد على حق عودة اللاجئين وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وعلى عدم الاعتراف بـ(إسرائيل) ضمن هدنة طويلة الأمد".
وبين الحية أن أي جهد يمكن أن يحقق هذه القضايا ولا يؤثر سلباً أو يمس بهذه الثوابت لا تعارضه حماس، لافتا إلى أن الخطوة التي قام بها عباس في الأمم المتحدة عليها مآخذ كثيرة، سواء سياسية أو قانونية.
وحول الاتهامات بوجود أكثر من تيار داخل الحركة بعد بتأييد بعض الشخصيات فيها لخطاب عباس وتوجهه إلى الأمم المتحدة، قال الحية: "نحن حركة واسعة، وهناك اجتهادات كثيرة تعبر عن مواقف شخصية لأصحابها، لكنها لا تعكس بالضرورة مواقف الحركة أو تُحسب على حماس، لأن الحركة أعلنت موقفها بشكل رسمي لا لبس فيه".
وأشار إلى أن خطوة طلب الدولة يجب أن ترتكز على مقومات الدولة وهي الأرض المحددة ملامحها وسكانها وسيادتها, وألا تكون خطوة شكلية للاعتراف بفلسطين دون واقع على الأرض.
لا تراجع عن المصالحة
وحول موضوع المصالحة، أكد الحية على أنه لا تراجع عن المصالحة الفلسطينية لأنها مطلب حماس والجميع, مشدداً في ذات الوقت على احتياج الجميع لمصالحة حقيقية تضمن حل كافة الخلافات حول مجمل القضايا الفلسطينية وعلى رأسها ملف منظمة التحرير.
وأشار إلى أن حركة "حماس" ملتزمة بما وقعت عليه خلال جولات الحوار الأخيرة مع حركة "فتح", منوها إلى أنه آن الأوان لاجتماع الكل الفلسطيني لدراسة الواقع بشكل جاد والخروج باتفاق ينهي حالة الانقسام.
ولفت الحية إلى أنه يجب تثبيت المصالحة من خلال الاتفاق على برنامج سياسي واضح تمت مناقشته وأبدت حماس فيه مرونة كبيرة، مضيفاً: "نتمنى من مصر رعايته حتى نصل لتوافق على مجمل القضايا".
وعلى صعيد ما تردد عن عقد جولة حوار تجمع فتح وحماس في القاهرة، أجاب "لم يتم تحديد مواعيد لجولة حوار مقبلة، وإن كان هناك شبه توافق على عقد لقاء يجمعنا قريبا، لكن لم يتم ترتيبه أو تحديد تاريخ محدد له".
وشدد على ضرورة عقد حوار فلسطيني شامل يضم كل القوى الوطنية، نافيا أن يكون قد تم تحديد مواعيد لجولة حوار مقبلة بين حركتي فتح وحماس كما تحدث بذلك سابقا القيادي في حركة فتح عزام الأحمد.
وقال: "أهمية ذلك الحوار تكمن في ضرورة أن نصارح أنفسنا أولا، ولنتدارس شؤوننا ثم لنقرر الخطوات المقبلة"، مذكرا بأن حماس حذرت مرارا من كل الخطوات الانفرادية لأي من الأطراف على الساحة الفلسطينية.
وأضاف: "قضيتنا ليست حقل تجارب، ولا يجوز للرئيس الفلسطيني كلما طرأت له فكرة أن يفعلها من دون توافق وطني"، لافتا إلى أن كل خطوة يخطوها الرئيس تؤثر في الكل الفلسطيني.
وأوضح أن حماس لا تريد عقد اجتماعات لا تسفر عن أشياء ملموسة، وتابع "رغم أننا فتح وحماس توصلتا في حوارات سابقة إلى تفاهمات محددة، لكن لم يتم التزامها، لذلك نريد عقد حوار أشمل وأعمق له بُعد استراتيجي".
ولفت إلى أن تطبيق المصالحة يجب أن يكون جزءا من هذا العمل الجاد، مشددا على أن "حماس جادة في تنفيذ بنود المصالحة، ونحن نريد أن نخطو إلى الأمام في المصالحة لأنه لا تراجع عنها".
عباس المستفيد
وعن أسباب عدم زيارة عباس لغزة حتى الآن رغم المصالحة، قال الحية: "أولاً، لم يتم بحث هذه المسألة، ولم يتم الخوض في أي ترتيبات أمنية أو فنية للإعداد للزيارة لأنه من الأساس لم يفتح هذا الموضوع، لكننا نرى أن زيارة عباس يجب أن تكون تتويجا لخطوات سبقتها طبقت على الأرض، فليس الهدف من الزيارة إقامة الاحتفالات".
وأضاف: "رئيس السلطة لم يقدم استحقاق المصالحة المطلوب منه، وهي استحقاقات يجب أن يقدمها الجميع، نحن من جانبنا قدمنا للمصالحة الاستحقاق المطلوب منها في كل المحطات، لكن أبو مازن استفاد من المصالحة، والشعب لم يستفد منها".
وشدد على أن حماس لا تخشى الانتخابات, لكنه قال في الوقت ذاته إنه لا يمكن إجراء انتخابات فلسطينية في ظل الأوضاع الحالية غير الموحدة, وأضاف: "أنا لا أثق في أي انتخابات تجري في ظل القوى الأمنية في الضفة الغربية, وفتح لن تثق بالانتخابات تحت إدارتنا بغزة, فلماذا نجريها في هذه الأجواء وأضاف "هم يعتقدون أن حماس ستخسر في الانتخابات, فلنذهب للانتخابات وفق جدولها الزمني المحدد".
وفيما يتعلق بوضع المقاومة الفلسطينية، أكد الحية على أن حماس تريد استرجاع فلسطين من البحر إلى النهر, عبر استنهاض برنامج المقاومة, معتبرا أن المقاومة وان كانت في حالة جمود إلا أنها لم تفشل لأنها حققت نتائج ملموسة على أرض الواقع.
المقاومة في الضفة
واعترف القيادي في حركة حماس بأن المقاومة تلقت ضربات موجعة في الضفة الغربية بسبب التنسيق الأمني، متمنيا في الوقت ذاته أن تتمكن المقاومة من استعادة قوتها وضرب الاحتلال في عمق مدنه عبر العمليات الاستشهادية.
وأوضح أن المرحلة الحالية هي من أدق المراحل التي يمر بها الشعب الفلسطيني, حيث إنه هو الرابح من الربيع العربي وأن الاحتلال الإسرائيلي هو الخاسر الأكبر, آملاً أن يحقق الربيع أحلامه وأن تسود الديمقراطية وتكون الساحة الرحبة للشعوب العربية.
وقال الحية: "نحن متفائلون من الربيع العربي, والاحتلال الإسرائيلي متخوف منه لذلك يسارع الزمن ويحاول فرض وتثبيت وقائع على أرض الواقع من خلال الاستيطان حتى يقطع الطريق على الفلسطينيين في المراحل القادمة".
وجدد تأكيده على عدم وجود أية تطورات في قضية صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، داعيا وسائل الإعلام إلى عدم التحدث كثيرا في هذا الأمر إلا في حال أعلنت المقاومة عن أية تطورات بشكل رسمي، لأن ذلك من شأنه التأثير سلبا على معنويات الأسرى وذويهم.
وتطرق الحية إلى وضع حركة حماس في سوريا على ضوء المظاهرات التي تشهدها الأخيرة، مؤكدا أن موقف حماس هو التقدير والامتنان لسوريا حكومة وشعبا على استضافة قيادة الحركة ومكاتبها، داعيا النظام السوري إلى الاستجابة إلى تطلعات شعبه.
المصدر: فلسطين أون لاين