الثلاثاء، 03
آذار، 2020
نظمت مجموعة
"الروزنا" الشبابية خامس حلقاتها النقاشية المتعلقة بالقضية الفلسطينية،
في الدوحة، السبت الماضي، تحت عنوان "فلسطينو الشتات: الواقع والتحديات والعودة".
وقدم الحلقة الباحث
في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، أحمد حسين، وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة
الأميركية في لبنان ساري حنفي، ورئيس تحرير الرأي في صحيفة "العربي الجديد"
معن البياري، في مقر المعهد.
وركز حسين في مداخلته
على واقع وتحديات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وأشار إلى أن الكتلة الديمغرافية
الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين وصلت إلى سورية بعد نكبة الفلسطينيين عام 1948، وتركزت
في عدد من المحافظات السورية، ومن بينها دمشق، ودرعا، وحمص، وحماة، واللاذقية، وحلب.
وأشار بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) سعت منذ
تأسيسها إلى تقديم خدمات التعليم والصحة.
وأضاف أن الفلسطينيين
في سورية، ولا سيما في مخيم اليرموك نجحوا في بناء فضاء ثقافي يساعدهم على تسيير أمور
حياتهم اليومية، وركز تحديدًا على السينما، والمراكز الثقافية، والأسواق التجارية الضخمة
في المخيم.
أما عن التحديات،
فقد قسمها حسين إلى مرحلتين، الأولى قبل الثورة السورية، ورأى أن الفلسطينيين عانوا
من تحديات أهمها البطالة، وضعف فرص العمل. والثانية بعد الثورة السورية، وأشار هنا
إلى أن الفلسطينيين، ولا سيما المقيمين في مخيم اليرموك تعرضوا لكارثة إنسانية منذ
دخول المسلحين إلى مخيم اليرموك عام 2012 وصولًا إلى تدمير المخيم بالكامل بعد ذلك.
وناقش البياري
واقع وتحديات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وأشار بأن الكتلة الديمغرافية الفلسطينية
الأكبر وصلت بعد نكبة عام 1948، ثم بعد نكسة حزيران/ يونيو 1967، وإثر ذلك أقام الفلسطينيون
في أكثر من 10 مخيمات للاجئين، أشرفت الأونروا على عملية توفير خدمات التعليم والصحة
لهم. وركز البياري على معدلات البطالة، والفقر، وغلاء المعيشة التي يعاني منها اللاجئين
الفلسطينيين في الأردن، بوصفها أهم التحديات. وكما أضاف بأن ثمة شعور برز لدى الفلسطينيين
في الآونة الأخيرة وهو أن حقوقهم السياسية منقوصة. واختتم البياري حديثه بضرورة التأكيد
أهمية المحافظة على العودة، بوصفها مفهومًا ثقافيًا يجب الحفاظ عليه.
وفي الحديث عن
لبنان أشار حنفي إلى العديد من التحديات التي يعانيها الفلسطينيين في لبنان، من بينها
البطالة التي وصلت إلى 23%، والفقر المدقع الذي وصل إلى 71%، والعمل دون عقود رسمية
الذي وصل إلى 92%، وهذا فضلًا عن الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون العاملين في
القطاع الخاص، ومنعهم من الحق في العمل والتملك والعيش في مكان حضري. وأضاف حنفي بأن
النظام السياسي في لبنان، يفكر بضم اللاجئين كأرض مع إقصائهم كسكان، وهذا بدوره يساهم
في رفع التحديات التي يعاني منها الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين في لبنان.
ورأى إيهاب محارمة
من "مجموعة الروزنا الشبابية" أن الحلقة النقاشية خُصصت لمعالجة قضية اللاجئين
الفلسطينيين، بوصفها واحدة من القضايا المهمة التي تمثل لبّ الصراع العربي مع إسرائيل،
والتي أسهمت في خلق حالة التشتت والشرذمة والتجزئة الفلسطينية جغرافيا وثقافيا واجتماعيا.
وأكد أن "الروزنا" بتنظيمها هذا النوع من النشاطات تؤكد على مركزية قضية
التهجير الذي عانى منها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، ولا يزال يعاني منها حتى يومنا
هذا، إذ لا زال المهجرون الفلسطينيون خارج الأرض المحتلة يعانون التحديات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية في البلدان المستضيفة. وأضاف، أنه وبالرغم من التحديات التي
يعاني منها اللاجئين، إلا أن العودة لا زالت حاضرة في يوميات الفلسطيني المهجّر من
أرضه.