السعودية غاضبة من "حماس".. لعلاقتها
المتطورة مع ايران؟
الخميس، 9 تشرين الثاني، 2017
على وقع حسم السعودية موقفها، بأنها لن
تتبع سياسة النسبية والتمييز والتفريق بين طرف وآخر في ما يخص نفوذ ايران في المنطقة
والعلاقة معها، سواء في لبنان أو غيرها، اجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع
العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في الرياض، وسط غموض حيال ما تم الحديث عنه، وما
اذا كانت علاقة حركة "حماس" مع ايران وسلاحها الموضوع المركزي على طاولة
البحث.
مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية
نبيل شعث بدا دبلوماسياً وحذراً في إجابته حيال ما تم نقاشه، إذ قال إن لقاء عباس مع
الملك سلمان وبقية المسؤولين يأتي في سياق "تبادل المعلومات في هذه المرحلة الخطيرة"،
مستبعداً أن تكون الزيارة تهيئة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي ستُعلن في
غضون شهرين، غير أن شعث أوضح لـ"المدن" أن عباس الذي يصحبه في الزيارة وزير
الخارجية رياض المالكي، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، وآخرون، قد وضع الرياض في صورة
المصالحة وتطوراتها، والممارسات الإسرائيلية على الأرض.
مصادر مطلعة أكدت لـ"المدن"،
أن السعودية غاضبة جداً من "حماس" بسبب تصريحات مسؤوليها الأخيرة عن ان العلاقة
مع ايران ستتطور، مروراً بوصول وفد رفيع من الحركة على رأسه نائب رئيس المكتب السياسي
لـ"حماس" صالح العاروري، الى طهران قبل يومين، لتقديم التعازي لقائد فيلق
"قدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، بوفاة والده،
بالتزامن مع وصول وفد من حركة "الجهاد الاسلامي"، و"الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين"، للغرض ذاته.
وفقاً لمراقبين، يبدو أن الرياض تريد أن
تستوضح من رئيس السلطة الفلسطينية، مدى مساهمة المصالحة مع "حماس" في ابعاد
الأخيرة عن إيران، كأمر إلزامي، لا اختياري.
القيادي في حركة "حماس" حسن يوسف،
أكد عدم ارسال السعودية حتى الآن أي رسالة شفوية أو مكتوبة لـ"حماس" لمطالبتها
بالابتعاد عن ايران، غير أنه أقر أن علاقة الحركة وتقاربها مع ايران لا يروق للرياض.
وأضاف يوسف لـ"المدن"، إن "على السعودية أن تعذرنا لأن للقضية الفلسطينية
خصوصيتها ويجب احترام إرادتنا. نحن لسنا مع أحد ضد أحد. ولا ندخل في سياسة المحاور،
ولسنا تحت إبط هذه الدولة أو تلك، ولا عبيداً. نقطة وأول السطر".
وحول ما إذا كانت العلاقة مع ايران ستفجر
المصالحة الفلسطينية، تساءل يوسف "ولماذا يحدث ذلك؟ علينا كفلسطينيين ان نتفق
ونتفاهم على ضرورة المحافظة على علاقاتنا مع جميع الدول العربية والاسلامية واي حر
بالعالم يقدم الدعم للقضية الفلسطينية، وان نقف على مسافة متوازنة مع جميع الأطراف
وأن لا نمثل سياسة أحد أو نناكف طرفاً لحساب آخر".
وشدد يوسف على أن "حماس" حركة
تحرر فلسطينية وبالتالي "مطلوب منها ومن كل القوى الفلسطينية ان نقوم بعملية جذب
لكل موقف عربي واسلامي وحر في العالم للاصطفاف ضد المشروع الاسرائيلي الذي يتنكر لحقوقنا".
وبيّن أن علاقة "حماس" بالسعودية جيدة وأيضاً بإيران وقطر وتركيا، وكذلك
باقي الدول، مشيراً إلى أنه ليس من حق أحد أن "يعتب علينا أو يغضب منا. نحن نرفع
لواء المقاومة نيابة عن الأمة جميعها، ومن أراد أن يمد يده إلينا فأهلاً وسهلاً به.
ومن لم يرد، سهل الله طريقه".
وأشارت مصادر في الحركة لـ"المدن"
إلى أن إعلان "حماس" نيتها تطوير العلاقة مع إيران يأتي في ظل خشيتها من
تطويع المصالحة الفلسطينية من قبل أطراف داخلية وأخرى اقليمية، من أجل إستهداف رأس
المقاومة، فهي تشعر بقلق بالغ على مصير ذراعها العسكرية "كتائب القسّام".
ويأتي ذلك بينما قال رئيس حكومة التوافق
الفلسطينية رامي الحمدالله، إن حكومته لن تستطيع العمل من دون حل واضح للملف الأمني،
داعياً كافة الفصائل لحسم الملف خلال اجتماعها في القاهرة المزمع عقده في 21 من نوفمبر/تشرين
الثاني.
دعوة الحمدالله أثارت الاستهجان في غزة،
واعتُبرت مخالفة لما اتفق عليه في القاهرة، حيث أنه كان من المنتظر أن يصل وفد أمني
من رام الله إلى غزة، لوضع ترتيبات أمنية للمعابر وعموم القطاع، فهل ما صرح به الحمدالله
يرتبط بتدخلات عربية هادفة الى الضغط على "حماس" لنزع سلاحها؟
المصدر: أدهم مناصرة | المدن