القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الضفة تنتفض لغزة ونتنياهو يرفض خطة واشنطن

الضفة تنتفض لغزة ونتنياهو يرفض خطة واشنطن

شاركت الضفة الغربية أمس نزيف الشعب الفلسطيني في غزة شهداء جدداً على مدار الساعة في اقتراب إلى الألف الأول، حيث القطاع المصبوغ بالدم عالق بين مطرقة الجيش الاسرائيلي الذي لا يوفر قصفاً من الجو والبحر وحمم دباباته براً، وسندان المبادرات التي لم تنته فصولاً أمس مع رفض الحكومة الإسرائيلية المصغرة خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لوقف النار، وإن تكن وافقت و»حماس» على هدنة 12 ساعة تبدأ صباح اليوم الذي تستقبل فيه فرنسا اجتماعاً دولياً لبحث وقف للنار «في أسرع وقت ممكن».

فمع مقتل 55 فلسطينياً على الاقل أمس في القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثامن عشر على التوالي لترتفع بذلك حصيلة الشهداء في القطاع منذ بدء الهجوم الاسرائيلي الى 865 حسب وزارة الصحة في غزة، قالت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في بيان ان «11 جنديا (اسرائيليا) قتلوا اليوم (أمس) واصيب العشرات في اشتباكات مباشرة مع مجاهدي القسام ليرتفع عدد القتلى برصاص القسام الى 80 عدا عن القتلى في تفجير الاليات التي يتكتم العدو على خسائره فيها».

واضافت انها «منذ بدء العدوان على غزة، اطلق القسام 1857 صاروخا، طال 177 منها كلا من حيفا وتل ابيب وضواحيها ومطار بن غوريون وديمونا والقدس«.

وفي غزة قال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة ان «اجمالي عدد الشهداء حتى اللحظة 865 شهيدا، اضافة الى 5730 جريحا»، مشيرا الى ان «60 شهيدا على الاقل سقطوا اليوم (امس) في قصف الاحتلال على قطاع غزة»، الا انه اشار الى ان هذه الحصيلة تتضمن اربعة على الاقل توفوا متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا.

وآخر الضحايا الفلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي المتواصل على القطاع هي امرأة قضت ليل الجمعة في قصف اسرائيلي على منزلها في مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

وقبل ذلك بوقت قصير قتل تسعة فلسطينيين في عدة غارات شنها الطيران الحربي الاسرائيلي مساء على مناطق مختلفة في قطاع غزة، حسب وزارة الصحة في غزة، كما قتل مسعف فلسطيني اثر تعرض سيارة اسعاف للقصف بقذائف الدبابات الاسرائيلية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقتل ايضا فلسطينيان في غارة جوية استهدفت دراجة نارية في خان يونس.

وفي مدينة غزة قتل اربعة فلسطينيين الجمعة في غارات اسرائيلية على مدينة غزة ووسط قطاع غزة وطفل برصاص قناص اسرائيلي في حي الشجاعية، شرق القطاع. وقتل ايضا قيادي في حركة الجهاد الاسلامي ونجلاه في غارة اسرائيلية صباح أمس، على منزله في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وفي مدينة دير البلح وسط القطاع قتلت امرأتان في قصف اسرائيلي استهدف منزلا في المدينة.

وفي الضفة التي انتفضت تضامناً مع شقيقتها غزة، قتل خمسة فلسطينيين أمس، اثنان قرب نابلس وثلاثة قرب الخليل، برصاص الجيش الاسرائيلي ومستوطنين خلال مواجهات اندلعت اثناء تظاهرات تضامنية مع غزة بعد صلاة الجمعة، كما اصيب 19 فلسطينيا احدهم بجروح خطرة، وفق مصادر امنية وطبية فلسطينية.

واتهم مسؤول امني فلسطيني أمس، الجيش الاسرائيلي «باستسهال اطلاق الرصاص الحي وقتل الفلسطينيين» مع تصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي بسبب الحرب الاسرائيلية على غزة.

ونظمت مسيرات اثر صلاة الجمعة كذلك في رام الله وبيت لحم استجابة لدعوة القوى الوطنية والاسلامية الى يوم غضب تضامنا مع اهالي غزة.

وقالت المصادر ان ثلاثة فلسطينيين قتلوا في بلدة بيت امر قرب الخليل، وشابين في بلدة حوارة قرب نابلس، عندما اطلق الجيش ومستوطنون النار على شبان اطلقوا عليهم الحجارة خلال مسيرتين نظمتا في البلدتين بعد صلاة الجمعة.

وجرت مسيرة شارك فيها المئات في بلدة بيت امر قرب الخليل، جنوب الضفة، بعد صلاة الجمعة نشبت خلالها مواجهات مع افراد الجيش الاسرائيلي الذين قاموا باطلاق الرصاص باتجاه الشباب.

واكد مصدر طبي في مستشفى عالية في الخليل مقتل هاشم ابو مرية (46 عاما) وسلطان زعاقيق (30 عاما) وعبد الحميد براغيث (39 عاما) برصاص اسرائيلي.

واضاف المصدر «ان 16 مصابا وصلوا الى مستشفى عالية في الخليل اصابة احدهم خطيرة واصابة 15 بين متوسطة وخفيفة، من انحاء مختلفة من محافظة الخليل«. وفي بلدة حوارة قضاء نابلس، شمال الضفة، نظمت مسيرة بعد الصلاة تضامنا مع غزة اشتبك خلالها الشبان مع الجيش الاسرائيلي.

وقال مصدر امني فلسطيني ان متظاهرين رشقوا سيارة للمستوطنين بالحجارة فاطلق هؤلاء النار عليهم وقتلوا الشاب خالد عزمي عودة (18 عاما). وتدخل الجيش الاسرائيلي وفتح النار على المتظاهرين فقتل طيب عودة (22 عاما)، واصاب ثلاثة اخرين بجروح.

وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان امرأة من المستوطنين هي التي اطلقت النار. لكن الجيش اكتفى بالقول ان مستوطنين «متورطين» في اطلاق النار، ردا على سؤال لـ»فرانس برس».

وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري «ان الشرطة فتحت تحقيقا مع امراة مستوطنة من منطقة نابلس تدعي انها اطلقت النار في الهواء».

وقال المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري «هناك تصاعد في التظاهرات لدعم ومساندة اهالي غزة لما يتعرضون له من قتل يومي» بعد مقتل اكثر من 850 فلسطينيا واصابة اكثر من خمسة الاف بجروح جراء القصف الاسرائيلي المستمر منذ 8 تموز.

وقال الضميري «واضح ان جيش الاحتلال يستسهل الضغط على الزناد ويستسهل قتل الفلسطينيين سواء كانت مظاهرات سلمية او غير ذلك».

واتهم الضميري الجيش الاسرائيلي بـ»اطلاق ايادي المستوطنين للاعتداء على الفلسطينيين»، موضحا «انه يتم تحريضهم من قبل الجيش للقيام بهذه الاعتداءات».

ووقعت مواجهات عنيفة ليل الخميس - الجمعة عند حاجز قلنديا الذي يفصل بين رام الله والقدس، قتل خلاله شاب فلسطيني، واصيب اكثر من مئة وخمسين فلسطينيا بجروح، غالبيتهم بالرصاص الحي.

ودعت القوى الوطنية والاسلامية الشعب الفلسطيني» في الارياف والقرى للتصدي للاحتلال، وندعو مغاوير شعبنا لقطع الطرق الالتفافية ومهاجمة مركبات وحافلات الاحتلال بكل الاشكال المناسبة وتوجيه ضرباتها عبر فرق المقاومة والقوات الضاربة واللجان الشعبية باوسع اشكال الوحدة».

وقتل تسعة فلسطينيين واصيب المئات في الضفة الغربية خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي ومستوطنين منذ 17 تموز عندما بدأ الجيش الاسرائيلي هجوما بريا على قطاع غزة.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام أنها استهدفت أمس، طائرة حربية تابعة لجيش الاحتلال في أجواء مدينة غزة وأصابتها إصابة مباشرة.

وقالت الكتائب في بيان لها إن إحدى وحدات سلاح الدفاع الجوي التابعة لها تمكنت من استهداف طائرة حربية إسرائيلية من نوع «إف15» أثناء إغارتها على مدينة غزة. وأكد البيان إصابة الطائرة الحربية إصابة مباشرة، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وهذه هي المرة الثانية خلال العدوان التي تعلن فيها الكتائب استهداف طائرة حربية وإصابتها، حيث كانت المرة الأولى قبل أيام في أجواء مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وفي السياسة، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إنه ما زالت ثمة خلافات بشأن صياغة هدنة غزة ودعا الى هدنة انسانية لمدة سبعة أيام خلال عطلة عيد الفطر التي تبدأ الاسبوع القادم.

وقال كيري في مؤتمر صحافي في القاهرة «اننا نعمل نحو فترة قصيرة من السلام مدتها سبعة أيام. سبعة أيام من وقف اطلاق النار الانساني بمناسبة عيد الفطر من اجل ان يجتمع الناس معا لمحاولة العمل من اجل التوصل لوقف اطلاق نار مستمر أكثر رسوخا في المدى البعيد«.

وأيد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية المصري سامح شكري اللذان كانا يقفان بجوار كيري الدعوة لوقفة في القتال خلال عطلة العيد. وقال بان انها يمكن ان تبدأ بوقفة قابلة للتمديد مدتها 12 ساعة.

وقال كيري إن «تقدما كبيرا» قد تحقق بشأن الهدنة لكن ما زال هناك المزيد مما ينبغي عمله، مشيرا إلى أنه على ثقة من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملتزم بالعمل من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.

وقال كيري ان اسرائيل ربما تكون قد رفضت بعض الصياغة لهدنة غزة و»لكن لا توجد صياغة رسمية قدمت لها أو اقتراح نهائي أو اقتراح جاهز قدم الى اسرائيل«.

وقال كيري «مازال هناك بعض التعبيرات.. التي يتعين العمل بشأنها لكننا واثقون من انه لدينا اطارا أساسيا يمكن ان ينجح في نهاية المطاف».

وقال مصدر حكومي إن اسرائيل رفضت الجمعة مقترحات دولية لوقف إطلاق النار في حربها على غزة لكنها تبحث إجراء تعديلات على خطة الهدنة مع وزير الخارجية الأميركي.

ويأمل الوسطاء أن يتسنى بدء سريان هدنة قبل عيد الفطر الأسبوع القادم لكنهم يواجهون صعوبات لتنفيذ مطالب لا يمكن التوفيق بينها على ما يبدو لإسرائيل والنشطاء الذين تقودهم حركة حماس ويخوضون صراعا منذ الثامن من تموز.

وقال متحدث باسم «حماس« لـ»رويترز« في ساعة متقدمة مساء أمس، إن الحركة وافقت على وقف قتال مؤقت لمدة 12 ساعة يبدأ صباح اليوم.

وكان المصدر الاسرائيلي الذي طلب عدم نشر اسمه، قال أمس إن مجلس الوزراء الأمني المصغر بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض الخطة الأميركية لأنها لا تسمح لإسرائيل بمواصلة هدم شبكة الأنفاق التي حفرتها حماس تحت حدود غزة مع اسرائيل. وأضاف المصدر «مقترح كيري يميل (كثيرا) نحو مطالب حماس«.

ولكن قال مسؤول أميركي أمس إن رئيس الوزراء الاسرائيلي أبلغ وزير الخارجية الأميركي ان إسرائيل ستبدأ وقفة لمدة 12 ساعة من القتال في غزة تبدأ في السابعة صباحاً.

وأدلى المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بهذه التصريحات للصحافيين ردا على سؤال في مؤتمر صحافي في القاهرة بشأن تصريحات سابقة لكيري خاصة بلفتة حسن نوايا من جانب نتنياهو.

وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن باريس ستستضيف عددا من وزراء الخارجية ومنهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وقطر اليوم لتنسيق الجهود لمحاولة الوصول إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وأضاف المصدر «دعما للمبادرات القائمة حاليا ولا سيما المبادرة المصرية، فإن هدفنا هو ضم كل الجهود الدولية بحيث تتوفر بأسرع ما يمكن ظروف وقف إطلاق النار«.

وسيحضر الاجتماع الذي يبدأ صباح غد مسؤولون من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وكاثرين آشتون منسقة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي. ولن يكون هناك أي تمثيل من إسرائيل أو حماس أو السلطة الفلسطينية.

اف ب، رويترز، يو بي أي، قنا