القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

العضو العربي في "الكنيست" حنين زعبي لـ "فلسطين": المقاومة وإيقاف التنسيق والتوجه للمحاكم..أوراق النضال الفلسطيني

العضو العربي في "الكنيست" حنين زعبي لـ "فلسطين": المقاومة وإيقاف التنسيق والتوجه للمحاكم..أوراق النضال الفلسطيني
 

غزة- أسماء صرصور

أكدت حنين زعبي، العضو العربي في "الكنيست" الإسرائيلي عن "حزب التجمع الوطني الديمقراطي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، أن حلولاً ثلاث هي مفتاح حل القضية الفلسطينية عوضًا عن التعويل على وساطات دولية أو انتظار ما يقدمه الاحتلال من إنهاء للحصار أو ما شابه.

وأرجعت زعبي في حديث خاص لـ"فلسطين" تأخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومته إلى العقبات التي تواجهه بسبب رغبته في المساواة في الأعباء العسكرية، رافضة وسم الحكومة بأنها ما بين السلام والحرب.

وشددت على أن الموقف الإسرائيلي من إيران يميل الآن إلى ترقب ما ستفرزه الثورات من أنظمة، بالإضافة إلى الثقل السياسي نحو الداخل على حساب الأجندات الخارجية. وأشارت إلى أن نتنياهو يفتقر إلى أجندة اقتصادية واضحة "ويعمل على تقوية نفوذ الطبقات العليا على حساب الطبقات الوسطى والفقيرة.

وساطة قانونية لا دبلوماسية

ولخصت الزعبي حلول القضية الفلسطينية الثلاث بقولها: "يجب تفعيل المقاومة الفلسطينية، وإيقاف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتفعيل التوجه للمحاكم الدولية"، مشيرة إلى أن (إسرائيل) تعتمد في استمرار إجراءاتها على سكوت العالم العربي والتنسيق الأمني المستمر مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأضافت: "(إسرائيل) لا تواجه مقاومة ضد ما تقوم به من إجراءات تهويد القدس أو توسيع المستوطنات وسرقة الأراضي وإقامتها لجدار الفصل العنصري أو حصار, نتيجة لانشغال العالم العربي بالثورات الشعبية فيها وعدم تفعيل القرارات الصادرة عن المحاكم الدولية أو التوجه إليها، فـ (إسرائيل) لا تدفع ثمن ما يصدر عنها"، لافتة النظر إلى أن هذا هو الحال القائم منذ ما يربو عن سنوات خمس سابقة وحتى الآن.

وطالبت عضو الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي بأن يكون القرار الفلسطيني غير معتمد على أي وساطات دولية "فالأصل أن تأتي الوساطة الدولية الدبلوماسية بعد أن يتم تفعيل القوة الذاتية للشعب ذاته"، موضحة أن الوساطة الدولية القانونية باللجوء إلى المحاكم وتقديم الاحتلال للمحاكمة هي التي تكون جزءا من قوة الشعب بينما الوساطة الدولية الدبلوماسية انعكاس لقوته.

تشكيل الحكومة

وبالتطرق إلى الحديث عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أبدت الزعبي رفضها الشديد لمن يتوقع من الطرف الفلسطيني أن تكون هي حكومة ما بين السلام والحرب، "فهي حكومة حرب في كل الأحوال، وأخبار تشكيل الحكومة الأصل أن يهتم بها الشارع الإسرائيلي لا الفلسطيني الذي يلزمه تفعيل أوراقه النضالية"، وفق رأيها.

ونوهت إلى ضرورة أن يوقف الإعلام الفلسطيني حديثه عن ماهية الحكومة الإسرائيلية القادمة كنتيجة حتمية بعدم وجود شريك إسرائيلي حقيقي في عملية التسوية "هي حكومة حرب.. وما لم يوجد الفلسطينيون لأنفسهم أفقا سياسيا لن يوجده أحد لهم".

وعللت زعبي التي تقابل بمواجهات خشنة من نظرائها الإسرائيليين بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية تأخر نتنياهو في تشكيل حكومته لوجود مشاكل لم يكن يتوقعها في مباحثاته مع الأحزاب الإسرائيلية، موضحة أن تلك العقبات تتمثل في رغبتة بالمساواة في الأعباء العسكرية وهي الأجندة التي يحملها رئيس حزب "هناك مستقبل" "يائير لبيد" ويقاربه فيها رئيس حزب البيت اليهودي "نفتالي بينت".

وهذا الأمر دفع بنتنياهو للجوء إلى خيار لم يكن يرغبه وهو خيار حزب العمل برئيسته "شيلي يحيموفيتش"، فيما صدرت خلال الأيام الماضية أصوات تطالب نتنياهو بطرح خيار آخر وهو زيادة العوائد لمن يخدم في الجيش الإسرائيلي، وقد رفض "البيت اليهودي" الذي عارض تجنيد المتدينين في جيش الاحتلال هذا الطرح.

الاقتصاد الإسرائيلي

وعما تناقلته وسائل الإعلام من الحديث عن المبالغ التي ينفقها رئيس الوزراء الإسرائيلي على شراء الآيس كريم، أوضحت عضو الكنيست أن هذا يأتي في إطار نقض الأجندة الاقتصادية والتي تعتمد على تقوية الطبقات العليا على حساب الطبقات الوسطى والفقيرة فـ (50%) من فلسطينيي الداخل تحت خط الفقر.

ورأت الزعبي أنه حتى لو تم تعزيز الطبقة الوسطى فيما يتعلق بحقوقها الاقتصادية وزيادة قوتها اقتصاديًا "فإن هذا لا يعني أن الأجندة الاقتصادية للحكومة الإسرائيلية المقبلة ستكون عادلة بالمفهوم الاقتصادي"، مشيرة إلى أن المظاهرات التي شهدتها (إسرائيل) في الصيف الماضي تتعلق بإمكانية تحسين الطبقات الوسطى والطبقات الوسطى العليا فيما يتعلق بالسفر أو حصول أولادهم على دورات وبرامج لا منهجية بعد ساعات الدوام.

وأكدت أن المظاهرات لا تتناول طلبات لطبقات مسحوقة أو تتحدث عن طلبات السكن "باعتبارها المطلب الرئيس لفلسطينيي الداخل، بالإضافة وقف مصادرة الأراضي"، منوهة إلى أنه وخلال السنوات الخمس القادمة فإن 65 ألف فلسطيني من الأزواج الشابة سيعانون من انعدام وحدات سكنية خاصة.

ويشار إلى أن دخل العائلة العربية يساوي ثلث دخل نظيرتها الإسرائيلية، وتؤكد زعبي أن "الأجندة الاقتصادية الإسرائيلية تعنى بالمجتمع اليهودي وبعيدة عن هموم العرب في (إسرائيل)".

إضراب الأسرى

وفيما يتعلق بقضية الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينت الزعبي أن الأعضاء العرب في "الكنيست" يشاركون في اعتصامات عديدة ومظاهرات الأسرى، إلى جانب العمل على رفع الوعي الفلسطيني في الداخل من أجل الأسرى، على أساس أن قضيتهم تأتي ضمن قضايا النضال الوطني الفلسطيني.

وأفادت أن النواب العرب داخل الكنيست يعملون على توجيه استجوابات لوزير الأمن الداخلي، وتنظيم زيارات للأسرى المضربين عن الطعام، مدللة على ذلك بزيارة عضو الكنيست العربي جمال زحالقة للأسير المضرب عن الطعام سامر العيساوي منذ 211 يوماً.

وكان حزب التجمع العربي قد بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ونظم تظاهرة أمام السفارة المصرية.

وشدد عضو الكنيست على أن الأسرى المضربين عن الطعام تم تحريرهم في صفقة شاليط بوساطة مصرية "لذا يلزم الجهات المصرية أن تفعل دورها أمام الخروقات الإسرائيلية للصفقة"، مؤكدة أن النواب العرب في الكنيست يبذلون كل ما لديهم من وسائل برلمانية ودولية لتفعيل قضية الأسرى، ويطرحون قضيتهم أمام سفراء الدول أولاً بأول.

وبالانتقال إلى الحديث عن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، أشارت زعبي إلى أن ما يتم تسجيله في الأوراق الاستراتيجية التي تقدم للحكومة الإسرائيلية والرئاسة الأمريكية أنه لم تشهد العلاقة توترًا بين رئيسين أكثر مما تشهده العلاقة توترًا بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

واستدركت بقولها: "ولكن على الرغم من التوتر الشخصي بين الرئيسين فإن العلاقة لم تشهد تحالفًا استراتيجيًا قويًا بين الطرفين كما تشهده الآن"، مبينة أن مرحلة رئاسة أوباما سجلت دعمًا أمريكيًا غير مشروط لـ (إسرائيل) وكلما تردد الحديث عن التوترات والمشاكل الشخصية يخرج أوباما بجملته المعهودة والتي تلخص الموقف: "أمريكا الحليف القوي والداعم الأول لـ (إسرائيل) للحفاظ على أمنها".

إيران .. ترقب حذر

وفي استقراء للوضع الإسرائيلي وتعامله مع دول المحيط، فمن وجهة نظر الزعبي فليس من مصلحة (إسرائيل) التصعيد في الوقت الراهن لأن الوضع في المنطقة لم يزل غير مستقر.

وقالت:" على الرغم من بعض الغارات على سوريا إلا أن الخط العام يرى ضرورة الحذر والترقب لمعرفة ما ستفرزه الثورات من أنظمة للتعامل معها على كافة الدول العربية المحيطة بها".

والحرب على إيران – وفق قولها – خفّ الحديث عنها كثيرًا على أجندة نتانياهو لعدة أسباب، منها: أن تشكيل الائتلاف الحكومي سيجبره على الاهتمام بالداخل الإسرائيلي على حساب التعامل مع أجندات خارجية، مبينة أنه في البداية حاول طرح موضوع الحرب ولكن ليس رغبةً بالخروج بقرار الحرب وإنما بهدف إقناع مركبات الائتلاف لتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة كما كان يريد.

وأضافت زعبي: "سيناريو الحرب على إيران لا أغلبية له فما زال الجيش ذاته وعدد من المحللين يرون الحرب مغامرة ليست في مكانها, وأضرارها السياسية والعسكرية أكبر من فوائدها"، معقبة بقولها: "الائتلاف الحكومي سيضغط على موضوع المساواة في العبء، والاهتمام بالوضع الاقتصادي الداخلي (لإسرائيل)، وتوزيع الأعباء اقتصاديًا وعسكريًا في (إسرائيل) داخليًا".

وختمت حديثها بالإشارة إلى أنه لا جديد فيما يتعلق بقضية مؤسس حزب التجمع الوطني الديمقراطي عزمي بشارة، فالقضية – وفق الزعبي – ليست مطروحة للنقاش مع الاحتلال الإسرائيلي فما يريده الاحتلال رأس عزمي بشارة وإعدامه سياسيًا والزج به في السجن، ولكن الحر لا يسلم قيادته الوطنية لسجانيه.

المصدر: فلسطين أون لاين